معركة أولي البأس

الخليج والعالم

محادثات فيينا..بين تفاؤل بصياغة الإتّفاق وتشاؤم بعدم الوصول إلى نتيجة
30/11/2021

محادثات فيينا..بين تفاؤل بصياغة الإتّفاق وتشاؤم بعدم الوصول إلى نتيجة

حسين كوراني

استأنفت مجموعة العمل الخاصّة برفع الحظر عن ايران عملها في فيينا بعد اتّفاق تمّ التّوصل إليه من قبل المشاركين في الجولة الأولى من المحادثات الرامية لإحياء الاتّفاق النّووي بين الوفد الإيراني ودول مجموعة 4 + 1.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية سعید خطيب زاده، إنّ فريق التّفاوض النّووي الإيراني يركّز في مباحثات فيينا التي استؤنفت أمس الاثنين، على رفع الحظر، مؤكداً أنّ طهران لا تتعهد بأي التزامات غير واردة في الاتفاق النووي.

وأشار إلى أنّ محادثات خطوة بخطوة والالتزامات الجديدة لا مكان لها في مفاوضاتنا، مؤكّداً أنّ الحكومة الإیرانیة جلست علی طاولة مفاوضات فيينا بإرادة جادة.

كما قال مندوب روسيا لدى المنظّمات الدّولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إنّ عملية استئناف المفاوضات النووية مع إيران ناجحة إلى حدّ بعيد.

وأضاف في تغريدة على تويتر، أنّ المشاركين في الاتّفاق النّووي قرّروا مواصلة عملية الصياغة في مجموعتي عمل بشأن رفع العقوبات والقضايا النووية من دون تأخير.

أمّا المبعوث الصيني إلى المحادثات النووية، قال إنّ على الولايات المتّحدة رفع جميع العقوبات التي لا تتماشى مع اتّفاق إيران النووي، بما في ذلك تلك العقوبات التي تطبق على الصين.

ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي أوروبي كبير بأنّه "انتهينا حتى الآن من صياغة 70-80% من نص اتّفاق في محادثات إيران".

وفي إتّصال هاتفي لموقع "العهد" الإخباري بالمتخصّص في الفيزياء النووية والقانون الدولي الدكتور هادي عيسى دلول، اعتبر أنّ واشنطن تلعب لعبة ذكية، من خلال أن يكون الضغط على المفاوضين الأوروربيين في الملف النووي وليس إدراتها من قبل الكيان الصهيوني والغير منتفعين من نجاح الإتفاق.

وكشف دلول لـ"العهد" أنّ اليوم ظهرت حركة خفية بجولات سريعة لمسؤول صهيوني كبير إلى أوروبا، مضيفًا أنّ هذه الزيارة على ما يبدو حملت تهديد مبطّن لكلّ من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لتثبيت مطالب "إسرائيل" في الإتّفاق النووي، والواضح أنّ الصراع اليوم هو أوروبي إسرائيلي، والسؤال هنا هل سيقبل الأوروبي بتمرير المطالب الصهيونية أم أنّه سيتقاعس ويتملّص منها؟ 

ولفت دلول إلى أنّ كلّ ما جرى اليوم يؤشّر أنّ الإجراءات تمشي حتى اللّحظة بالطريق الصحيح ولكنّها ليست مضمونة، بمعنى أنّها تؤشر إلى عملية تفاهم ولكنّها قد لا تخرج بضمان التّفاهم، إذ أن ما يخاف منه بعد التّوصل لإتفاق من أن تلجأ "إسرائيل" لإصدار تقرير للوكالة الدولية يتّهم إيران مثلاً بخرق السلامة العمومية، لتجميد ما تمّ الإتفاق عليه في الجلسات السابقة.

ورأى دلول أنّ أفضل حلّ لضمان إستمرارية الإتّفاق وعدم التّنصل منه كما حصل مع الإدارة الأميركية السابقة، هو أن يركز الوفد الإيراني على ضمانات الإجراءات، وهذا ما ركز عليه، كوضع بند إجرائي يسمح لإيران بوضع يدها على معدّات الشّركات الأميركية والفرنسية التي تعمل في مجال النّفط في الخليج لدى أبو ظبي وقطر والبحرين (كشركات شلمبرجار وتوتال وشال وسيمن) والتي تعمل في إيران، وتصبح قيد الحجز في حال حصل سوء نيّة كالتنصل وعدم الإلتزام بالإتفاق، مضيفًا أنّه في حال رفض هذا المطلب تكشف النوايا الحقيقة لجدية المفاوضات، وعليه يجب على الوفد الإيراني عدم تضييع الوقت للجولة السابعة القادمة، لأنّ أعضاء الوفد الأوروبي منهم من هو مُتصَهين ومنهم من يعمل لمصالح بلاده الخاصة. 

ويضيف دلول لـ"العهد" أنّ ملف الصواريخ الباليسية لم يناقش حتى اللّحظة، ولكن الإسرائيلي يسعى لضمّه إلى الإتفاق، ومن المحتل أن يناقش هذا الملف في الجلسة الأخيرة لإرضاء الإسرائيلي كرفع عتب ليس أكثر، لافتًا إلى أنّ الأميركي على خلاف مع الإسرائيلي بالملف النووي، إذ أنّ واشنطن هدفها تهدأة الأمور مع طهران، خوفًا من دخول الصهاينة إلى شركة أرامكو أوّلاً، والإستثمار الإقتصادي في الشرق الأوسط والخليج بعيدًا عن المشاكل ثانيًا. وأمّا هدف "إسرائيل" فهو الصواريخ البالستية لإيران وعدم تقدّمها في المجال العلمي، خاصّة في الفضاء وإمتلاكها لتكنولوجيا النانو ، بالإضافة إلى أنّها تسعى لدخول بعض الأعضاء إلى الوكالة الدّولية لتفتيش إيران خوفًا من إمتلاكها أسلحة نووية.  

وأخيرًا خلص الخبير في الفيزياء النّووية والقانون الدولي هادي دلول بأنّه من المستبعد أن تصل المفاوضات إلى نتيجة، لذا يجب أن تكون هناك ضمانات، وإلّا من الأفضل عدم مضيعة الوقت.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم