الخليج والعالم
هجوم "داعش" على سجن الحسكة.. إحدى سيناريوهات واشنطن لتقسيم سوريا وإطالة الحرب
تتواصل الاشتباكات والمطاردات لليوم الرابع على التوالي إذر هجوم شنه تنظيم "داعش" الوهابي الارهابي على سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا.
وأفادت تنسيقيات المسلحين في سوريا بأن عناصر "داعش" سيطروا على عدة نقاط في محيط سجن الصناعة، بعد اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطة "قسد" المرتبطة بقوات الاحتلال الأميركي.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 123 شخصًا قتلوا خلال الاشتباكات المستمرة.
وتحدّث المرصد عن مقتل "77 من تنظيم داعش و39 من الأسايش وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب وقسد، و7 مدنيين،" في آخر حصيلة.
وقال المرصد إن "العدد أكبر من ذلك والعدد الحقيقي غير معروف حتى اللحظة، نظرًا لوجود العشرات لا يعرف مصيرهم"، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالات خطرة.
وفي السياق، ألقى الطيران الامريكي منشورات ورقية فوق أحياء غويران والزهور في مدينة الحسكة تطالب الأهالي بالإبلاغ عن مسلحي "داعش" الفارين من سجن الصناعة.
من جانب آخر يواصل أهالي الأحياء الجنوبية من مدينة الحسكة بالنزوح إلى المناطق الآمنة وسط المدينة جراء الاشتباكات العنيفة.
وفي السياق، نفت قوات سوريا الديمقراطية صحة التقارير حول بسطها السيطرة الكاملة على السجن، مضيفة في بيان أصدرته اليوم: "تداولت وسائل إعلام أنباء غير دقيقة حول سيطرة قواتنا الكاملة على سجن الصناعة. تلك الأنباء غير دقيقة، قواتنا سيطرت بشكل كامل على الوضع الاستثنائي الذي كان داعش يحاول الاستفادة منه للفرار، ليس بإمكان مرتزقة داعش المتبقين في أسوار السجن الفرار الآن".
وأضافت: "نحن في مرحلة متقدمة من القضاء النهائي على المرتزقة الذين هاجموا السجن وتحصنوا في الأسوار الشمالية وبعض المهاجع، عمليات التطهير مستمرة بدقة، والعشرات من المرتزقة قتلوا وألقي القبض عليهم خلال اليوم".
وبدأ هجوم خلايا "داعش" مساء الخميس بتفجير سيارة ودراجة مفخخة بالقرب من الباب الرئيس للسجن الذي يضم نحو 3 آلاف عناصره، عقبه اندلاع اشتباكات قوية بالأسلحة الخفيفة وقذائف الآر بي جي، بين القوات الأمنية المسؤولة عن حراسة السجن، وخلايا التنظيم بعد أن تسللت إلى محيط السجن من حي الزهور "حوش البعر" جنوب المدينة، كما قامت بتهريب بعض من المعتقلين.
الكاتب والمحلل السياسي يعتبر أن المدقق بما يجري من احداث في الحسكة، يبدأ من سؤال ماذا يحدث في سجن الثانوية الصناعية، كيف وصل هؤلاء من البادية السورية حيث يتحرك تنظيم "داعش" إلى الحسكة، ما الرابط بين التفجيرات التي تمت لتهريب خمسة آلاف داعشي وهجمات ديالى، ليخرج بإجابة واحدة، الفاعل الحقيقي هي الولايات المتحدة واستخباراتها، لاهداف عدة، منها المبرر لوجودها كونها تدعي مكافحة "داعش"، واستجرار التمويل من الخزائن الامريكية لبقاء وجود قواتها ودعم "قسد"، واعادة التوزيع الديموغرافي واخلاء احياء غويران ومحيطها من السكان، بالاضافة الى هدف استراتيجي يرتبط بتثبيت وجودها في الممرات البرية في غرب آسيا كتهديد مستمر.
أما مصعب الحلبي، النائب في البرلمان السوري، اتهم الاستخبارات الأمريكية بالوقوف وراء الهجوم الذي شنه تنظيم "داعش" على السجن الصناعة، وذلك بغرض تبرير بقاء القوات الأمريكية في المنطقة، بذريعة أن "تنظيم داعش الإرهابي ما زال فاعلاً وقائمًا وأن المنطقة ما زالت ملتهبة".
ودعا النائب قوات سوريا الديمقراطية للتراجع عن الولاء لواشنطن وعن "هذا المخطط الذي تقوم به من أجل إعادة رسم أو تفتيت أو تقسيم المنطقة وخاصة المنطقة الشمالية في سوريا".