الخليج والعالم
الجيش السوري يُعزّز انتشاره في الشمال بالتوازي مع التهديدات التركية
دمشق - علي حسن
بالتزامن مع التهديدات التركية بشنّ عملية عسكرية جديدة وإقامة منطقة آمنة في شمال سورية، عزَّز الجيش السوري من تواجده العسكري في ريف منبج.
وذكرت مصادر أهلية ومحلية أنَّ الجيش السوري دفع بما يقارب الألفي جندي إلى خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل الارهابية الموالية لها.
الجيش ينتشر على خطوط التماس
وبدأ عناصر الجيش السوري بالانتشار خلال الساعات الفائتة ضمن مناطق متفرقة في ريف منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وتركَّز الانتشار في مناطق ما يُعرف بخط الساجور بريف منبج عند الحدود السورية-التركية.
ويأتي ذلك في ظل الحديث الإعلامي عن عملية عسكرية تركية في المنطقة، وردًا على الاعتداءات المتكررة من قبل القوات التركية والجماعات الموالية لها قصف الجيش السوري مواقع الجماعات المسلحة في محيط مدينة مارع التي انطلقت منها الاعتداءات.
المحلل السياسي أحمد العلي اعتبر في حديثٍ مع موقع "العهد الإخباري" أنَّ التحرك العسكري السوري كان الترجمة الفعلية لكلام الرئيس الأسد الذي أعلن رفضه للعملية العسكرية التركية المزمع شنُّها من أجل إقامة المنطقة الآمنة.
وأضاف العلي أن كلام الرئيس الأسد كان واضحًا جدًا عن ضرورة مواجهة العدوان التركي إن كان بالمقاومة الشعبية أو حتى بالمواجهة العسكرية المباشرة مثل ما حدث قبل عامين والتي نجح خلالها الجيش السوري وحلفاؤه في تكبيد الأتراك خسائر كبيرة وتحرير عدد كبير من القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرة الجماعات المتعاملة مع الأتراك .
وتابع المحلل السياسي: ""قسد" والقوى الكردية التي استشعرت خطر العملية التركية كثَّفت من تعاونها مع الحكومة السورية إلا أنَّ المشكلة تكمن في أنَّ هذا التعاون لا يزال تعاونا "آنيا" وهو مرتبط فقط بالخوف من الخطة التركية ثم لا يلبث أن ينتهي ويعود قادة "قسد" إلى عهدهم السابق في التعاون مع الولايات المتحده ومناصبة العداء للدولة السورية".
وأشار إلى أنَّ "على هؤلاء أن يكونوا أكثر حكمةً لأنَّ التوازنات الهشة التي ضمنت بقاءهم إلى هذا الوقت لن تستمر إلى ما لا نهاية والحلُّ الوحيد بالنسبة لديهم هو إيجاد حلٍّ نهائي مع الحكومة المركزية في دمشق".
تركيا فشلت في اقناع الروس بمخططاتها الجديدة
وفي الموقف الروسي من العملية التركية، اعتبر العلي أنَّه ومنذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن العملية العسكرية من أجل المنطقة الآمنة في الشمال كان واضحا أنَّ التباطؤ في ترجمته إلى واقعٍ ميدانيٍ سببه انتظار نضج الظروف الدولية وتحديدًا الحصول على موافقة روسية للعملية على اعتبار أنَّ ظروف الحرب الأوكرانية وحاجة روسيا إلى تركيا في عدة مجالات كاستمرار رفضها لانضمام أعضاء جدد إلى الحلف الأطلسي وإمكانية إعادة فتح ممراتها المائية أمام السفن الروسية كل تلك الأوراق التي اعتقدت تركيا أنَّ بامكانها استثمارها لم تفلح في اقناع روسيا باقامة المنطقة الآمنة وقد تجلى ذلك من خلال تحركات القوات الروسية على الأرض حيث تحدثت المصادر عن وصول تعزيزات عسكرية جديدة للقوات الروسية المتمركزة ضمن قاعدة في قرية "السعيدية" الواقعة غربي مدينة منبج بريف حلب الشرقي عند طريق حلب – اللاذقية الدولي "M4".
ولفت إلى أنَّه "وفقًا لتلك المصادر ، فإن التعزيزات ضمت نحو 15 آلية عسكرية، وتزامن ذلك مع استمرار المروحيات الروسية بالتحليق في أجواء مدينة منبج وقرب خطوط التماس ما بين القوى العسكرية التابعة لـ"قسد" والجيش السوري من جهة والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة أخرى".
وذكر أنَّ روسيا كانت قد استقدمت في الثالث من الشهر الحالي، تعزيزات عسكرية، إلى قاعدة عسكرية تابعة لها في ريف منطقة منبج، بريف حلب، والمعروفة بقاعدة "السعيدية".
وأردف العلي قائلًا: "أردوغان الذي يستشعر خطر خسارة الانتخابات البرلمانية هذه المرة أكثر من أي وقتٍ مضى يحاول تحقيق نصر عسكري وسياسي يستطيع أن يستثمره في الانتخابات المقبلة لكن ذلك يبدو حتى الآن دون جدوى".