الخليج والعالم
الغارديان: علاقة الرياض وأبو ظبي مع أمريكا تقترب من "الطلاق"
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية في مقال عن حالة التوتر في العلاقات بين السعودية والإمارات من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى والتي أخذت تزداد، مؤكدة أنها وصلت إلى أدنى مستوياتها وتكاد تقترب من "الطلاق"، وفق معلقين خليجيين.
وأوضحت الصحيفة أن توتر العلاقات الممتد منذ أشهر بين أمريكا وحليفيها الخليجيين في الشرق الأوسط، يرجع فى المقام الأول إلى أسعار النفط، وزاد هذا التوتر مؤخرًا نتيجة تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن القادة في الرياض وأبو ظبي استمروا على موقفهم الرافض لمطالب الرئيس الأمريكي جو بايدن بضخ كميات إضافية من النفط لتهدئة الأسعار، بل حتى رفضوا استقبال اتصالاته.
وبعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وجد بايدن نفسه مضطرًا للتحرك لمواجهة زيادة أسعار النفط المتصاعدة، وقام بإخراج كميات من احتياطي النفط الأمريكي، فيما استمرت السعودية والإمارات في إغلاق خزانات النفط.
وإضافت الصحيفة إلى إصرار الدولتين الخليجيتين للمطالب الأمريكية، شهد الفترة بعد الحرب الروسية، تدفقًا غير عادي للأثرياء الروس إلى دبي، بالرغم من فرض الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين والفئة القريبة منه، كما شهدت أيضا زيارة تاريخية للرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات.
وذكرت الصحيفة أن ذلك يتزامن مع اقتراب إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت واشنطن منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، ما قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، في خطوة قد تؤدي إلى حدوث تغيير في المعادلة الجيوسياسية في المنطقة.
وتتطلع الرياض ودبي إلى علاقة مشابهة مع بكين وإقامة علاقات تجارية وطاقة وحتى علاقات أمنية.
طلاق
وذكرت الصحيفة أن كل هذه الأمور مجتمعة أدت إلى اشتعال غضب القادة في أبو ظبي والرياض (الذين كانوا دائمًا يتسمون بالتعامل بطريقة مبهمة)، وظهوره للعلن خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتمثل ذلك في طريقتهم الفظة في التعامل مع الزوار الأجانب حول طبيعة التظلمات ومدى استعدادهم لأخذها إلى مستويات أخرى.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله إن دبلوماسيًا سعوديًا أخبره بأن "هذا هو نهاية الطريق بيننا وبين بايدن وربما الولايات المتحدة".
وعبر المعلقون السعوديون والإماراتيون عن مشاعر مشابهة.
وقالت الصحيفة إن مدير التحرير في قناة العربية "محمد يحيى"، اختار منبرًا غير معهود وهي صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية للتعبير عن رأيه بالمواجهة.
وكتب قائلاً: "العلاقات السعودية-الأمريكية تعيش أزمة. إنني منزعج لعدم واقعية النقاش الأمريكي بشأن الموضوع، والذي يفشل في الاعتراف بخطورة وعمق الصدع".
وأضاف أن "هناك حاجة لنقاش أكثر واقعية ويجب أن يركز على كلمة واحدة: الطلاق".
الأسوأ منذ 50 عامًا
من جانبه، وصف المحلل الإماراتي عب الخالق عبد الله، العلاقات مع أمريكا بأنها الأسوأ منذ 50 عامًا.
وفي مقال بصحيفة "النهار" اللبنانية، قال إن "العلاقات الإماراتية مع الشريك الأمريكي هي على المحك ومفترق طرق".
ومن المؤكد أن حل سوء الفهم يقع على عاتق إدارة "بايدن"، والتي تواجه خسارة حليف إقليمي واثق من نفسه بشكل متزايد ولديه حضور إقليمي ودولي.
وقال عبد الله إن الإمارات شعرت بالتجاهل عندما رفضت إدارة بايدن توقيع صفقة جديدة تضم مقاتلات "إف-35"، وشعرت بالغضب لتجاهل بايدن لها بعد هجمات القوات المسلحة اليمنية على دبي.
وأضاف أن ما زاد من سوء الأوضاع هو "اعتراض إدارة بايدن على قرار سيادي إماراتي باستقبال بشار الأسد، وممارسة الضغوط على أبو ظبي لزيادة معدلات إنتاج النفط خارج إطار اتفاق أوبك. كل هذا يأتي في وقت لم تعد فيه الولايات المتحدة القوة العظمى في العالم؛ ما دفع الإمارات وبقية الدول الأخرى لتنويع الشركاء".