الخليج والعالم
أوروبا تتجه نحو الركود الاقتصادي
رأى الصحفي الأميركي فريد زكريا أن "السبيل الوحيد للخروج من النزاع في أوكرانيا هو في "تكثيف الضغوط على روسيا بحيث تضطرّ الأخيرة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات والبحث عن تحفيف العقوبات في مقابل اتفاقية سلام"، معتبرًا أن "أوروبا ستدخل قريبًا في مرحلة الركود الاقتصادي، داعيًا للعمل على تخفيض أسعار الطاقة".
وقال الكاتب الأميركي الهندي الأصل في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" إن "التحالف" ضد روسيا يحتاج إلى استمرار وتكثيف العقوبات والحظر المفروض على موسكو من أجل تحقيق الهدف المذكور"، مضيفًا إن "تشديد هذه الإجراءات ضدّ روسيا لا يمكن أن يحصل إلّا إذا انخفضت أسعار الطاقة.
وحذر الكاتب من أن أوروبا ستدخل قريبًا في مرحلة الركود الاقتصادي ومن تراجع النمو الاقتصادي وردود فعل سياسية ضد العقوبات على موسكو، وذلك في حال بقي سعر النفط يتخطى مئة دولار مقابل البرميل الواحد"، معتبرًا أنّ خفض أسعار النفط هو السبيل المعقول الوحيد لمواصلة الضغوط على روسيا دون أن يتعطل الاقتصاد العالمي، وتابع "السبيل الوحيد لتحقيق ذلك بشكل مستدام هو جعل السعودية وغيرها من دول الخليج مثل الامارات والكويت تقوم بزيادة إنتاج النفط".
وأشار الكاتب إلى تقرير لمجلس العلاقات الخارجية (مركز دراسات أميركي معروف) قال انه سينشر قريبًا كتبه الباحث "ستيفن كووك" والدبلوماسي السابق المعروف "مارتين إنديك"، موضحًا أنّ هذا التقرير يقترح إبرام صفقة كبرى (أميركية سعودية) تقوم فيها الولايات المتحدة بتحسين العلاقات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتعود واشنطن إلى تقديم تعهدات أكثر وضوحًا حول حماية السعودية، وذلك في مقابل سلسلة من الخطوات تقوم بها الرياض، مثل العمل على وقف الحرب في اليمن والاعتراف بـ"إسرائيل" وتحمّل المسؤولية بشكل "أكثر صراحة" حيال مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقال الكاتب إن "الفكرة المطروحة في التقرير تستحق أن تؤخذ على محمل الجدّ وأن تتوسع لتشمل الامارات ودولًا خليجية أخرى وكذلك مصر".
وأعرب زكريا في مقالته عن اعتقاده بأن واشنطن تستطيع انشاء مظلة أمنية جديدة في المنطقة تشمل "إسرائيل" ومصر ودول الخليج، لكنّه شدّد على أن هكذا مسار يتطلب المصالحة مع ابن سلمان، لافتًا إلى أن العلاقات الدولية غالبًا ما تقوم على وضع أولوية على الاستراتيجية مقابل الأيديولوجيا.
وأردف بالقول إن "واشنطن قامت بتوطيد العلاقات مع الصين خلال الحرب الباردة من أجل الضغط على الاتحاد السوفييتي". وخلص إلى أن "على واشنطن أن تتبنى رؤية استراتيجية مماثلة إذا ما أرادت الانتصار في الحرب الباردة الجديدة مع روسيا".