الخليج والعالم
تبنٍّ سوري كامل لخيارات موسكو الإستراتيجية
في حديثه مع طلاب جامعة دمشق، بدا وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مُتفهّمًا لما تقوم به روسيا الاتحادية من إجراءات سياسية وعسكرية لحماية أمنها القومي ومنع التمدد الغربي إلى الحديقة الخلفية لروسيا، حيث كان المعسكر الاشتراكي يومًا.
المقداد أكد للطلاب السوريين وقوف دمشق وبقوة مع حلفائها الذين ساندوها واحترموا سيادة أرضها الأمر الذي اعتُبر تبنيًا كاملًا لخيارات موسكو الإستراتيجية.
أمريكا تتحمّل المسؤولية
وفي رده على سؤال لموقع "العهد الإخباري" خلال الندوة الحوارية هذه، أبدى المقداد تفهّمه التامّ للإجراءات السياسية والعسكرية وغيرها التي تقوم بها جمهورية روسيا الاتحادية، بغية الحفاظ على كرامتها الوطنية وسيادتها على أرضها وحماية أمنها القومي، مؤكدًا علمه التام برغبة " الأصدقاء الروس" في عدم إطالة أمد هذه الحرب التي "فُرضت عليهم"، ومشيرًا إلى أن هذا ما تتمنّاه سورية تمامًا.
وأضاف المقداد في رده على السؤال الخاص بـ"العهد": "أمرٌ كهذا لو حصل (إطالة أمد الحرب)، فإن مسؤوليته الأخلاقية تقع على عاتق "واشنطن وبقية العواصم الغربية" التي تدفع باتجاه تدمير إمكانيات الدول وبناها التحتية وارتكاب الجرائم بحق الأفراد والشعوب، فضلًا عن تدمير الاقتصاد للدول التي تحاول الوقوف في وجه هذه الهيمنة.
وأشار وزير الخارجية السوري ردًا على سؤال موقعنا إلى أنه إذا كان مطلوبًا بقاء الوجود العسكري الأمريكي في أوكرانيا كما هو الحال في سورية "فيجب ممارسة فعل المقاومة".
الهدف من الوجود الأمريكي في الشرق السوري
وتابع المقداد "الهدف هو إطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية واستهداف الشعب السوري في الحسكة والجزيرة وسرقة الموارد والخيرات السورية من خلال ما يتم تقديمه من دعم لمجموعات قسد الإرهابية. هذه هي الغاية من ذلك والشيء نفسه يمكن أن يُقال بالنسبة للاحتلال التركي"، ليخلص في النتيجة إلى أن قدر الشعوب يكمن في مواجهة المحتلّين، وأردف "علينا جميعًا أن نواجه وهذا هو قدرنا نحن والأصدقاء الروس".
نعرف الغرب جيدًا
الندوة الحوارية التي أقامها المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية حملت عنوان "من البوابة الأوكرانية تصحيح التاريخ وإعادة التوازن الدولي قراءة في مستقبل الأوضاع على مستقبل سورية ودورها في مواجهة التحديات".
وأشار وزير الخارجية السوري في حواره مع الطلاب إلى أن سورية من أكثر الدول التي خبرت الغرب ونفاقه وسعيه للجمع بين شعارات الحرية وحقوق الإنسان وبين ممارسات الاحتلال والعدوان والتهديد باستخدام القوة وتسخير الإرهاب والحصار الاقتصادي وفرض النفوذ السياسي على الدول وحكوماتها من أجل نشر الفوضى وتهديد السلم والأمن وتحقيق مصالح اقتصادية وأمنية وعسكرية".
وحول موقف سورية ممّا يجري في أوكرانيا، أكد المقداد وقوف سورية إلى جانب "الأصدقاء والحلفاء في روسيا الاتحادية وحرصها على تمتين العلاقات مع من يحترم سيادتها واستقلالها ويقدم لها الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
الحوار المُجدي
الدكتور محمد حسون عميد كلية العلوم السياسية في جامعة دمشق أكد في حديث خاص لـ"العهد" أن "النظرية الواقعية هي أبرز النظريات التي تفسر الأحداث السياسية في العالم خاصة في الفضاء الاوراسي وما يمكن ان يكون له من انعكاسات على الواقع السوري"، لافتًا إلى أن "حوار طلاب جامعة دمشق مع المقداد جعلهم يقاربون عن كثب سياسة بلدهم وخلفيات صنع القرار السيادي ضمن سياق المصالح الوطنية للبلاد التي تحارب من أجل قرارها الوطني المستقل وهي لا تدخر في سبيل ذلك أي جهد أو توظيف لعلاقة جيدة مع أصدقاء وحلفاء وقفوا مع سورية في الأوقات الصعبة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024