الخليج والعالم
السودان على صفيح ساخن: مظاهرات ضد قائد الجيش
بعد يومين من إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ترؤسه مجلسا جديدا للسيادة يضم عسكريين ومدنيين من مختلف أقاليم السودان، تجددت اليوم المظاهرات في الخرطوم للتنديد بقراراته، فيما ردت السلطات بإغلاق جميع الجسور في وجه المحتجين.
وفي التفاصيل، خرجت مظاهرات في العاصمة السودانية تلبية لدعوة من تجمع المهنيين الذي أكد مضيّه قدمًا في التصعيد ضد قائد الجيش.
التظاهرات خرجت تحت عنوان مليونية 13 تشرين ثاني/نوفمبر وطالب المحتجون برحيل البرهان عودة الحكومة المعزولة، ممّا دفع السلطات لإغلاق جميع الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان بالحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة، وفرض إجراءات أمنية، ونشر قوات مدججة بالسلاح، فيما أبقت 3 جسور مفتوحة.
وقد أغلقت القوات السودانية شارع أفريقيا الموازي لمطار الخرطوم عند محطة "لفة الحريف"، ومنعت القوات العبور من هناك باتجاه وسط الخرطوم. كما نشرت السلطات القوات حول المؤسسات الحكومية والأسواق وسط الخرطوم.
بدوره، قال المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في بيان إن هذه قرارات البرهان تؤكد استمراره في الإجراءات الأحادية.
وأوضح أن مجلس السيادة المعلن لا يمثل مجلس سيادة، وإنما هو "مجلس انقلابي مختلط"، مؤكدًا مقاومة ما وصفه "بالنظام الانقلابي" حتى إسقاطه.
وأكد المجلس المركزي للحرية والتغيير أن محاولات التضييق والعنف والاعتقالات التعسفية لن توقف مسيرة الثورة التي بدأت من جديد لتحرير الوطن من كل الانقلابيين، وفقا للبيان.
وفي ردود الفعل الدولية، أعربت دول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) والاتحاد الأوروبي وسويسرا عن القلق مما سمتها المزاعم بشأن تشكيل مجلس سيادي جديد في السودان، كما دعت في بيان مشترك إلى عودة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وحكومته للسلطة.
ردود الفعل المحلية والدولية
بالموازاة، توالت ردود الفعل المحلية والدولية بعدما أدى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اليمين رئيسا لمجلس سيادة جديد مساء أمس الخميس، ورأت بعثة الأمم المتحدة أن هذه الخطوة تصعب عودة النظام الدستوري.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على "تويتر" إن الأحداث الجارية في السودان "مصدر قلق بالغ"، ودعا إلى الإفراج الفوري عن "كل من يمثل روح وتطلعات الثورة السودانية التي لا ينبغي خذلانها".
كذلك عبّرت مندوبة بريطانيا في الأمم المتحدة باربرا ودوورد عن القلق البالغ إزاء "التقارير التي تتحدث عن مزيد من الإجراءات الأحادية الجانب من قبل الجيش، التي تتعارض مع روح ونص الإعلان الدستوري".
وأضافت أن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كان "صريحا للغاية في تقييمه أن النافذة الآن تغلق أمام الحوار والحل السلمي".
من جهتها، قالت بعثة الأمم المتحدة إن الممثل الخاص للأمين العام في السودان فولكر بيريتس أعرب عن قلقه بشأن تعيين مجلس سيادة جديد.
وبحسب المرسوم الذي أصدره البرهان، يضم مجلس السيادة 5 أعضاء من المكون العسكري و3 أعضاء من الجبهة الثورية و5 أعضاء يمثلون الأقاليم. واحتفظ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بموقعه نائبا لرئيس المجلس، كما احتفظ بقية الأعضاء العسكريين في المجلس السابق بعضويتهم فيه.
وضمّت التشكيلة الجديدة 9 أعضاء كانوا في المجلس السابق، و4 أعضاء جدد حلوا محل أعضاء المجلس السابق المنتمين إلى قوى الحرية والتغيير.