الخليج والعالم
ماذا يعني بروز قوّة تمرّد في أوكرانيا؟
حذّر جراد هاربر وهو جنرال في الجيش الأميركي في مقالة نشرت بمجلة "فورين بوليسي" من أن نشوء قوة "تمرد" في أوكرانيا سيؤدي على الأرجح إلى تصعيد النزاع بين روسيا والغرب.
وقال الكاتب إن أيّة عملية اجتياح روسي "سريعة" ستدفع على الأرجح بجنود اوكرانيين سابقين وايضاً مواطنين إلى حمل السلاح و"المعدات".
وتوقع أن تقوم بولندا ودول البلطيق بتوفير ملاذ آمن لمقاتلي قوة "التمرد" هذه، ورجّح أن تأتي بعد ذلك مرحلة قدوم متطوعين وتقديم الدعم السري خاصة اذا ما اثبت "المتمردون الاوكرانيون" قدرتهم في مواجهة القوات الروسية.
وتحدث الكاتب عن قدرة حلف الناتو على تولي مهمة دعم قوة "تمرد" سواء بشكل مباشر او عبر متطوعين مثل عناصر حاليين او سابقين في قوات العمليات الخاصة.
الكاتب أشار الى مخاطر استراتيجية كهذه، إذ قال إن الحرب الهجينة (Hybrid war) تقوم على استخدام القوة العسكرية بشكل غير تقليدي إلى جانب العمليات المعلوماتية، وبالتالي فإنها تعتمد على نفي المسؤولية. إلا أنه استبعد أن يجري تقديم الدعم المطلوب لقوة "تمرد" ضد روسيا دون أن يتم كشف ذلك، مستشهداً في هذا السياق بكشف وسائل الاعلام عن الدعم الأميركي لجماعة "الكونترا" في نيكاراغوا خلال حقبة الثمانينيات.
كما نبّه من أن كتمان مثل هكذا دعم سيكون أصعب اليوم مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، وأنه سيكون بالتالي من الصعب جدًا نفي المشاركة الغربية في دعم قوة "تمرد" ضدّ روسيا في أوكرانيا.
ورأى الكاتب أن وجود الملاذات الآمنة هو أيضًا من شروط نجاح قوات "التمرد". وهنا نبه إلى ان القادة يقدمون على التدخل العسكري العابر للحدود لاستهداف الملاذات الآمنة عندما تزداد الاثمان الناتجة عن نشاط قوات "التمرد".
وبحسب الكاتب، "قوة التمرد الأوكرانية الناجحة" التي تتمكن من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية ستدفع بموسكو على الأرجح إلى تدمير الملاذات الآمنة.
وبيّن الكاتب أن هناك فارقًا أساسًا بين قوات "التمرد" السابقة التي واجهتها قوى عظمى وقوة "تمرد" أوكرانية، وهو أن الأخيرة سيكون لديها على الأرجح ملاذات آمنة داخل دول تابعة للناتو.
وشدد على أن ذلك يختلف كثيرا عن وجود ملاذات آمنة في دول تستطيع ان تدعي الحياد، محذراً من أن تنفيذ العمليات العابرة للحدود وصولاً إلى الملاذات الآمنة لن يؤدي فقط إلى مواجهة مع قوة صغيرة وانما قد يؤدي إلى حرب كبرى.
وأكد أن استمرار النزاع في أوكرانيا يمسّ ما تعتبره موسكو أنه من أولويّاتها على صعيد المصالح الجيوسياسية والمحلية.
وخلص الجنرال الأميركي الى التحذير من أن عدم تهدئة الوضع يحمل معه ثمنًا باهظًا لأوروبا، منبهًا من أن هذه الأثمان ستصبح باهظة أكثر فأكثر اذا ما استمرّ التصعيد.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
13/11/2024