الخليج والعالم
هل ستُعيد إيران النّظر في المفاوضات النّووية؟
أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، فدا حسين مالكي، أنّ اللّجنة ستعقد اجتماعًا طارئًا لها مساء غد الأربعاء لاتّخاذ القرار بشأن اجتماع مجلس المحافظين بحضور المسؤولين المعنيين.
وأوضح أنّ الاجتماع سيُعقد في مقرّ لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى وبحضور مسؤولين من منظّمة الطّاقة الذريّة ووزارة الخارجية، حيث سيتمّ البحث بالتّصريحات الأخيرة للمدير العام للوكالة الدولية للطّاقة الذريّة حول برنامج إيران النووي ومحاولات الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين حول إيران.
وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني وحيد جلال زاد، قد أعلن اليوم الثلاثاء أنّه إذا صدر قرار عن مجلس محافظي الوكالة الذرية سنُعيد النظر في المفاوضات النووية.
وفي السياق، قدّم المتحدّث باسم منظّمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي مجموعة من المشاکل الفنیّة حول التقرير الأخير الذي قدّمه المدير العام للوكالة رافائيل غروسي في 30 أيار/مايو 2022 بشأن مسألة التحقّق والرّصد في أنشطة إيران النوويّة، إلى أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وزعمت الوكالة الدولية في تقريرها الفصلي الأخير، أنّ "إيران لم تقدّم توضيحات ذات مصداقية بشأن العثور على جزيئات اليورانيوم في 3 مواقع غير معلنة"، وأنّ ما حصلت عليه الوكالة من إيران معلومات غير كافية وعليها الاستمرار في تقديم التوضيحات اللازمة، مشيرةً إلى أنّ امتلاك إيران لكمية كافية من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية مسألة وقت، مطالبة إیران بتقديم تفسيرات مكتوبة، تشمل وثائق ذات صلة، وأجوبة للأسئلة أثارتها الوكالة.
وأكّد بهروز كمالوندي، في تصريحات لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" أنّ تقرير مدير الوكالة الدولية، لا يعكس تعاون إيران الطوعي مع الوكالة في إتاحة الوصول لمفتّشي الوكالة إلى هذه المواقع، إلی جانب تزوید الوکالة بالمعلومات الأساسية والتكميليّة، وعقد الاجتماعات الفنية والقانونية المشتركة لمراجعة وحلّ هذه القضايا لکن الوکالة تستند إلى معلومات كاذبة قدّمها الكيان الصهيوني والدول المعادية لإيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضح أنّ "إيران ليست ملزَمة بالرّد على الأسئلة التي طرحتها الوكالة على أساس وثائق مزوّرة أو غير صالحة. لکن ایران، قدمت للوكالة جميع المعلومات المطلوبة والوثائق الداعمة بناءً على تعاونها الطوعي ووفّرت الأرضیة لعمليات التفتيش من قبل الوكالة الذريّة وقدّمت الإجابات على أسئلة الوكالة".
ولفت إلى أنّ هذا المستوى من التعاون من جانب إيران هو شهادة على حسن نيّتها في الشّفافية، مشيرًا إلى أنّ إيران كان بإمكانها أن ترفض السّماح لمفتشي الوكالة بزيارة المواقع وتقدیم المعلومات الاحتياطيّة إذا لم تكن تنوي التعاون مع الوكالة في هذا الصّدد.
وقال كمالوندي: "لسوء الحظ، أدّى اعتماد الوكالة على الوثائق المزورة إلى إصدار تقييمات غير صحيحة وغير عادلة وغیر دقیقة. وهناك مشاكل فنية في تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن المواقع الثلاثة التي ذكرها ومنها:
أولاً: اتّهام إيران بعدم تقدیم تقریر في بعض الموضوعات، ومنع السماح لمفتشي الوكالة بزیارة المواقع المعينة، کما اتهمت ایران بالتزام الصّمت في بعض الحالات في حين أنّ إيران ليست ملزمة بالسّماح لمفتشي الوكالة بزيارة المواقع غير النووية وفقًا للبروتوكولات والمعايير المتّفق عليها التي وضعتها الوكالة، "ومع ذلك، سمحنا طوعا للوكالة بزيارة المواقع وأخذ العيّنات منها".
ثانيًا: تستند الوكالة إلى صور أقمار صناعية غير صالحة تتعارض مع الوضع الحالي للمواقع. ليس من الواضح لماذا الوكالة، بدلاً من الشكّ في الصور التي يمكن فبركتها بشكل احترافي في العالم الافتراضي، لا تستخدم حساسيتها في القضايا التي تتطلب استخدام التكاليف المالية والتسهيلات اللوجستية.
ثالثًا: استخدم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقدّمة تقاريره مصطلحات غير حاسمة ومريبة، مثل: "التخزين المحتمل، غير محدد؛ محتمل؛ النتائج المحتملة ربما يمكن أن يقال وغيرها "، ولكن في الاستنتاجات التحليلية - وليس الموضوعية – تحكم بنبرة حازمة وحاسمة وبدون أدنى شك.
رابعًا: اتّهم غروسي ايران بعدم تقديم توضيحات صحيحة حول وجود آثار اليورانيوم المخصب في المواقع التي حدّدها التقرير الصهيوني، وبدلاً من التشكيك في التقارير التي أرسلها العملاء الصهاينة، استنادًا بالتناقض بين صور الأقمار الصناعية والوضع الجغرافي الحالي، فإنّه يشكّ في الحجج التي يقدّمها الجانب الإيراني حول إمكانية التدخل البشري في التلوّث النّووي في ذلك المكان ويتجاهل أوضح الأسباب لمثل هذه المؤامرة ويدعو إيران لتقديم توضيحات أكثر إقناعًا.
الوكالة الدولية للطاقة الذريةالطاقة النووية
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024