الخليج والعالم
مقصود لـ"العهد": اجتماع دمشق جاء لتحويل القرارات السياسية إلى واقع ميداني
رأى الخبير العسكري السوري العميد علي مقصود أن اللقاء الثلاثي الذي عقد في دمشق بين رؤساء أركان جيوش سوريا وإيران والعراق يجسد ما اتفق عليه قادة هذه الدول في لقاءاتهم السابقة، وجاء لتفريغ القرارات السياسية المتفق عليها فيما بينهم، وتأطيرها في خطط عملياتية تحقق الأهداف التي وضعتها القيادة السياسية المتمثلة في مواجهة العقوبات الاقتصادية الأميركية عن طريق فتح المعابر، ووصل طهران بدمشق عبر بغداد من خلال القضاء على بقايا الإرهاب لتحقيق هذا الهدف.
ولفت مقصود في حديث لموقع "العهد الإخباري" إلى التطور البارز الذي حصل في اللقاء، وتمثّل في مواجهة التحدّيات الأمنية عبر حسم العراق لخياره بالانضواء ضمن محور المقاومة، ومواجهة صفقة القرن بتحويل الجبهة الشرقية من سوريا لتكون الجبهة السياسية التي يشكل فيها كل من العراق وإيران عمقًا استراتيجيًا لسوريا في مواجهة الكيان الصهيوني"، معتبرًا أن "هذا الأمر سيحدث تغييرًا هائلًا في موازين القوى ومعادلة الصراع مع الكيان الصهيوني".
وأكد مقصود أن "اللقاء مرتبط كذلك بالجانب الأمني في مواجهة "التحدي التقسيمي" عبر توجيه ضربة إلى القوى الانفصالية من قوات قسد التي حملت المشروع الأمريكي مقابل وعود كاذبة وواهية، دغدغت أحلامهم بإقامة كيان منفصل عن الجسد السوري ، وبالتالي توجيه ضربة قاصمة إلى ما يسمى بالناتو العربي"، مضيفًا "أن إنجاز هذه المهمة يعني قطع الشريان الذي يربط الناتو العربي بالناتو الغربي، والذي يسمح للكيان الصهيوني بأن يكون جزءًا من هذا الشريان عبر قاعدة التنف".
وتوقع الخبير العسكري والاستراتيجي السوري "أن تتخلى واشنطن عن الانفصاليين الأكراد وتتركهم لمصيرهم كما فعلت مع الفصائل الإرهابية المسلحة في الجنوب السوري، الأمر الذي سيدفعهم إلى التوجه نحو دمشق مجددًا لا سيما وأن وزير الدفاع السوري كان واضحًا حين طرح آلية قادمة للتعامل مع الانفصاليين الكرد عبر التسوية أو الميدان" .