الخليج والعالم
قدرة الجيش الأوكراني عاجزة عن تحمل تبعات الحرب
اعتبر أستاذ التاريخ العسكري الإيطالي كاستون بريشيا صاحب العديد من المنشورات التي تخص الحروب مثل أسلوب الرومان في فن الحرب والحرب الكورية أن "الولايات المتحدة بدأت تعتقد أن "الحرب بالوكالة" التي تخوضها ضد روسيا في أوكرانيا يمكن أن تصبح نزاعاً طويل الأمد، وأنه من الممكن هزيمة روسيا على المدى الطويل "بالدماء الأوكرانية"، الا أنه اعتبر أن ذلك يفوق قدرة الجيش الأوكراني".
وخلال مقابلة أجراها معه موقع "آسيا تايمز"، رأى بريشيا أن لدى أوروبا مصالح تختلف عن مصالح أميركا سواء كان على الصعيد الاقتصادي أو حتى السياسي، مشيرًا الى أنّ الأوروبيين مضطرون للتعايش "جنباً إلى جنب" مع روسيا وأن خوض حرب طويلة مع روسيا لا يخدم المصلحة العليا الأوروبية، إذ إن الموضوع لا يقتصر على العامل الاقتصادي أو النفط والغاز فقط، مشددًا على أن عملية "بناء أوروبا" يجب أن تشمل روسيا وأن المسألة مرتبطة بالعامل الثقافي.
ولفت بريشيا الى أنّ واشنطن ترى أنها أمام فرصة ثانية لهزيمة روسيا كما فعلت مع الاتحاد السوفياتي في أفغانستان خلال حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، ولكنه أشار الى أن هزيمة روسيا في الميدان ستكون صعبة للغاية، مستبعدًا حصول عمليات هجومية مضادة كبيرة من قبل الأوكرانيين في شبه جزيرة القرم أو دونيتسك أو لوغانسك، كذلك أكّد على أنّ محاولة طرد روسيا من كل الأراضي الأوكرانية مثل أراضي دونباس أو شبه جزيرة القرم تبدو أيضًا صعبة للغاية.
ورغم أن الهدف الأساس هو إطالة أمد الحرب ومحاولة إضعاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن بريشيا اعتبر أن سقوط الأخير بعد بضعة أشهر من الحرب هو سيناريو واهم.
وتوقع بريشيا أن تلعب ميليشيات مثل كتيبة آزوف اليمينية (المصنفة أنها تابعة للنازيين الجدد) الدور الريادي إذا ما اندلعت حرب عصابات في أوكرانيا، محذرًا من أن الهدف السياسي لدى هؤلاء هو زيادة الشرخ بين الأوكرانيين "الموالين للغرب من جهة" و"الموالين لروسيا" من جهة أخرى، معتبرًا أن هؤلاء سيخوضون حربًا أهلية مريرة ولن يسعوا إلى وقف الحرب في أسرع وقت.
وفي السياق ذاته، حذر بريشيا من أنّ "حرب العصابات الطويلة في أوكرانيا" قد "تدمّر روح الاتحاد الأوروبي". وبينما شدّد على ضرورة تمكين الأوكرانيين من "احتواء الهجوم الروسي"، إلا أنّه أكد في الوقت ذاته على ضرورة إجراء المحادثات مع بوتين.
ونبّه أستاذ التاريخ العسكري الإيطالي من أنّ المستشار الألماني أولاف شولتز في موقف صعب بسبب العلاقات الألمانية الروسية في مجال الطاقة وايضًا بسبب مخاوف الشعب الألماني من حصول قطيعة كاملة مع روسيا.
