معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مدير المتاحف السورية: تركيا نهبت آثار سوريا عبر مجموعاتها المسلحة 
14/03/2019

مدير المتاحف السورية: تركيا نهبت آثار سوريا عبر مجموعاتها المسلحة 

قال مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا محمود حمود أن 17 ألف قطعة أثرية سُرقت من المواقع الأثرية والمتاحف السورية، وهي موجودة اليوم في تركيا.

وأشار حمود في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية إلى أن الكثير من المخطوطات سُرقت من "كنيس جوبر" اليهودي شرق دمشق، وجرى تهريبها إلى تركيا قبل وأثناء انتقال المجموعات الإرهابية المسلحة من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري.

وأوضح حمود أن ما نشرته السلطات التركية اليوم عن ضبط شخصين أتراك أثناء قيامهما بنقل كتاب أثري جلدي عبر سيارتهما من ولاية ماردين إلى إسطنبول وأنه تمت سرقته من أحد المتاحف السورية، قد يكون مجرد تمويه جديد على الممارسات البشعة التي تقوم بها شبكات لصوص الآثار في سوريا.

وكانت السلطات التركية قد أعلنت يوم أمس عن "توقيف مواطنين تركيين في ولاية قرشهير، أثناء قيامهما بتهريب كتاب أثري قديم مكتوب بخط اليد، يعتقد بأنها بلغة عبرانية"، مشيرة إلى أن "الكتاب المضبوط سرق من أحد المتاحف السورية" وأنه "يحمل قيمة تاريخية، وصفحاته من الجلد يظهر عليها كتابات يعتقد أنها عبرانية، ولها قيمة تاريخية. وفي الغلاف الأمامي، توجد 4 رموز مختلفة لطيور بوسطها نجمة سداسية يتوسطها حجرة حمراء. ويتألف الكتاب من 16 صفحة".

ورأى حمود أن الكتاب المذكور، قد لا ينطوي على قيمة تاريخية كالتي يتم الإيحاء بها من قبل السلطات التركية، ملمحا إلى أن نشر خبر ضبط المخطوط هو بمثابة محاولة للتغطية على السرقة الممنهجة للآثار السورية من قبل العصابات التركية شمال سوريا.

وأكد حمود أن "الصور المنشورة للكتاب تشير إلى قيمته المتدنية تراثيا. وهذه المخطوطات ليس بالضرورة تحمل قيمة أثرية عظيمة"، مستدركا قوله: "هذا لا يعني عدم مطالبتنا بها في الوقت المناسب، وأيضا بكل ما تمت سرقته من الأماكن الأثرية السورية وتم نقله إلى تركيا".

وألمح حمود إلى ثغرة في الرواية التركية حول الكتاب الجلدي الأثري، تتعلق بقولها أن الكتاب تمت سرقته من أحد المتاحف السورية، وفي الحقيقة فالكتب العبرية لا يتم وضعها في المتاحف السورية وليس هناك مقتنيات من هذا القبيل داخلها، ما يؤشر لاحتمال أن تكون المخطوطة المضبوطة اليوم في تركيا، هي إحدى مقتنيات "كنيس جوبر" الواقع في شرق العاصمة دمشق، والذي قامت مجموعات موالية لتركيا بنهب محتوياته وتهريبها إلى تركيا.

ورأى حمود ان الإعلان التركي جاء بهدف إبعاد الشبهة عن المسلحين التابعين لتركيا ممن تم ترحيلهم من جوبر، كاشفا عن تمكن السلطات السورية من استعادة العشرات من المخطوطات من مقتنيات "كنيس جوبر" قبل تهريبها إلى خارج البلاد.

وعبّر حمود عن قلقه الشديد من عمليات النهب والتنقيب الجائر التي تتعرض لها عشرات التلال الأثرية شمال غرب سوريا، وقال : "ما يقلقنا اليوم، ويشكل خطورة كبيرة على التراث السوري، هو ما يجري في تلك المناطق التي تخضع لسيطرة قوات الاحتلال التركي والميلشيات التابعة لها، حيث يتواجد عشرات المواقع الأثرية السورية المستباحة التي يقوم بالتنقيب فيها فيها شبكات لصوص آثار استقدمهم التجار الأتراك من محافظة إدلب بعدما تراكمت خبراتهم في التنقيب".

وقال حمود إن "عصابات الآثار تقوم حاليا بحفر التلال الأثرية بالبلدوزرات في منطقة عفريق مستبيحة حرمة التاريخ بهداف استخراج القطع الأثرية وتهريبها إلى تركيا".

وأشار حمود إلى أن "الممارسات التركية من خلال رعاية عصابات الآثار مقصودة"، موضحا أن "المواثيق الدولية تقضي باطلاع قوات الاحتلال بحماية التراث المحلي للمناطق التي تسيطر عليها، لكن القوات التركية تقوم للأسف بتقديم جميع التسهيلات اللازمة للصوص الآثار وشبكات المهربين ممن تربطهم علاقات تجارية وثيقة مع ضباط في الجيش التركي ومسؤولين أتراك يتقاسمون عبرها ملايين الدولارات من عائدات سرقة التراث السوري".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم