الخليج والعالم
دول أوروبية تُراجع موقفها تجاه سوريا.. التواصل مع دمشق ضرورة لعودة اللاجئين
نشرت المجلة الأميركية "فورين بوليسي" تقريراً كشف عن وجود انقسامات اوروبية حول الموقف تجاه الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال التقرير إن بعض الدول الاوروبية بدأت تسأل عما اذا كان يجب الاستمرار بالموقف المتشدد المعادي للرئيس السوري بشار الاسد.. فرنسا والمانيا وبريطانيا تريد استمرار الموقف المعادي، فيما هناك دول اخرى في اوروبا الجنوبية و الشرقية تتجه لتعديل هذا الموقف.
كذلك نقل التقرير عن دبلوماسيين من بلدان أوروبية عدة أن الدول التي تريد تعديل هذا الموقف تنظر إلى العلاقات مع سوريا من زاوية اللاجئين بشكل أساسي، وهي تعتقد بأن الاعتراف بانتصار الرئيس الاسد في الحرب ومساعدته على اعادة اعمار سوريا سيساعد في تسريع عودة هؤلاء.
وبحسب التقرير، تبدو إيطاليا أكثر الدول الداعمة للرئيس الاسد، وأكثرهم رفضًا لفرض العقوبات سوريا.
التقرير نقل عن دبلوماسي أوروبي اشترط عدم كشف اسمه بأن ايطاليا تجري عملية إعادة تقييم لموقفها، مشيرًا الى أن عودة اللاجئين ووقف "الموجة الثانية" منهم وإنهاء معاناة المهجرين والتصدي لتنظيم داعش في اوروبا، كلها تتطلب "التعامل مع الحكومة السورية"، ما يعني أن "الحل على الطاولة هو الرئيس الأسد".
وقال التقرير إن ايطاليا قد تسعى في المستقبل القريب لإلغاء بعض العقوبات الاوروبية التي فُرضت على جهات سورية، موضحًا أنه برفع العقوبالت سيزداد التنافس بين الشركات الاوروبية على مشاريع إعادة الاعمار في سوريا.
ويُرجّح التقرير أن تنضم دول أوروبية أخرى إلى الموقف الايطالي كبولندا والنمسا والمجر، ويذكر في هذا السياق أن بولندا أوفدت نائب وزير خارجيتها إلى دمشق في شهر آب/اغسطس الماضي، وذلك لعقد لقاءات مع مسؤولين سوريين.
كذلك نقل التقرير عن دبلوماسي آخر اعترافًا بأن جميع دول الاتحاد الاوروبي أصبحت مقتنعة بأن الرئيس الاسد انتصر في الحرب، وأن المانيا وفرنسا تخشيان من أن سياستهما المعادية للرئيس الاسد قد تضعف بسبب مواقف دول أخرى في الاتحاد الاوروبي تريد عودة اللاجئين وتعتقد بأن دفع تكلفة إعادة الإعمار سيمكّن من عودة اللاجئين.
وفي السياق عينه، رفضت النائب الأميركية عن الحزب الديمقراطي "تولسي جابارد" تصنيف الرئيس السوري كمجرم حرب.
وخلال لقاء مع شبكة "سي أن أن"، قالت "جابارد" وهي مرشّحة ديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020: "يجب جمع الأدلة وفي حال اثبتت أن الرئيس الاسد هو "مجرم حرب فيجب أن يحاكم على هذا الاساس"، مضيفة "الحرب الاميركية على العراق استندت لأكاذيب من دون أدلة، وبالتالي فإن الشعب الأميركي تعرض لعملية خداع"، مشددة على ضرورة "اتخاذ الاجراءات اللازمة وطرح أسئلة صعبة والحصول على الأدلة قبل اتخاذ القرارات "المكلفة جدًا" باستخدام القوة العسكرية".