الخليج والعالم
بايدن في السعودية قريبًا وتقارب المملكة مع العدو يزداد
يستعدّ الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيارة السعودية قريبًا. كلّ الأخبار تشير الى احتمال كبير لذلك، فبادين نفسه أشار الى أنه إذا ذهب، فسيكون الهدف "دفع آفاق "السلام" في الشرق الأوسط"، حسب تعبيره.
بايدن أشار إلى أنَّه لم يُغيّر وجهة نظره حول حقوق الإنسان في السعودية، ولكن بصفته رئيسًا للولايات المتحدة ، فإن وظيفته إحلال "السلام" إذا كان ذلك ممكنًا.
السفر المحتمل لبايدن يأتي بموازاة تحرّكه الرامي الى دراسة جميع الحلول الممكنة لمعالجة ارتفاع أسعار البنزين القياسية في الولايات المتحدة.
في هذا الوقت، تحدّث السفير الأميركي السابق في الرياض جوزيف ويستفال عن أنَّ آفاق الزيارة تحسّنت الخميس الماضي عندما وافقت "أوبك +" على زيادة إنتاج النفط بمقدار 200 ألف برميل في تموز/يوليو وآب/أغسطس، إضافة لتمديد وقف إطلاق النار في اليمن، وأضاف: "بعد تولّي بايدن منصبه، مرّ البيت الأبيض بفترة من عدم التعامل مع وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، وكان ذلك سيئًا للغاية. لذلك أعتقد بأن هناك الكثير من الأسباب التي تجعلهم يدركون أن هذه ربما لم تكن فكرة جيدة، والسبب ليس النفط فقط"، وتابع: "نريدهم أن يساعدوا في استقرار سعر النفط، لكنني أعتقد بأن الأمر يتعلق أكثر بحقيقة أن المملكة "لاعب إقليمي مهمّ"، ولا نريد أن تتأثر بالصين ، على وجه الخصوص".
ولفت ويستفال إلى أنَّ "هناك اهتمامًا كبيرًا من السعوديين بالتكنولوجيا والقدرة الإسرائيلية، وأن هناك فرصًا للتجارة والاستثمارات في كِلا الجانبيْن"، وأكد أن هذا الأمر مرغوب فيه، وأن ما يُعيقه إلى حدّ ما هو بعض الأحداث التي تجري في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، حسب تعبيره. وأضاف إن "هذا الجيل الجديد من القادة -محمد بن سلمان، والوزراء والسفراء الجدد - لديهم إحساس مختلف بـ"إسرائيل" عن الملك سلمان ورفاقه"، غير أنَّه أشار الى أن "الرأي العام لن يسمح للسعوديين بالإعلان غدًا عن إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني على الفور.
وأكَّد ويستفال أنَّ الملك سلمان طلب منه إيصال رسالة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قُبيل تسلمه الرئاسة، أنَّ السعودية تؤمن بحق "دولة إسرائيل" في الوجود.
الولايات المتحدة وكيان العدو والسعودية على الجبهة نفسها
من جهته، بيّن الباحث في مركز "ويلسون" والمراسل السابق لصحيفة "واشنطن بوست" في الشرق الأوسط أنَّ سياسة إدارة بايدن متغيرة فيما يتعلق بالأحداث على الأرض، لأنَّ الأحداث على الأرض تُملي السياسة الخارجية للولايات المتحدة اليوم، وليس "التطلعات العالية".
واستشهد أوتاوي بحدَثين على وجه الخصوص: "الأول هو حرب أوكرانيا وارتفاع تكلفة البنزين في جميع أنحاء العالم، ولكن بشكل خاص في الولايات المتحدة لأن لدينا انتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر ، والحدث الآخر على الأرض هو إيران".
وقال: "لا يبدو أن إيران تتجه نحو اتفاق، بل تمضي قُدمًا في البرنامج النووي ما يعني أنَّ مواجهة تلوح في الأفق مع طهران. وفي هذه الحالة، تكتسب السعودية أهميةً خاصة بسبب موقعها الجغرافي والتزامها بمحاولة احتواء التوسع الإيراني في العالم العربي"، بحسب زعمه.
وأكَّد أوتاوي أنَّ الولايات المتحدة وكيان العدو والسعودية يلتقون معًا في قضية مشتركة وهي احتواء "التوسّع الإيراني"، مشيرًا إلى أنَّ احتمالية المواجهة مع إيران تصبح أكثر واقعية، في ظل عدم إحياء الاتفاق النووي، ما يجعل الحاجة إلى التعاون بين إسرائيل والمملكة أكبر وأكبر بالتعاون مع الولايات المتحدة".
التطبيع غير الرسمي بين السعودية وكيان العدو سيستمرّ
من ناحيتها، أوضحت الباحثة في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي" ياسمين فاروق أنَّ "بايدن جعل التوترات مع السعودية شخصية حول ولي العهد، ولكنه الآن سيلتقيه، مما يجعل الولايات المتحدة تبدو أقل مصداقية وأضعف في العلاقة، على الرغم من أنه عندما يتعلق الأمر بالحقائق، فإنها لا تزال الطرف الأقوى صلة بهذا".
ولفتت فاروق إلى "أن سياسة السعودية ألا تعتمد فقط على شراكتها مع الولايات المتحدة، سواء في الاقتصاد أو حتى من أجل الأمن. ومع ذلك، تظل الولايات المتحدة الشريك الأكثر أهمية لأنها أقوى شريك يمكن أن يكون للمملكة على المستوى الدولي".
وأضافت: "أميركا أيضًا الخيار الأفضل لحماية السعودية وإعطائها وزنًا أكبر على المستوى الإقليمي ولكن أيضًا على الصعيد الدولي، فلديهم أفضل الأسلحة وأفضل التقنيات وأفضل الشركا. لذلك ستختار المملكة دائمًا الولايات المتحدة، حتى مع استمرارها في محاولة تنويع علاقاتها الدولية".
واعتبرت أنَّ "محمد بن سلمان يعتقد بأنه قدم شيئًا بالفعل مقابل زيارة بايدن، من التغيير في اليمن، والتغيير في السياسة الإقليمية ، وإطلاق سجناء سياسيين رفيعي المستوى وكبار الشخصيات، وبعد ذلك الأنباء عن زيادة "أوبك +" الإنتاج بشكل كبير. تلا هذه الخطوة بيان من البيت الأبيض يشكر ويخص المملكة العربية السعودية لزيادة الإنتاج"، وفق ادّعائها.
وفيما يتعلق بآفاق التطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، أوضحت فاروق أنَّها تشكّ في أن تصبح العلاقة بين الطرفين علنية قريبًا، لأن الاعتبارات السعودية تختلف عن الاعتبارات الإماراتية أو حتى البحرينية، ولو كان التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني أولوية قصوى على أجندة بايدن.
وأكَّدت أنَّ النمط الحالي من العلاقات غير الرسمية بين السعودية و"إسرائيل"، والحوارات الجارية وحتى نقل التكنولوجيا ونوع من التعاون "الدفاعي" سيستمر، بل قد يتم توسيعه.
ورجّحت فاروق أن تكون إدارة بايدن أكثر استعدادًا لتقديم المزيد من التنازلات لابن سلمان إذا قبل نوعًا من الخطوات العامة تجاه كيان العدو، مستبعدةً أن يفعل ولي العهد ذلك الآن، لأنَّه حصل بالفعل على ما يريد، وهو اعتراف بايدن بسلطته ومكانته السياسية.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024