معركة أولي البأس

الخليج والعالم

هل توصّل المفاوضون في فيينا الى نتيجة؟
18/02/2022

هل توصّل المفاوضون في فيينا الى نتيجة؟

بعد أن أكد رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري كني عبر حسابه على "تويتر" اقتراب المحادثات بعد أسابيع من تكثيفها من الوصول إلى اتفاق أكثر من أيّ وقت آخر، رابطًا ذلك بالتوافق على كل شيء وموضحًا في الوقت نفسه أن الضرورة لتحقق هذا الهدف هي الواقعية والامتناع عن الطلبات الإضافية والاهتمام بتجربة الأعوام الأربعة الماضية، وأن وقت اتخاذ القرار قد حان من قبل أطراف المفاوضات، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن تحقيق "تقدّم ملموس" في مفاوضات فيينا حول العودة للصفقة النووية مع إيران، مشيرة إلى أن التوصل إلى اتفاق ممكن "خلال أيام".

وأضاف: "إذا أظهرت إيران جدية، سيكون بإمكاننا وينبغي لنا التوصل إلى التفاهم بشأن العودة المتبادلة إلى تنفيذ الاتفاق النووي بالكامل خلال أيام"، حسب تعبيرها.

وفي وقت سابق أكد كل من المندوب الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف ورئيس الوفد الإيراني أن أطراف المفاوضات النووية أصبحت "أقرب مما كان في أي وقت مضى" من الاتفاق.

بالموازاة، نفت الخارجيةُ الايرانية ما تناقلتهُ رويترز عن مصادرَ دبلوماسية من تقاريرَ مفبركة بشأنِ مفاوضات فيينا، حول مسودّةِ الاتفاقِ بين إيران والدولِ الغربية.

وأوضح المتحدثُ باسمِ الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده على حسابه على "تويتر" أنّ نشْرَ معلوماتٍ خاطئة في سياق التقاريرِ الاعلامية أمرٌ خطير.

وشدّد على أنّ الاتفاقيةَ النهائية التي تسمحُ بعودةِ الولاياتِ المتحدة إلى الاتفاقِ النووي مختلفة تمامًا عن التقريرِ المشوَّه وغيرِ المدعومِ بالأدلةِ، مضيفًا "لن يكونَ هناك اتفاقٌ ثنائيٌّ أيضًا، مشيرًا الى أنه مع اقترابِ الأيامِ الأخيرة من مفاوضاتِ فيينا لا يستبعدُ مزيدًا من الأخبارِ المفبركة".

أردكاني: تراث ترامب المخزي ما زال ساري المفعول

بالموازاة، أشار سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى النمسا عباس باقر بور أردكاني إلى المفاوضات الجارية في فيينا، وقال إن على أميركا اتخاذ قرار جاد لرفع الحظر وأن تثبت أنها ابتعدت عن سياساتها الفاشلة السابقة.

وفي حوار أجراه باقر بور أردكاني مع مجلة "سوسايتي" النمساوية، قال: "نظرًا لأن سياسة ترامب في ممارسة الضغوط القصوى قد فشلت في تحقيق أهدافها فقد عارضها الرئيس الأميركي الراهن بايدن، ووعد بتغييرها ولكن للأسف ما زال تراث ترامب المخزي، أي إجراءات الحظر اللاإنسانية ضد الشعب الإيراني مستمرة".

ولفتَ إلى أن هنالك لاعبين وعوامل مؤثرة مختلفة على عملية المفاوضات في فيينا بصورة سلبية أو إيجابية واعتبر العنصر الأهم لوصول المفاوضات إلى نتيجة شاملة هو توفر الإرادة الجادة والواقعية لدى جميع الأطراف، وقال: "فيما يتعلق بنهج الطرف الإيراني يمكنني التصريح بأن هذه الارادة الجادة متوفرة لديه تمامًا".


إرهاب اقتصادي على الشعب الإيراني وأوروبا تلتزم الصمت

وصرّح سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى النمسا بأن "الحقيقة المُرّة هي أنه في الوقت الذي لم تنتفع إيران من مصالح الاتفاق النووي لنحو 4 أعوام، لم يتمكن البعض ومن ضمنهم الدول الأوروبية من الوفاء بالتزاماتهم. وما يدعو للأسف أنهم فضلًا عن ذلك التزموا الصمت تجاه إجراءات الحظر غير القانونية واللاإسانية المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والتي تعد بمثابة إرهاب اقتصادي ضد الشعب الإيراني".

وأضاف السفير الايراني لدى النمسا: "على أميركا اتخاذ قرار جاد لرفع الحظر وأن تثبّت أنها ابتعدت عن سياساتها الفاشلة السابقة وأن هذا الهدف يتحقق عن طريق رفع جميع إجراءات الحظر غير المتناسقة مع الاتفاق النووي، بحيث تكون قابلة للتحقق وأن تتضمن تقديم ضمانات".

وتابع: بما أن أميركا أثبتت أنها شريك لا يمكن الثقة به حتى للآخرين فقد حان الوقت كي تثبت أنها يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار كشريك قابل للثقة.

وختم باقر بور أردكاني: نحن ندعو للتنفيذ الكامل للاتفاق النووي بحيث يمكن التحقق منه، إلا أن العقبة الأساس في هذا الطريق هي غياب القرار السياسي من جانب أميركا التي عليها أن تشعر بالقلق من إهدار الفرصة الجارية.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم