الخليج والعالم
72 يومًا على بدء العملية الروسية.. ومزاعم الغرب مستمرة
تواصل القوات الروسية ضرب المرافق العسكرية الأوكرانية في سياق عمليتها المستمرة منذ 72 يومًا، بينما يستعد الغرب لتبني حزمة جديدة من العقوبات ضد موسكو بالتوازي مع تصعيد دعمه لكييف، في الوقت الذي أكّدت فيه الرئاسة الأوكرانية أنّ كييف لا تزال مستعدة لمفاوضات السلام مع روسيا.
وبينما تم الإعلان عن وصول مجموعة جديدة من المتطوّعين إلى دونباس للمشاركة في العملية العسكرية الروسية، صرّحت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة البيلاروسية بأن حلف "الناتو" يعزّز قواته بالقرب من الحدود ويستعد "لعمليات عسكرية على الاتجاه الشرقي".
وقال نائب رئيس الأركان البيلاروسي روسلان كوسيغين: "إنّ الغرب كثّف الأنشطة لتعزيز مجموعة القوات في شرق وجنوب شرق أوروبا، وجزء ملموس من القوات المخصصة، كما يزعم، لتعزيز الجناح الشرقي للحلف، تم نقله من الولايات المتحدة".
وأضاف أن "هناك نحو 37.5 ألف عسكري، منهم 24.5 ألف في بولندا ودول البلطيق"، مشيرًا إلى أن "هناك قوات بالقرب من حدود روسيا وبيلاروس، يمكن تشكيل مجموعات هجومية منها بشكل سريع".
من جهته، كشف رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف في منشور على "تلغرام" عن معارك شرسة في مدينة بوباسنايا في جمهورية لوغانسك الشعبية جنوب شرق أوكرانيا.
وقال: "على الرغم من المقاومة الشرسة لأتباع بانديرا (النازيين)، فإن قطعاتنا تطرد بثقة رعاع العصابات من المنازل وتحطم جميع أنواع الهياكل الهندسية المعدة جيدًا لدفاع طويل".
الدفاع الروسية: النازيون يتحصّنون في المستشفيات الأوكرانية
في سياق آخر، كشف رئيس المركز الوطني الروسي للدفاع نشر النازيين أسلحة ثقيلة في مستشفى للأطفال بليسيتشانسك غربي لوغانسك، وفي مستشفيات ومرافق صحية يتحصنون بها في المناطق الخاضعة لكييف في أوكرانيا.
وقال الجنرال ميخائيل ميزينتسيف "تم تجهيز معقل لمسلحي إحدى الكتائب النازية في مستشفى للأطفال في ليسيتشانسك".
وأوضح أنه في المستشفى السريري رقم 8 في خاركوف، وضع الجيش الأوكراني مرابض مدفعية ومستودعًا للذخيرة وطرد الموظفين وجميع المدنيين، بمن فيهم المصابون بأمراض خطيرة، تحت التهديد بالانتقام.
وأضاف "في سلافيانسك بمستشفى السكك الحديد على طول شارع مالوغوروديتسكايا، تم نشر معدات عسكرية ثقيلة، وتجهيز موقع عسكري مع مستودع للذخيرة. وفي أوديسا، في مبنى المستشفى السريري في شارع الأكاديمي زابولوتني، تم تجهيز مركز قيادة عسكري، ونشر المركبات المدرعة والمدفعية وراجمات الصواريخ في محيطه".
ولفت ميزينتسيف إلى حقيقة أنّ منظمة الصحة العالمية تتجاهل هذه الحقائق التي تشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، مجددًا دعوته "جميع المنظمات الدولية وأولها منظمة الصحة العالمية، للتأثير على كييف واتخاذ إجراءات فعالة لمنع استخدام البنية التحتية الطبية للأغراض العسكرية".
وقد أكد الخبير السياسي البولندي كونراد رينكاس أن حكومة وارسو ترسل جنودًا ومرتزقة محترفين إلى أوكرانيا للمشاركة في المعارك هناك ضد القوات الروسية، بينما أكد رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو أن "الجريمة الاستفزازية في بوتشا نظمها خبراء بريطانيون وصلوا إلى موقع الحادث من مدينة لفوف الأوكرانية".
ونقلت وكالة "بيلتا" البيلاروسية عن لوكاشينكو قوله: "اليوم ناقشنا بالتفصيل أنا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه العملية الخاصة بهم"، وأضاف "كان معظم البريطانيين قد وصلوا في سيارات من مدينة لفوف، والتي سلمنا لوحات الترخيص الخاصة بها إلى روسيا، وتم تصوير الحادث في بوتشا ثم قاموا بنشر الفيديوهات عبر فضاء وسائل الإعلام"، في حين أكد رئيس مجلس مؤسسة نادي فالداي الدولي أن نقل بيانات استخبارية من الولايات المتحدة إلى الجانب الأوكراني أدى إلى تصعيد النزاع، معتبرًا ذلك "مشاركة مباشرة في الصراع".
وتعقيبًا على مقالة صحيفة "نيويورك تايمز" حول نقل واشنطن معلومات سرية إلى كييف حول تحركات الجيش الروسي ومواقع القيادة الروسية المتنقلة، قال أندري بيستريتسكي في مقابلة مع وكالة "تاس": "إن هذا ينسجم مع السياق العام، الذي هو للأسف "تصعيد للصراع لأن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تستخدم أوكرانيا قوة بالوكالة ضد روسيا، وهذا يؤدي إلى زيادة الخسائر، ومن الواضح أنه لن يعجل نهاية الصراع".
وأضاف أن "الأنشطة التي نفذتها الولايات المتحدة وبعض دول الغرب في إمدادات الأسلحة والعمليات الاستخباراتية هي "مشاركة مباشرة في الصراع"، مشيرًا إلى أنه "من الصعب للغاية رسم حدود واضحة للمشاركة المباشرة في الصراع لكن الحقيقة هي أن هذه مشاركة لا شك فيها".
من جهته، أكد المندوب الدائم للصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون أن إمداد أوكرانيا بالسلاح لن يجلب السلام لها، مشددًا على أهمية المفاوضات بين موسكو وكييف.
وقال في اجتماع لمجلس الأمن الدولي: "إن بوادر إطالة الصراع واتساعه تثير القلق. وتجدر الإشارة إلى أن توريد الأسلحة لن يجلب السلام".
وتابع أن "الحوار والمفاوضات هما السبيل الوحيد والحتمي لإنهاء الخلافات"، معتبرًا أن توسع حلف "الناتو" إلى الشرق لم يجعل أوروبا أكثر أمانًا.
الأمم المتحدة تسجل اختفاء 8 أشخاص مؤيدين لروسيا في أوكرانيا
من جهة ثانية، أعلنت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت تسجيل مكتبها 8 حالات اختفاء قسري لأشخاص مؤيدين لروسيا في الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطات الأوكرانية. وأشارت المفوضة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا إلى أن هناك أدلة على التعذيب والتعامل القاسي وإعدامات الأسرى من قبل طرفي النزاع.
ودعت باشيليت "طرفي النزاع إلى التحقيق في جميع انتهاكات القانون الدولي في مجال حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، التي يعتقد أنها ارتكبت من قبل قواتهما المسلحة".
الغاز الروسي
وبخصوص الغاز الروسي، قالت وزيرة الرقمنة والاقتصاد النمساوية مارغريت شرامبوك: "إن بلادها لا تزال تعارض فرض حظر على استيراد الغاز الروسي وتعتبر ذلك بمثابة خط أحمر".
وأضافت الوزيرة النمساوية في مقابلة نشرتها مجموعة فونك الإعلامية: "إن حظر الغاز خط أحمر واضح للنمسا"، وشددت على عدم جواز إرسال الإشارات حول ذلك إذا كان من الصعب تطبيقها، وقالت: "لا يمكن لبلادنا وكذلك ألمانيا تحمل ذلك".
وفي السياق نفسه، قال أليكسي بيلوغوريف نائب مدير معهد الطاقة والتمويل: "إن أوروبا زادت بوتيرة كبيرة وارداتها من الغاز الروسي في أيار/مايو مقارنة بشهر نيسان/أبريل".
وأشار الخبير إلى وجود عدة عوامل تقف خلف ذلك، أهمها السعر الأفضل وخطر وقف جديد لتوريد الغاز لبعض المستهلكين.
بدوره، وصف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا استيلاء الغرب على الأصول الروسية -بذريعة الرد على العملية العسكرية في أوكرانيا- بأنه ليس سوى نهب وتصرف يتجاوز كل الحدود، بينما اتهم السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف السلطات الأميركية بإثارة أزمة غذاء في العالم لأسباب بينها العقوبات ضد روسيا، مشيرًا إلى أن واشنطن ترفض الاعتراف بذلك.
وقد اتهم مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة الغرب بأنه كان ينتظر الفرصة لشن حرب اقتصادية على موسكو والضغط عليها، مؤكدًا أن ما تشهده أوكرانيا حرب بالوكالة يخوضها الغرب ضد روسيا.
تصريحات روسية
وفي سياق التصريحات الصادرة عن موسكو، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين إن روسيا لن تكون قادرة على الشعور بالأمان قبل تحديد وضع كييف المحايد وغير النووي.
وأضاف فولودين في مقابلة مع إذاعة "كي بي" "تهدف العملية إلى ضمان سلامة مواطني روسيا الاتحادية، سواء الذين يعيشون في بلدنا أو على أراضي جمهورية دونيتسك الديمقراطية وجمهورية لوغانسك الشعبية، مما يضمن السلام في المستقبل وقدرة البلاد على التطور، موضحًا أن "مقترحاتنا بأن تصبح أوكرانيا غير تكتلية ودولة خالية من الأسلحة النووية تم رفضها، وهذا ليس هو الحال. حتى يتم اتخاذ مثل هذا القرار، لا يمكننا أن نشعر بالأمان".
من جهته، قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة إن "ممثلي واشنطن يشوهون تصريحات موسكو حول السياسة النووية"، مؤكدًا أن روسيا لا تهدد الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا.
وكتب أناتولي أنطونوف في مقال لمجلة "نيوزويك" الأمريكية: "رأينا مؤخرًا موجة من التشويه الصريح لتصريحات المسؤولين الروس حول السياسة النووية لبلادنا. التشويه لا يأتي فقط من وسائل الإعلام الأميركية، ولكن أيضًا من ممثلي الإدارة الأميركية".
بدورها، دعت السفارة الروسية في واشنطن الولايات المتحدة إلى تدمير ترسانتها الكيميائية، مشيرة إلى أن موسكو تخلصت من أسلحتها من هذا النوع قبل بضع سنوات.
وفي تعليق نشر على قناتها في موقع "تلغرام"، قالت البعثة الدبلوماسية الروسية: "تواصل وسائل الإعلام المحلية تكرار الاتهامات البغيضة للإدارة ضد بلدنا بزعم انتهاكها للاتفاقية الكيميائية. وبعد المسؤولين، يتحدث الصحفيون أيضًا من دون أدلة عن ترسانة الأسلحة الكيميائية التي ما زلنا نحافظ عليها ونخطّط لاستخدامها في أوكرانيا".
وقد تعهدت موسكو بالرد على الإجراءات العدوانية للولايات المتحدة ضد الوفود الأممية الروسية، مؤكدة أن واشنطن تنتهك باستمرار التزاماتها تجاه الأمم المتحدة لتصعيد المواجهة مع روسيا.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024