الخليج والعالم
أردوغان يكشف عن هجوم عسكري تركي مرتقب في شمالي سوريا
كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أن بلاده بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة بشأن قرارها إنشاء "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومترًا شمالي سوريا، "وتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج من الإرهابيين".
فيما سارع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى التحذير من أن الهجوم العسكري التركي المرتقب "يقوض الاستقرار الإقليمي".
وتقع منطقتي تل رفعت ومنبج، اللتان حددهما أردوغان كهدفين للهجوم المرتقب، تحت سيطرة وحدات من تنظيم ما يسمى بـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، وهو ما دفع واشنطن لإعلان معارضتها للهجوم التركي المزمع.
وقال أردوغان في كلمة له أمام أعضاء كتلة حزبه "العدالة والتنمية" بالبرلمان، اليوم الأربعاء: "إن من يحاولون إضفاء شرعية على تنظيم "بي. كي. كي" (حزب العمال الكردستاني) الإرهابي وأذرعه تحت مسميات مختلفة لا يخدعون إلا أنفسهم".
وأضاف أردوغان: "إن الجهات التي تقدم السلاح للإرهابيين مجانًا وتمتنع عن بيعه لتركيا تستحق لقب "دولة إرهاب" لا دولة قانون"، مجددًا موقفه الرفض لانضمام فنلندا والسويد إلى عضوية حلف شمال الأطلسي، على خلفية دعمهما لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه السلطات التركية كتنظيم "إرهابي".
وتابع أردوغان: "أولئك الذين واجهوا منذ ثلاثة أشهر فقط (الحرب في أوكرانيا) جزءًا صغيرًا جدًا من العبء الذي أخذناه على عاتقنا على مدار 11 عامًا (استقبال لاجئين) بدأوا بالفعل بالتذمر".
واستطرد: "من جهتنا أعلنا على الفور وبوضوح إننا ضد عضوية هذين البلدين (فنلندا والسويد) في الناتو إثر دعمهما لتنظيم بي كي كي PKK الإرهابي وامتداداته".
ولفت إلى أن "من استغلوا إمكاناتهم لزيادة رفاهيتهم بدلًا من المساهمة في التحالفات الأمنية التي تحملت تركيا كل عبئها لسنوات، طرقوا باب الناتو بعد أزمة أوكرانيا"، مضيفًا: "أقول لمواطنينا والمجتمع الدولي إن طلب السويد وفنلندا الانضمام للناتو هو نتاج هذه المرحلة".
وشدّد أردوغان على أن "الناتو هو كيان أمني وليس لدعم التنظيمات الإرهابية"، قائلًا: "تقوم شرطة السويد وفنلندا وألمانيا وفرنسا وهولندا بحماية التنظيمات الإرهابية هذه، التي تنظّم المسيرات مع صور زعيم التنظيم الإرهابي".
وأضاف: إن البلدان المذكورة "تسمح لزعماء تلك التنظيمات بالتكلم في برلماناتها، ويتمادون أكثر حيث يجمعون النقود عبر إقامة خيم أمام مقر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لذلك لا يمكننا القول لهم تفضلوا (بالانضمام للناتو)".
وأشار أردوغان إلى حدوث حراك دبلوماسي مكثّف مؤخرًا لأن عضوية السويد وفنلندا في الناتو غير ممكنة دون موافقة تركيا، لافتًا إلى أن أنقرة شرحت أسباب رفضها انضمام البلدين.
وأوضح أن تركيا طالبت السويد وفنلندا ومن يصرّون على عضويتهما في الناتو بإغلاق جميع المؤسسات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية، معتبرًا "أن تلك البلدان تغض الطرف وتدعم أنشطة أنصار التنظيم الإرهابي (بي كي كي) ضد تركيا".
وذكر أن تعهدات من يستقبلون ممثلي "بي كي كي" الإرهابي والكيانات التابعة له على أعلى مستوى، القائلة إنهم يحترمون حساسية تركيا حيال مكافحة الإرهاب "ليست مقنعة".
وأكد أردوغان أن نهج تركيا تجاه عضوية السويد وفنلندا في الناتو "ليس انتهازيًا، ولكنه موقف مبدئي بخصوص مكافحة الإرهاب"، معربًا عن أمله في أن "يتفهم هذان البلدان وأولئك الذين يعملون بجدّ من أجل عضويتهما، الحساسيات الأمنية لتركيا ويفعلون ما هو ضروري".
في المقابل، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الهجوم العسكري التركي المحتمل، معتبرًا أنه "يقوض الاستقرار الإقليمي".
وقال بلينكن في تعليق على موقف أردوغان: "نعارض أي تصعيد في شمال سوريا وندعم المحافظة على الوضع القائم".
وتنتشر وحدات من تنظيم ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، في مناطق بشمال وشرق سوريا.
وتقع منطقتي تل رفعت ومنبج، اللتان حددهما أردوغان هدفين للهجوم المرتقب، تحت سيطرة تنظيم "قسد"، وهو ما يرجح أن يحدث صدامًا مباشرًا بين قوات "قسد" والجيش التركي.