الخليج والعالم
هجوم نيوزيلندا: المتهم يمثُل أمام المحكمة
مثل صباح اليوم السبت المتهم في الهجومين على مسجدين في نيوزلندا، أسفرا عن مقتل 50 شخصا أمس الجمعة، أمام المحكمة العليا لمحاكمته بتهمة القتل، فيما تحتجز السلطات شخصين آخرين على ذمة القضية، لكن ليس لدى أي منهما سجل جنائي.
وظهر الأسترالي برينتون تارانت، 28 سنة، بثياب السجن البيضاء وفي يديه القيود وسط توقعات بأن يواجه المزيد من الاتهامات، وقد ظل تارانت أثناء عرضه على القضاء هادئا صامتا مبتسما بتكلُّف بينما كانت وسائل الإعلام تصوره وهو داخل قفص الاتهام، فيما تم الكشف عن أنه كان ينوي مواصلة هجماته قبل أن تعتقله الشرطة.
وأظهرته الصور وهو يشير بعلامة "القبول" بيده أثناء مثوله أمام المحكمة، في إشارة تستخدم لتأييد أيديولوجية تفوّق العرق الأبيض.
وقررت المحكمة -التي أغلقت أمام الجمهور- استمرار احتجازه حتى نيسان/أبريل المقبل، لعرض القضية على المحكمة العليا في كريست شيرش.
وسمح القاضي بول كيلار بالتقاط الصور، لكنه أمر بتشويش الوجه للحفاظ على الحق في محاكمة عادلة.
*رئيسة الوزراء: تارنت كان ينوي مواصلة هجماته قبل القبض عليه
في غضون ذلك، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن اليوم السبت إن تارانت كان ينوي مواصلة هجماته قبل أن تقبض عليه الشرطة، وأشارت إلى أنه كان متنقلاً ويحمل سلاحين ناريين آخرين في السيارة التي كان يركبها.
وقالت أرديرن إن "المشتبه به الرئيسي سافر حول العالم، لكنه قضى فترات متقطعة في نيوزيلندا"، وأضافت "لن أصفه بأنه من المقيمين في نيوزلندا على المدى الطويل قبل التعرف عليه رسميا، كان منفذ الهجوم يحمل رخصة سلاح، وعلمت أنه حصل عليها في تشرين الأول/نوفمبر 2017".
وأشارت رئيسة الوزراء إلى أن "المخابرات النيوزيلندية كثفت التحقيقات في أمر اليمين المتطرف"، لكنها أضافت أن "الشخص تارانت لم يكن من بين المشتبه في تبنيهم الفكر المتطرف في تلك التحقيقات".
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم برينتون تارانت وثيقة مطولة تحمل محتوى عنصريا ذكر كاتبها المساجد التي تعرضت للهجوم،
وقال كاتب الوثيقة إنه كان يخطط للهجوم منذ أن كان في زيارة إلى أوروبا في 2017 بعد أن أغضبته الأحداث التي شاهدها هناك، وحملت الوثيقة عنوان "البديل العظيم"، وهي عبارة استخدمت للمرة الأولى في فرنسا، وتحولت إلى هتاف رئيسي تردد على ألسنة المتطرفين المناهضين للهجرة.
*نائب رئيسة الوزراء: انتهى عصر البراءة في بلادنا
بدوره، اعتبر نائب رئيس الوزراء النيوزيلندي وينستون بيترز الهجوم الإرهابي "نهاية عصر البراءة" في بلاده.
جاء ذلك في تصريحات له لهيئة الإذاعة البريطانية، مضيفًا أن الهجوم سيجعل جميع القوانين الصارمة المعنية بالسيطرة على حمل السلاح في نيوزيلندا مفتوحة للمراجعة.
وتابع "نشاهد حدوث هذه الهجمات الإرهابية في الخارج، لكننا لم نفكر أبدا، رغم استعدادنا لها، أنها ستظهر بالشكل الذي كانت عليه اليوم في نيوزيلندا، فلم نعرف هذا النوع من الرعب في مكان مثل كرايست تشيرتش في جميع الأماكن، أو في أي من أرجاء البلاد".
وردا على سؤال حول الإجراءات التي يعتقد أنه ينبغي اتخاذها، قال بيترز "سيكون من السذاجة الاعتقاد بأننا لن ننظر بجدية في كيفية حصول الأشخاص في نيوزيلندا على هذه الأسلحة الآلية".
وإلى جانب مراجعة قوانين السيطرة على حمل السلاح في نيوزيلندا، شدد بيترز على ضرورة زيادة الإنفاق على قطاع الأمن في البلاد.