معركة أولي البأس

الخليج والعالم

ندوة ثقافية عن الإمام الخميني (قده) في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق
14/06/2022

ندوة ثقافية عن الإمام الخميني (قده) في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق

محمد عيد - دمشق 

لا يزال الكثير من المثقفين والباحثين يغرفون من بحر العرفان الذي حمله روح الله الخميني (قده) والذي جعل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية قوة راسخة البنيان تمد العالم الإسلامي بأسباب المنعة والقوة. وفي الذكرى الثالثة والثلاثين لرحيله، أقامت المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق ندوة حملت عنوان "الإمام الخميني (قده) ثائر على درب الأنبياء"، حاضر فيها عدد من الباحثين والمفكرين الذين تناولوا سيرة حياة الإمام الراحل (قده) من جوانبها الفكرية والإنسانية والسياسية.

ندوة ثقافية عن الإمام الخميني (قده) في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق

ثورة فريدة 

المسؤول الثقافي في المستشارية الثقافية الإيرانية هادي كاوية أكد في حديثه لموقع العهد الإخباري أن روح الله الخميني (قده) أقام ثورة فريدة من نوعها في التاريخ، معتبرًا أن ما ميزها عن غيرها من ثورات العصر الحديث أنها الثورة الوحيدة التي ربطت الأرض بالسماء. 

من جهته، أشار الدكتور تامر مير مصطفى الأكاديمي المختص في مقارنة الأديان لـ "العهد" أن الإمام الخميني (قده) أراد من خلال ثورته المباركة تحقيق أحلام الأنبياء والرسل والأئمة المعصومين، لافتًا إلى أن إحياء ذكرى وفاته تزامنًا مع ذكرى ولادة ثامن الأئمة سلام الله عليهم الإمام علي بن موسى الرضا (ع)" مبارك. 

ندوة ثقافية عن الإمام الخميني (قده) في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق

الشخصية الجامعة 

أما الشيخ مهدي مهر رئيس جامعة المصطفى العالمية فقد سلط الضوء لـ "العهد" على شخصية الإمام الخميني (قده) المنفتحة على الجميع على اختلاف مشاربهم وأهوائهم ومعتقداتهم، قائلا إن الإمام الخميني (قده) رجل معروف على مستوى العالم وله مكانة كبيرة في قلوب الناس أجمع على اختلاف المذاهب والأديان والاعراق، وعُرف بعدله وصدقه، وكان دائمًا يحث على وحدة العالم الإسلامي، ولم تغره دنيا ولا سلطة بل سار دائمًا على نهج الأنبياء في إصلاح المجتمع البشري والوقوف في وجه الطواغيت لنصرة المستضعف والمظلوم. 

ندوة ثقافية عن الإمام الخميني (قده) في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق

من جانبه، لفت الدكتور توفيق داود أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق لـ "العهد" إلى فكرة أن روح الله الخميني (قده) هو شخصية إنسانية عالمية عميقة في كل أبعادها وحميدة في كل صف ثناياها، مشيرًا إلى أنه أراد أن يجعل من الإيرانيين شعبًا حرًا مستقلًا كما سعى إلى أن يعمم هذا الخير والاستقلال على المنطقة وشعوب الجوار، للوصول إلى حرية الشعوب واستقامة الدين الاسلامي في كل بقاع الأرض. 

ندوة ثقافية عن الإمام الخميني (قده) في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق

وأشار الدكتور داود في حديثه إلى المنطقة والأبعاد السياسية والاجتماعية التي أسست لفكر الإمام الخميني (قده)، فالمنطقة العربية لها تاريخ مشترك مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بعدها الفارسي والقومي أيضًا، والعقل العربي - وفق الدكتور داوود - قد هزم شر هزيمة منذ القرن العاشر الميلادي حتى الآن والغرب دخل القرن الواحد والعشرين بتقنياته وصناعته وأسلحته وأدرك ما يجب عليه أن يفعله حتى يكون وجوده حقيقيًا ومسيطرًا. ولفت إلى العوامل التي شكلت شخصية الإمام الخميني (قده) وتجربته السياسية العميقة وادراكه للمطامع الاستعمارية في المنطقة إدراكا عميقًا، من خلال فكره الاستراتيجي الثاقب الذي جعله مستيقنًا من أن المنطقة مقبلة على" استيطان عالمي"، الأمر الذي جعله يطلق على أمريكا اسم "الشيطان الأكبر"، ويصف "إسرائيل" بالغدة السرطانية. 

وأضاف أستاذ علم الاجتماع في حديثه لموقعنا أن روح الله الخميني (قده) أدرك أن التجربة الإنسانية العميقة منقسمة، وهذا الانقسام أبدي وليس مؤقتًا، وبالتالي سيبقى هذا الانقسام وهذا الصراع مفتوحًا ولا مكان فيه للضعفاء لأن المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ومن هنا ظهرت صلابة الإمام الخميني (قده) وعزمه واتقاد بصيرته وقدرته على الوقوف في وجه أعتى رجل في المنطقة والذي كان شرطيها ويتمتع بدعم من أجهزة الاستخبارات المحلية والعربية والعالمية. 

ندوة ثقافية عن الإمام الخميني (قده) في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق

داود أكد أن روح الله الخميني (قده) فتح ثغرة في جدار اليأس الذي أصاب الأمة الإسلامية وأعانها بفكره على النهوض مجددًا، ومواكبة كل إمكانيات العصر للثبات في وجه رياحه وتحصيل الحقوق المشروعة، مستلهمًا ذلك كله من فكر آل البيت عليهم السلام.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم