الخليج والعالم
بوتين: روسيا لم تبدأ حتى الآن أيّ مهام جدية في أوكرانيا
رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ الغرب لا يريد وجود دولة مثل روسيا، ويتصرّف بعدوانية منذ عقود، مؤكّدًا أنّ عقوبات الغرب زادت من تعقيد الوضع في مجال الغذاء في العالم، ومعلنًا أنّ روسيا لا ترفض محادثات السلام بشأن أوكرانيا، لكن تأخيرها يعقّد التفاوض، ومحذرًا في الوقت نفسه من أنّ بلاده لم تبدأ حتى الآن أيّ مهام جدية في أوكرانيا.
وفي اجتماع مع زعماء فصائل مجلس الدوما مساء اليوم الخميس، قال بوتين: إنّ "ما يُسمّى بالغرب الجماعي، بقيادة الولايات المتحدة، كان عدوانيًا للغاية تجاه روسيا لعقود. وقد تمّ رفض مقترحاتنا لإنشاء نظام أمن متساوٍ في أوروبا، وتمّ رفض مبادرات العمل معًا بشأن قضية الدفاع الصاروخي".
بوتين: "الغرب الجماعي" نفسه هو المحرّض المباشر والمذنب في ما يحدث اليوم
واتهم بوتين "الغرب الجماعي" بأنّه هو من أطلق الحرب في دونباس، ودعم الانقلاب المسلح المناهض للدستور في أوكرانيا في عام 2014، ثمّ شجّع على الإبادة الجماعية لشعب دونباس.
وتابع الرئيس الروسي: "نسمع اليوم أننا بدأنا حربًا في دونباس، في أوكرانيا. لا، لقد أطلقها هذا "الغرب الجماعي" نفسه، حيث نظّم ودعم انقلابًا مسلحًا غير دستوري في أوكرانيا في عام 2014، ثم شجّع وبرّر الإبادة الجماعية ضدّ الناس في دونباس"، مؤكّدًا أنّ "هذا "الغرب الجماعي" نفسه هو المحرّض المباشر والمذنب في ما يحدث اليوم".
وتحدّث بوتين عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، فأعلن محذّرًا أنّ "روسيا لم تبدأ حتى الآن أيّ من مهامها الجدّية في أوكرانيا"، وقال في هذا السياق: "يجب أن يعلم الجميع أننا، بشكل عام، لم نبدأ حتى الآن أيّ شيء جدّي بالفعل".
بوتين: الغرب لا يريد وجود دولة مثل روسيا
ورأى بوتين أنّ الغرب لا يريد وجود دولة مثل روسيا، وقال: "لهذا السبب دعموا الإرهاب والانفصالية في روسيا والقوى المدمرة الداخلية و'الطابور الخامس' في بلادنا"، مشيرًا إلى أن هذه القوى "تلقّت ولا تزال تتلقى دعمًا غير مشروط من هذا "الغرب الجماعي" نفسه".
وأضاف بوتين: "من الواضح أنّهم كانوا يحاولون ليس فقط ضرب الاقتصاد الروسي بقوة، بل كان هدفهم زرع الفتنة والاضطراب في مجتمعنا وإحباط معنويات الناس. لكن حتى هنا أخطؤوا في الحسابات - لم يحدث شيء وأنا متأكد من أنّه لن يحدث".
بوتين: لا نرفض محادثات السلام بشأن أوكرانيا
وأكّد بوتين أنّ روسيا لا ترفض محادثات السلام بشأن أوكرانيا، "وقال: "لكن في الوقت نفسه، يجب على من يرفضون أن يعلموا أنّه كلّما استغرق الأمر وقتًا أطول، سيكون من الصعب عليهم التفاوض معنا".
عقوبات الغرب ضد روسيا زادت من تعقيد الوضع في مجال الغذاء في العالم
وكان لبوتين مواقف أيضًا، خلال لقائه الفائزين في مسابقة "قادة روسيا"، حيث لفت إلى أنّ عقوبات الغرب ضد روسيا زادت من تعقيد الوضع في مجال الغذاء في العالم، وقال: "إنّ العقوبات ضد روسيا فاقمت كل شيء. وبالتحديد تلك المتعلقة بالطاقة. لقد ارتكبوا أخطاء في قطاع الطاقة - ارتفعت أسعار الغاز، والغاز هو أساس العديد من الأسمدة. ارتفعت أسعار الأسمدة. وهذا يؤدي إلى ما يلي: بدأت الشركات في الإغلاق، بما في ذلك في أوروبا، وتراجعت توقعات الحصاد على الفور، بينما قفزت أسعار المواد الغذائية مرة أخرى".
وتابع بوتين: "ثم بدؤوا في فرض هذه العقوبات غير الشرعية"، وأوضح بأنها "غير شرعية، لأنّها غير مدعومة من قبل مجلس الأمن الدولي. كلّ ما لا يدعمه قرار من مجلس الأمن الدولي هو من وجهة نظر القانون الدولي غير شرعي وغير قانوني".
وأشار بوتين إلى أنّ اللوم في أزمة الغذاء الوشيكة، يُلقى على روسيا، على الرغم من أنّ الغرب قد تسبب بتفاقم مشاكل البلدان النامية، من أجل حل مشاكله الخاصة.
وشدّد على أنّ الغرب بدأ في إساءة استخدام احتكار العملات الاحتياطية وطباعة النقود، معتبرًا أنّ "كلّ هذا أدّى إلى حقيقة أنهم بدؤوا في جمع الطعام من السوق العالمية".
وأردف: "إذا كانت الدول نفسها في السنوات السابقة، على سبيل المثال، مصدرة للأغذية، فقد أصبحت مستوردة. واشترت أغذية من السوق العالمية بمبلغ 17 مليار دولار أكثر مما باعت. وهذا يشير إلى أنّها فاقمت مشاكل البلدان النامية، البلدان الفقيرة، وبذلك حلت الدول الغنية مشاكلها. وهذا نتيجة احتكار العملات الاحتياطية والدولار واليورو".
وأعلن بوتين أنّ "بلاده تعتزم القيام بكل شيء لمساعدة الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في دونباس"، وتابع "روسيا ستقوم بكلّ ما هو ضروري لمساعدة سكان دونباس"، وأضاف "روسيا حكومة وقيادة ستفعل كل شيء لمساعدة الناس الذين يعيشون ويعملون هناك".
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قال في وقت سابق: "إن خبراء البناء العسكريين الروس سيشاركون في إعادة إعمار جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين".