الخليج والعالم
الإمام الخامنئي: تشجيع النُّخَب العلمية على الهجرة خيانة
أكّد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، أنّ هناك جانب مهمّ في الحرب الناعمة يريد المستعمرون عبرها أن يجعلوا الشعوب تغفل عن مواهبها تمهيدًا لنهبها.
وأضاف خلال استقباله مجموعة من النّخب والمواهب العلميّة المتفوّقة في حسينية الإمام الخميني (قدس) بطهران، اليوم الأربعاء: عندما يتمّ إغفال المواهب فإنّ الأرضيّة ستكون ممهّدة لنهب الشعوب.
وقال سماحته: لقد ثبت أنّ الموهبة العقلية لدى الشعب الإيراني أعلى من المتوسط العالمي وهذا أمر مؤكّد، بمعنى أنّ شعبنا يمتلك إمكانيّات وطاقات كامنة ليربي النّخب وأصحاب المواهب.
وأكّد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، أنّ هناك جانب مهم في الحرب النّاعمة يريد المستعمرون عبرها جعل الشعوب تغفل عن مواهبها ودفعها إلى حدّ انكار وجود هذه المواهب، معتبراً أنّه عندما يتمّ إغفال المواهب فإنّ الأرضية ستكون ممهّدة لنهب الشعوب.
وأوضح الإمام السيد علي الخامنئي، أنّ الموهبة العقلية هي نعمة من الله وعلى صاحبه أن يشكر ربه عليها وأن يستخدم موهبته بشكلٍ مناسب، مضيفاً: هناك من يمتلكون مواهب وقدرات عقلية فائقة لكنّهم لا يصبحون نخبًا لأنّ ما يجعل الانسان نخبة، هو شكر هذه النّعمة بالإضافة إلى امتلاك الموهبة.
وتابع سماحته قائلا: في بعض الجامعات هناك عناصر تشجع النّخب الشابّة على مغادرة البلاد، أقول بصراحة هذه خيانة، هذا عداء للوطن وليست صداقة مع ذلك الشاب.
وأكّد الإمام السيد علي الخامنئي، كذلك على الحاجة إلى الاهتمام بالتّخطيط لمستقبل الجمهورية الإسلامية الايرانية.
وأشار إلى ملاحظاته قبل بضع سنوات حول مستقبل إيران والحاجة إلى الرّيادة في مجال العلوم، قائلاً "ينبغي أن نتحرّك بطريقة تجعل إيران في المستقبل المنظور، مصدرًا لعلوم العالم، ومن أجل الوصول إلى أحدث الاكتشافات العلميّة ، يجب على الجميع تعلّم اللّغة الفارسية ، تمامًا كما في مرحلة ما من التاريخ ، كان الإيرانيون في قمّة المعرفة العالمية، وتمّ تدريس كتب العلماء الإيرانيين والاستشهاد بها من قبل علماء في الجامعات الغربية والشرقية".
واعتبر الإمام السيد علي الخامنئي، أنّ هناك ثلاث خطوات ضرورية لتحقيق هذا المستقبل المشرق، وهي أوّلاً: بذل جهود كبيرة لسدّ الفجوة الحالية مع الخطوط الأمامية لعلوم العالم ، وثانيًا: عبور حدود المعرفة العالمية وتقديم اكتشافات علمية جديدة إلى المجتمع البشري، وثالثًا: بناء حضارة إسلامية جديدة تقوم على العلم النّافع.
ولفت إلى أنّه إذا نظر شباب الوطن إلى هذا الأفق المشرق فإنّ حركتهم العلميّة ستكون في الإتّجاه الصحيح وستحلّ المشاكل.
وأكّد سماحته على أهمية الإبداع العلمي وقال: اليوم ، تُنجز أعمال علميّة مهمّة في البلاد ، والتي غالبًا ما تكون من بين الفروع العلمية التي أنشأها الآخرون ، بالإضافة إلى ذلك ، مع الإبداع والابتكار ، يجب اكتشاف قوانين الطبيعة المجهولة ، ويتعيّن الإبداع في إنتاج العلم.
ووصف حلّ مشكلات البلاد بأنّها أهداف مهمّة للمجتمع العلمي في البلاد ، مشيراً إلى مشاكل المياه والبيئة والزّحام المروري والأضرار الاجتماعية وإخلاء القرى والنّظام النّقدي والمالي والضريبي والبنوك والإنتاجية، وقال: يمكن إيجاد حلّ علمي لجميع مشاكل البلاد.
واعتبر سماحته "الذّكاء الصّناعي" بأنّه موضوع مهم ويصنع المستقبل وقال: هذا الموضوع له دور في إدارة مستقبل العالم ويجب أن نتصرّف بطريقة تجعل إيران من بين الدول العشر الأولى في مجال الذّكاء الصناعي بالعالم.
وفي جانب آخر من كلمته أعرب الإمام السيد علي الخامنئي، عن ارتياحه للنمو الكمي للشركات المعرفية، مشدّدًا على ضرورة زيادة جودة هذه الشركات، وقال: الإلتزام الصّارم بمعايير كونها قائمة على المعرفة.
وفي إشارة إلى الافتقار إلى الصّناعات الضّخمة في البلاد، قال سماحته يجب أن تكون الصّناعات الكبيرة مثل السيارات قائمة على المعرفة من خلال استخدام الشركات المعرفية.
وأكّد الإمام السيد علي الخامنئي، على ضرورة تنمية وتقوية الشّركات المعرفية لاستخدام منتجاتها محليًا ، وقال: عندما يتمّ إنتاج منتج قائم على المعرفة محليًا ، لا ينبغي القيام بواردات مماثلة، لا سيّما الشّركات الحكومية والكبيرة يجب أن تستخدم المنتجات المحلية.
واعتبر سماحته أنّ تمهيد الطريق لتصدير المنتجات المعرفية مهمّة أخرى للأجهزة الحكومية، وقال: الناس في بعض البلدان الذين لديهم ذكريات طيّبة عن إيران، إلّا أنّه لا يمكنهم حتّى تسمية منتجين إيرانيين، لذلك بالإضافة إلى الحكومة والشّركات للتّسويق ، يجب على الخدمة الخارجية لمؤسّسة الإذاعة والتّلفزيون التّخطيط واتّخاذ الإجراءات للتّرويج للبضائع الإيرانية.