الخليج والعالم
رغم نفي موسكو.. الإعلام الأمريكي يُروّج لفرضيات غزو روسي لأوكرانيا
تواصل واشنطن وحلفاؤها في حلف "الناتو" تهويلهم الإعلامي وتوجيه سهام الاتهامات لروسيا بأن لديها نيّة غزو أوكراينا. وفي هذا السياق تجهد عدة وسائل إعلام غربية في نقل صورة مرعبة للتحركات العسكرية لروسيا على حدود جارتها أوكرانيا، وترسم سيناريوهات للغزو المفترض لهذا البلد، على الرغم من نفي موسكو.
روسيا كذّبت مرارًا ما يُتداول غربيًا وأمريكيًا عن وجود أيّة خطط لديها لمهاجمة أوكرانيا، مشددة على أن تحركات قواتها داخل حدودها لا تُهدّد أحدًا وتندرج في الشأن الداخلي الروسي، محمّلة الغرب المسؤولية عن تأجيج الهستيريا حول الموضوع.
يأتي ذلك في وقت ترسل فيه الولايات المتحدة المزيد من جنودها إلى الدول القريبة، وكان آخرها التحاق 300 جندي أمريكي برفاقهم في بولندا، وليكتمل المشهد، انضمّت كندا وأستراليا ونيوزيلندا وفنلندا إلى الدول التي دعت مواطنيها لمغادرة أوكرانيا في أسرع وقت.
وبينما بدا أن المسؤولين الأمريكيين مُربكون من ادعاءاتهم، إذ ظهر اليوم وزير خارجيتهم أنطوني بلينكين في نبرة تراجعية يقول لا نعرف ما إذا كان الرئيس الروسي قد اتخذ قرارا بغزو أوكرانيا"، أفادت شبكة NBC الأمريكية أن الجيش وأجهزة الاستخبارات الأمريكية حدّدوا سيناريوهات محتملة لتدخل روسيا عسكريا في أوكرانيا، ونشرت في تقرير لها خريطة تُظهر سبعة مسارات قد "تغزو" بها روسيا أوكرانيا، وفقا لتقييمات الاستخبارات والعسكريين الأمريكيين.
وتحدّثت الشبكة عن سيناريوهين للغزو يقضيان بشن هجمات متزامنة من اتجاهات مختلفة.
- في السيناريو الأول: ستجتاز دبابات ومدرّعات روسية الحدود وستتقدم نحو مدينتي بولتافا وخاركيف لتطويقهما، بينما ستتقدم القوات البرية بثلاثة مسارات من منطقة دونباس بالاتجاهين الشرقي والجنوبي، نحو شبه جزيرة القرم، بغية السيطرة على ساحل بحر آزوف، في حين ستشن مروحيات عسكرية هجوما جويا من القرم.
وتابعت الشبكة أن هذا السيناريو قد يشمل أيضا هجوما طموحا يرمي إلى سيطرة القوات الروسية على الساحل الأوكراني للبحر الأسود ثم تقدمها من ميناء أوديسا الأوكراني نحو مولدوفا بغية إقامة جسر بري على طول الساحل.
كما أن أحد الخيارات المطروحة في الفرضيات الأمريكية يقضي باستيلاء روسيا على معظم الأراضي الأوكرانية شرقي نهر دنيبر، أي منطقة تنتشر فيها نحو 50% من القوات المسلحة الأوكرانية.
- أما السيناريو الثاني فهو "أكثر عدائية"، وفقا لتعبير الشبكة، ويضيف محورين جديدين لـ"الغزو الروسي" في الشمال، ويقضي باستخدام المدفعية وأساليب الحرب الإلكترونية وتقدم القوات الروسية من أراضي بيلاروس جنوبا نحو مدينة جيتومير وشرقا إلى العاصمة كييف بغية تطويقها.
كما رجّح هذا السيناريو استخدام القوات الروسية مسارًا آخر، مرورا بمنطقة تشيرنوبل صوب كييف.
وأشارت الشبكة إلى أن تقييمات الحكومة الأمريكية لهذا السيناريو تشير إلى أن دبابات روسية قد تصل إلى مشارف كييف في غضون 48 ساعة فقط من بدء الغزو، بينما سيمنح نشر بطاريتين من صواريخ "إس-400" في الأراضي البيلاروسية الجيش الروسي التفوق في معظم مجال أوكرانيا الجوي والقدرة على إسقاط صواريخ العدو.
ووفقًا للتقرير، يقضي كلا السيناريوهين بشن هجمات مدفعية وصاروخية وغارات جوية مكثفة على مستودعات الأسلحة والرادارات والطائرات العسكرية ومنظومات الدفاع الجوي وغيرها من المرافق العسكرية الأوكرانية الهامة، بينما قد تصل حصيلة الضحايا بين المدنيين إلى 50 ألف قتيل وجريح، وفقا للادعاءات الأمريكية.
كذلك قالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية إن بايدن حدّد في مؤتمر بالفيديو مع زعماء دول الغرب والاتحاد الأوروبي والناتو، موعد "غزو" روسيا لأوكرانيا في 16 شباط/فبراير الجاري.
ونقلت الصحيفة، عن العديد من المسؤولين الأمريكيين، أن "روسيا ستشن هجومها على أوكرانيا في وقت مبكر من 16 شباط/فبراير، وأخطرت واشنطن الحلفاء أنه قد تسبق ذلك سلسلة من الضربات الصاروخية والهجمات الإلكترونية".
ولفتت الصحيفة الى أن محاوري بايدن شكّكوا بمعطيات المخابرات الأمريكية، وأفادت أن الأوروبيين أشاروا إلى أن لديهم معلومات مغايرة. وقال مسؤول بريطاني إن لديهم تفسيرات مغايرة للمعلومات الاستخبارية المتعلقة بيوم 16 شباط/فبراير.