معركة أولي البأس

الخليج والعالم

تونس: لا صوت يعلو فوق صوت نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني
13/12/2021

تونس: لا صوت يعلو فوق صوت نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني

إحياء لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أقامت منظمة "الألكسو" (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) ندوة فكرية في تونس، بمشاركة سفارة دولة فلسطين في تونس وحضور ناشطين ومثقفين ومفكرين.

وقد أكدت الأسيرة الفلسطينية المحررة ميسّر عطياني في كلمة لها أن "ما يجري في الوطن العربي اليوم هو حرب عقول و"تجهيل" للمناهج التربوية بكل ما يتعلق بفلسطين، وهرولة نحو التطبيع الرسمي الذي خنق الفلسطينيين".

وتحدّثت عطياني عن تجربتها في الأسر قائلة "عندما كنت في السجن كان يَلزمني إذنٌ من السجان لأذهب للمحكمة، وإذنٌ لتزورني والدتي المريضة قبل وفاتها، وعندما كان الجندي الصهيوني يقتحم منزلي ليعتقلني أنا وأخي لم يكن يطلب الإذن منا بل كان يقيدنا بالقيود البلاستيكية ثم الحديدية ويعتقلنا، لكن على الرغم من كل ذلك فعندما أريد أن أقاوم فأنا لا احتاج الى إذن. نحن في الأرض المحتلة نعيش في سجن كبير ولا حل لنا سوى المقاومة".

أهمية الوحدة الفلسطينية

من جهته، شدّد سفير دولة فلسطين هايل الفاهوم في كلمة له على "كونية الحق الفلسطيني وضرورة التّصدي للكيان الصهيوني وفق استراتيجية واضحة نظرا لما يقوم به من سياسات للتجهيل والإفساد"، مضيفا "نقف اليوم أمام واقع جديد، خصوصا أن شعبنا لا يواجه طرفا محددا بل استراتيجية عالمية جرى الترتيب لها من أكثر من قرنين".

وتابع أن ما يواجهه الشعب الفلسطيني ليس صراعا ثنائيا بل صراع في وجه استراتيجية هدفها تفتيت أمتنا العربية والاستيلاء على ثرواتها"، وقال: "نحن في الصف الأول من المعركة وبإمكانياتنا المتواضعة استطعنا أن نصمد، لافتًا إلى أنه "في سياق صموده في أرضه، كشف هذا الشعب الحقائق الموضوعية لما يدور في المنظومة الكونية للسيطرة على عقولنا وتجهيلنا".

الفاهوم لفت إلى أن "هذه الحقائق الموضوعية بدأت تتكشف في أوساط هذه الدول نفسها"، مضيفا "لسنا المشكلة بل نحن الحل وهم المشكلة.. زوروا كل الحقائق الموضوعية، وللأسف فإنّ قلّة مراكز الأبحاث لقراءة الذات والآخر جعلتنا عاجزين عن مواجهة هذه الترتيبات".

وقال الفاهوم إن "علينا أن نتوقف عن إطلاق الشعارات لأننا نحتاج الى آليات للانتقال من استراتيجيات ردات الفعل المبنية على الظاهرة العاطفية الى استراتيجيات الفعل المبنية على الفعل والعقل وتراكمية الإنجاز، وهذا ما سيسقط استراتيجية الآخر من داخله"، مشددًا على "أهمية الحفاظ على الوحدة الفلسطينية لمواجهة كل التحديات"، وأشار إلى أن "الاختلاف في الاجتهاد ليس خطأ بل الأجدر مناقشة هذا الخلاف في الغرف المغلقة للسير خلف من لديه استراتيجية سليمة للاقتداء بها".

اعرّف عدوك

من جهته، ألقى أستاذ الدراسات اليهودية ومقارنة الأديان في الجامعة التونسية الدكتور فوزي البدوي، محاضرة بعنوان "معنى النكبة مجددا"، وقد أكّد خلالها "أهمية معرفة الحركات الدينية الصهيونية بكل ما تحمله من فكر خطير"، موضحا أنها "تؤمن بشكل أساسي بما يسمى بـ "أرض إسرائيل الكاملة" التي لا تقتصر على الجولان فقط، بل تشمل الضفة الغربية".

وقال إن "هذا التيار الصهيوني بدأ يتمدد ويتسع ويرفع شعار "اليهودية هي الحل "، وهذه اليهودية الصهيونية شديدة المراس التي تؤمن بأنه لا وجود لحل في القدس إلا داخل الأفق التوراتي، لأن هذه القدس وبيت المقدس بالأساس يجب أن تُهدم -بحسب هذه الأدبيات- والتي لها ثوابت فيما يتعلق ببيت المقدس".

وأضاف البدوي أن على السياسيين العرب أن يدركوا ذلك لأن هذه بديهية تكاد تكون رياضية، خصوصًا أن الأمر لا يتعلق بعملية اختيارية بالنسبة للصهيونية الدينية بل هذا واجب ديني لأنه جزء من الشرائع اليهودية والمؤسسات الدينية اليهودية"، وقال إنهم "سيحاولون مرة تلو الأخرى إحراق المسجد الأقصى لتحقيق مآربهم".

كما لفت إلى ضرورة أن نفهم أفكار هذا التيار الصهيوني لندرك ماهية وجوهر هذا الصراع، فهو ليس صراعا سياسيا وعسكريا واقتصاديا فحسب بل بجزء كبير منه ديني، والصهيونية الدينية المتحكمة في القرار الصهيوني هي التي تتحكم في توجيه الصراع منذ عام 1967 أي تاريخ تنامي هذا التيار وحتى اليوم".  

تونس على العهد

من جانبه، أكد وزير الشؤون الدينية التونسي الدكتور إبراهيم الشائبي "عمق الروابط التي تجمع الشعبين التونسي والفلسطيني، والتي تعود إلى منزلة فلسطين ومكانة الأقصى في قلوب التونسيين الذين وقفوا يعاضدون الحق بدمائهم الزكية ونفوسهم الأبية".

وأشار الشائبي إلى أنّ "المواقف التونسية الثابتة والمشرفة مع فلسطين تجلت في احتضان تونس للقيادة الفلسطينية وإيواء أبطالها، عندما ضاقت بهم الأرض"، مضيفًا أنّ هذا "الأمر أدى إلى امتزاج الدماء التونسية والفلسطينية في الغارة الصهيونية على مدينة حمام الشط".

وختم الشائبي مؤكدًا أنّ "تونس قيادة وشعبا ستبقى على عهدها مع فلسطين الحبيبة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم