معركة أولي البأس

الخليج والعالم

تضييق تركي على اللاجئين السوريين
14/06/2022

تضييق تركي على اللاجئين السوريين

دمشق - علي حسن

استمرارًا للسياسة التركية الجديدة في التضييق على السوريين وبغية إجبارهم على مغادرة أراضيها، أعلنت أنقرة عدم السماح للسوريين بزيارة عائلاتهم وذويهم في سوريا خلال عطلة عيد الأضحى، على غرار ما تم تطبيقه للمرة الأولى في عطلة عيد الفطر الماضي.

وبعد أن صدعت الحكومة التركية الرؤوس وعلى رأسها الرئيس رجب طيب أردوغان بفتح الباب واسعًا أمام اللاجئين السوريين والتعامل معهم كمواطنين أتراك، وبعد سنين طويلة من الابتزاز المتواصل لأوروبا وتلقّي مبالغ طائلة منها لقاء عدم فتح الاراضي التركية لهجرة السوريين اليها، اعتمدت الحكومة التركية سياسة مغايرة في الآونة الاخيرة وقوامها الضغط على السوريين وإجبارهم على العودة الى سورية. 

التضييق على السوريين 

وبالإضافة إلى قرار العيد، اعتمدت الداخلية التركية إجراءات جديدة فيما يتعلق بتوزيع السوريين على الأحياء السكنية في المدن التركية، ووقف منح بطاقة الحماية المؤقتة (كمليك) إلا بضوابط مشددة.

وكشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أنه على غرار عيد الفطر لن يسمح للسوريين بزيارة بلادهم في عيد الأضحى، قائلًا إن كثيرًا من السوريين الموجودين في تركيا، سواء المجنسين منهم أو غير المجنسين، يعودون إلى بلادهم في الأعياد، ومن ثم يعودون بعد العيد، هذا أمر غير مقبول في الوقت الحالي، فمن يريد العودة إلى سوريا "سيكون تصريح عبوره في اتجاه واحد".

وتناول صويلو، في مؤتمر صحافي في أنقرة  الإجراءات والضوابط الجديدة التي ستطبق في المرحلة القادمة، مشيرًا إلى أنَّه سيتم تخفيض نسبة الأجانب الذين يسمح لهم بالإقامة في كل حي من 25 في المائة إلى 20 في المائة، بدءًا من الأول من تموز/يوليو المقبل، وبناء على ذلك سيتم إغلاق 1200 حي أمام طلبات الإقامة في تركيا.

وكانت السلطات التركية قد بدأت تطبيق سلسلة إجراءات، خلال الأشهر الماضية، من أجل ضبط توزّع السوريين في البلاد، وأعلن صويلو، الأربعاء الماضي، أن وزارة الداخلية منحت سائقي سيارات الأجرة صلاحيات التحقق من إذن السفر للركاب الأجانب، حتى لا يكونوا واسطة في نقل المهاجرين غير الشرعيين ما بين الولايات التركية.

ولفت صويلو إلى أن وزارته ستعمد كذلك إلى وضع كاميرات مراقبة في مواقف الشاحنات، لمنع نقل المهاجرين غير الشرعيين الذين يختبئون فيها سرًا. 

وتشهد المدن التركية، وخصوصًا الكبرى منها، مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، حملة أمنية موسعة ضد المهاجرين غير الشرعيين، وتشمل الإجراءات السوريين ممّن يقيمون في ولايات أخرى، غير الولايات المسجلين فيها تحت الحماية المؤقتة.

ورحّلت السلطات التركية 34 ألفًا و112 مهاجرًا ولاجئًا، ممن دخلوا البلاد بطرق غير قانونية منذ مطلع العام الحالي.

وتمنح تركيا، بموجب قوانينها السارية، أنواعًا عدة من الإقامات للأجانب، مثل: إقامة الطالب، وإقامة مستثمر، والإقامة العقارية، وإقامة العمل، بالإضافة إلى الإقامة السياحية التي باتت تخضع لضوابط مشددة.

يُضاف إلى ذلك، بطاقة الحماية المؤقتة (كمليك) التي حصل معظم السوريين في تركيا عليها، والتي لا تعتبرها السلطات بمثابة إقامة، إذ تمنع القوانين حامليها من السفر خارج تركيا والعودة إليها، بل وتفرض إذناً للسفر والتنقل بين المدن التركية على حامليها.

ويبلغ عدد السوريين في تركيا نحو 3.7 مليون، يقيم معظمهم في ولايات: إسطنبول، وغازي عنتاب، وهطاي، وشانلي أورفا، وأنقرة، وكيليس، وغيرها.

وفي شباط/فبراير الماضي، كشفت وزارة الداخلية التركية عن خطة تخفيف أعداد السوريين في الأحياء السكنية في المدن، استهدفت انتشار اللاجئين السوريين في عدد من الولايات، وتضمنت منع الأجانب الحاملين لكل أنواع الإقامات، والسوريين المسجلين تحت الحماية المؤقتة، من التسجيل في 16 ولاية تركية و800 حي في 52 ولاية من بين ولايات تركيا الـ81.

وأعلن صويلو، في المؤتمر الصحافي أمس، عن أن هناك فئة من السوريين لن يتم استقبالهم أو منحهم بطاقات الحماية المؤقتة بعد دخولهم للأراضي التركية بطريقة ما، حيث سيتم نقل القادمين من سوريا إلى مخيمات في هطاي، للتعرف على أماكن سكنهم في سوريا.

تركيا استنفدت حاجتها من اللاجئين السوريين

وفي تعليقه على القرار التركي، رأى المحلل السياسي خالد عامر في حديثه لموقع "العهد الإخباري" أن هناك الكثير من الأسباب التي دفعت حكومة العدالة والتنمية لتغيير سياستها تجاه اللاجئين السوريين، خاصة في ظلّ ارتفاع أصوات المعارضة المطالبة باخراج السوريين مع قرب الانتخابات البرلمانية التركية.

وأوضح أن "حكومة أردوغان اعتمدت سياستها الجديدة بعد أن استنفدت حاجتها من اللاجئين السوريين وأثمرت سياسة التجييش التي اتبعتها عن الدمار الكبير الذي لحق ببلادهم وقبضت من الاوروبيين أموالًا طائلة لقاء عدم فتح حدودها للاجئين نحوهم كما انها استخدمت قسمًا كبيرًا من السوريين للأسف في حروبها ضد الآخرين فقاتلوا كمرتزقه لصالح تركيا وليس لصالح بلدهم".

ورأى عامر أن "الحكومة التركية لا تتورّع عن اتخاذ الموقف ومناقضته بعد فترة قصيرة اذا كان ذلك يصبّ في خدمتها والسوريون الذين شاهدوا بالعين كيف كانت تركيا تبني مخيّمات اللجوء، حتى قبل أن ينزح سوري واحد اليها هم اليوم شهود على سياسة التهجير والطرد التي تمارس بحقهم من قبل الطرف نفسه الذي شجعهم على ذلك".

النازحون السوريون

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل