معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مؤتمر باريس حول ليبيا.. بين معضلة الانتخابات والمرتزقة 
13/11/2021

مؤتمر باريس حول ليبيا.. بين معضلة الانتخابات والمرتزقة 

تونس – روعة قاسم

أُسدل الستار يوم الجمعة في فرنسا عن مؤتمر باريس حول ليبيا الذي تمّ برعاية فرنسية وبمشاركة قادة ووزراء من نحو ثلاثين بلدًا معنيًّا بالأزمة. 

المجتمعون دعوا الى إجراء انتخابات تتسّم بالمصداقية في كانون الأول/ديسمبر المقبل، ملوّحين بفرض عقوبات على كل من يعرقلها، وفق ما جاء في البيان الختامي.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام المؤتمر الدولي في باريس إنه "يجب استكمال الانتقال الليبي وإجراء الانتخابات في أفضل الظروف الممكنة"، مشددًا على أن "الأسابيع الستة المقبلة حاسمة".

ودعم مؤتمر باريس أيضًا "خطة العمل الشاملة لسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوى الأجنبية من الأراضي الليبية، التي أعدّتها اللجنة العسكرية المشتركة التابعة للحوار الليبي".

الانتخابات واستقرار ليبيا

وفي الحقيقة، هناك آمال كبيرة تعلق على اجراء الانتخابات بوصفها الملاذ الآمن الذي سيقي الليبيين من براثن الحرب الأهلية المدمرة، ولكن بحسب العديد من المتابعين والمختصين في الشأن الليبي، فإن الإنتخابات ليست وسيلة للاستقرار بل هي نتيجة له، ففي بلد يعجّ بالميليشيات والمرتزقة وتحتكم فيه قوى الصراع للسلاح لا يمكن أن تؤدي فيه الانتخابات الا الى مزيد من الفوضى والاقتتال.  

وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل لـ"العهد" أنه لا خير يرجى من هكذا اجتماعات لأن المشاركين أنفسهم كانوا سببًا في ويلات ليبيا وحروبها بسبب اقتتالهم على النفوذ والمصالح والنفط الليبي. 

وقال: "كان الأحرى بهؤلاء جمع أمراء الحرب للتوصل الى اتفاق برعاية أممية يتم بمقتضاه تسليم سلاح الميليشيات وترحيل المرتزقة، وأي حل غير هذا لن يكون مجد في بيئة مثل ليبيا تتفشى فيها الجماعات المسلحة التي تحتمي بالخارج وتتعدد ولاءاتها الداخلية والخارجية".

وأضاف عقيل "كل ما نحتاجه هو أن نعمل على أن يكون مستقبل ليبيا زاهرًا ونجتهد لكي يكون مستقبلها قادرًا على صناعة التفاؤل لدى الأجيال التي تريد أن تتمتع بالسلام أن تحقق وأن ننظف بيئتنا من هؤلاء المرتزقة". 

خطر التطبيع الصهيوني

وعن حقيقة المزاعم التي تناقلتها صحف الاحتلال الصهيوني بخصوص إمكانية التحاق ليبيا بركب اتفاقات التطبيع الصهيونية، أجاب: "ليست لدينا أية معلومات بالخصوص ولكن نعرف أن هناك الكثير من المتعطشين للسلطة الذين على استعداد لدفع أي ثمن من أجل الوصول الى كرسي الرئيس، وليس فقط زيارة "إسرائيل" وتقديم الوعود لها بان تكون هناك علاقات تطبيعية، بل حتى هم على استعداد لبيع بلدهم من أجل السلطة". 

وقال الباحث الليبي: "من يتحمّل المسؤولية هم هؤلاء الذين ذهبوا ليجروا مع دولة الاحتلال اتصالات سرية ويعطوها وعودًا أن يكون هناك تطبيع معها مقرون بشرط وصول ذاك الذي ذهب اليها الى السلطة والحكم، وبالتالي المسألة تكاد تكون اشكالًا محليًا، وهؤلاء الذين ذهبوا الى هناك هم الذين يريدون أن يصلوا للسلطة في ليبيا بأي ثمن كان. ولا أعتقد أن من تخول له نفسه الذهاب لدولة الاحتلال فإنه سيخدم بلده اذا وصل للسلطة. لذلك أتمنى أن يلتفت الليبيين لهذه المسألة وأن يحرموا هؤلاء المطبعّين من فرصة الوصول للحكم". 

وأكد عقيل أن المسألة الليبية باتت صراعًا دوليًا بحتًا ولا يمكن اليوم الحديث عن دور لدول جوار ليبيا، بل إن حضور هذه الدول يكاد يكون شكليًا ليس الا، بحسب قوله. 

يشار الى أن البيان الختامي وقعته دول داعمة لطرفي النزاع، مثل مصر والإمارات وتركيا، إضافة الى ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. كما وقعتّه الولايات المتحدة ممثلة بنائب الرئيس كامالا هاريس، ودول جوار ليبيا وفي مقدمتها مصر والجزائر وتونس.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم