معركة أولي البأس

الخليج والعالم

إجتماع ثلاثي إيراني روسي صيني في فيينا.. وإعلان عن اتّفاق جيد معَ الوكالة الدوليّة للطّاقة الذريّة
15/12/2021

إجتماع ثلاثي إيراني روسي صيني في فيينا.. وإعلان عن اتّفاق جيد معَ الوكالة الدوليّة للطّاقة الذريّة

عقد رؤساء الوفود الإيراني والروسي والصيني إجتماعًا تشاوريًا، في فيينا لمناقشة آخر التّطورات في المحادثات، بحضور كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني.

وصرّح رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري كني أنّ الأولوية الرئيسية ومحور تركيز محادثات فيينا كانت رفع العقوبات غير الشرعية والقمعية المفروضة على الشعب الإيراني، مشيراً إلى أنّها عقوبات تتعارض مع القواعد القانونية الدولية، وتتعارض مع اتّفاقية دولية تسمّى الإتفاق النّووي، وتتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي.

وتطرّق كني إلى دور الكيان الصهيوني في هذه المحادثات وقال "نحن أمام بيئتين، مساحة داخل غرفة المفاوضات والأخرى خارج غرفة المفاوضات"، موضحاً أنّ "داخل غرفة المفاوضات الأطراف الحاضرة معروفة لكن خارج غرفة المفاوضات ليس من الواضح ما هي الهويّات الموجودة. نفس الهويات المتوترة التي تحاول استهداف المنشآت النووية الإيرانية بأعمال إرهابية وتحاول بجدية نشر هذه المساحة المدمّرة وغير البنّاءة داخل غرفة المفاوضات بالإضافة إلى تدمير المساحة خارج غرفة المفاوضات".

وتابع كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات فيينا: "بعض هؤلاء الفاعلين واجهوا تناقضًا سلوكيًا، فمن ناحية يقولون إنّنا نريد التّفاوض حتّى يتمّ إحياء الإتّفاق النّووي وتعود الولايات المتّحدة إلى الإتّفاق، ومن ناحية أخرى يكتبون مقالًا مشتركًا مع كيان غير شرعي، يرتبط أي تعطيل لتقدم المحادثات بالجهات الفاعلة التي تمنح الصهاينة الفرصة والقدرة للعمل ضدّ عملية الحوار".

و في السياق عينه، قال ممثّل روسيا في محادثات فيينا، ميخائيل أوليانوف : "إنّ جدية الفريق الإيراني الجديد في المحادثات كانت عالية وأنّ الفريق الإيراني سُرعان ما تكيّف مع الوضع وأصبح أكثر مهارة. ووفقًا له ، فإنّنا نشهد استعدادًا أكثر فأكثر للمفاوضات من الجانب الإيراني."

وفيما يخص موقف الدول الأوروبية في المفاوضات قال أوليانوف : "إنّ مواقفها مثيرة للدّهشة وكأنّها تجلس على طاولة المفاوضات لأوّل مرّة وتتّخذ بعض المواقف غير العقلانية. ومع ذلك، فإنّ عملية التّفاوض طبيعية وستؤدي على الأرجح إلى نتيجة إيجابية."

وتطرّق ممثّل روسيا في المحادثات لشأن تعويض الكثير من الأضرار المالية لشعب وحكومة جمهورية إيران الإسلامية إثر انسحاب ترامب من الإتفاق النووي وتطبيق سياسة الضغوط القصوى، موضحًا أنّ هذا التعويض معقول للغاية لأنّ إيران وحتّى بعد مرور عام على الإنسحاب الأمريكي من الإتّفاق النّووي كانت ملتزمة به. وبحسب أوليانوف فإنّ التعويض الحقيقي عن هذه الخسائر قد يكون في توسيع علاقات إيران الاقتصادية والمالية مع دول أخرى، مضيفًا أنّه من غير المرجّح أن يكون أي جانب مستعد لدفع غرامة أو تعويضات إلى إيران.

أمّا الممثّل الصيني في مفاوضات فيينا، وانغ تسون، فقد سبق له أن "شدّد خلال اجتماع اللّجنة المشتركة المعنية بخطّة العمل الشاملة المشتركة على أنّ الحوار والتفاوض سبيل صائب وحيد لحل القضية النووية الإيرانية".

وأكّد وانغ تسون، حسب البعثة الصينية، أنّ "الولايات المتحدة عليها رفع كلّ العقوبات المتناقضة مع خطّة العمل الشاملة المشتركة والتي تستهدف إيران أو أي أطراف ثالثة بما في ذلك الصين".

وكمبادرة حُسُن نيّة، أذِنت إيران لمنظمة الطاقة الذرية بنصب كاميرات في مجمع "تسا" بمدينة كرج، في خطوة منها لحلّ سوء التّفاهم الذي حصل خلال زيارة غروسي الأخيرة لطهران. حيث سمحت إيران طواعية باستبدال الكاميرات الجديدة بعد استكمال الجزء الرئيسي من التّحقيقات القضائية والأمنية على الكاميرات التالفة جراء العملية التخريبية التي أصابت المجمع، وكذلك بعد إدانة الوكالة الذرية للعمل التخريبي في مجمع "تسا" وقبول الفحص الفني للكاميرات من قبل خبراء إيرانيين قبل التثبيت.

وفي الإطار، قال وزير الخارجيّة الإيراني حسين أمير عبد اللهيان" في تصريح له خلال الإجتماع الختامي لملتقى رؤساء البعثات الإيرانية في دول الجوار "لقد توصّلنا إلى اتّفاق جيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ من شأنه أن يزيل القلق المزعوم فيما يخصّ برنامج إيران النووي السلمي ويضمن استمرار التعاون المتقابل أكثر من أي وقت مضى".

و فيما يتعلّق بالمفاوضات الجارية في فيينا بين طهران ودول 4+1؛ أكّد عبد اللهيان أنّنا وضعنا على سلّم الأعمال منذ بداية عهد الحكومة الجديدة، الدخول في مفاوضات مشرّفة؛ والفريق الإيراني لا يزال ماض بجدية وقوّة في هذا الاتّجاه.  

و أضاف أنّ تلك المفاوضات تمخّضت عن الجولات الستّ الأولى لهذه المفاوضات؛ وفي الوقت نفسه وافقت الأطراف الأخرى بأن تضع المقترحات الإيرانية الأخرى على طاولة الحوار، بهدف صياغة نص موحّد وبالتالي عودة جميع الأطراف الأخرى إلى تعهداتهم.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم