الخليج والعالم
إيران تختتم مناورات "ذو الفقار 1400" الضخمة: ردع على أعلى المستويات
اختتمت الجمهورية الاسلامية مناورات "ذو الفقار 1400" المشتركة للجيش باستعراض بحري للسفن والغواصات من بينها المدمرة "دنا".
وحضر المراسم اللواء قائد الجيش الايراني عبد الرحيم موسوي وعدد من كبار قادة الجيش، ونائب قائد مقر "خاتم الأنبياء (ص)" المركزي اللواء حسني سعدي، بالإضافة إلى مراقبين من المقر ورئيس دائرة التوجيه العقائدي والسياسي في الجيش وقادة القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي.
وقامت جميع أنواع البوارج الحربية بما في ذلك مدمرة "دنا" الإيرانية الصنع بالكامل، وجميع أنواع المدمرات وراجمات الصواريخ والغواصات من طراز "طارق" و"غدير" بالاستعراض أمام قيادة المدمرة "سهند".
كما قامت مقاتلات "F-4" و"ميراج" وطائرات الاستطلاع "P3F" التابعة للقوات الجوية للجيش وأنواع المروحيات التابعة للقوة البحرية بمرافقة الوحدات العائمة والغوصات في هذا الاستعراض البحري.
وكان القائد العام للجيش قد استعرض قبل ذلك الوحدات المشاركة في المناورات، ومن بينها بعض المعدات والأدوات الخاصة بالقوة البرية من بينها الدبابات وناقلات الجند والمدافع وعربات الصواريخ.
وكانت المعدات الموجودة في مراسم الاستعراض النهائي لمناورات "ذو الفقار 1400" المشتركة للجيش تشكل فقط جزءًا من القدرات المستخدمة، اعتمادًا على قدرة وحدات المنطقة التي شاركت في هذه المناورات.
القائد العام للجيش: الأجانب لن يجلبوا الأمن للمنطقة
اللواء موسوي أكد في ختام المناورات أنَّ "مناورات ذو الفقار 1400 المشتركة للجيش كانت من أنجح المناورات وحضرت فيها القوات الأربعة للجيش مع مشاركة مقر الجيش الإيراني ومقر خاتم الانبياء (ص) والمقرات الأخرى"، مشيرًا إلى أنَّ الشعب الايراني والقوات المسلحة بالاعتماد على القدرات والامكانيات وجهودهم يستطيعون المدافعة عن الشعب ووحدة الأراضي وشرف الأمة الايرانية.
وأضاف القائد العام للجيش: "لن نحرم أنفسنا أبدًا من التكنولوجيا والتقدم في البلدان الأخرى، وسنفعل ذلك بدون الاعتماد على إحدى الدول حتى إذا انقطعت التكنولوجيا والتقدم يومًا ما، فلن نكون يائسين مثل بعض الدول التي تخزن الأسلحة الأجنبية. الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الاعتماد على قدراتها، يمكنها الدفاع عن كل مُثلها وتنفيذ مهامها دون تبعية".
وأوضح القائد العام للجيش أن على من يدعون الأجانب لإقامة الأمن في المنطقة أن يعلموا أن هذه الدول المتغطرسة والمسيطرة تسعى لتأمين مصالح أنفسها فقط ولا تجلب الأمن لهم، مبينًا أنَّ "النظام الصهيوني هو مصدر انعدام الأمن وحاليًا يجدّف في مستنقع الانهيار، وقد حدّد أمنه في يأس الآخرين، يريد أن يزيل الأمن في منطقة حتى يكون آمنًا. لذلك، فإن أولئك الذين يعتقدون أنّ التحالف مع الدول الأجنبية يجلب لهم الأمن مخطئون بشدة".
وتابع: "لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر السنوات أنّها يمكن أن تكون محور الأمن الإقليمي من خلال التحالفات والتعاون مع دول المنطقة، ويمكن لدول المنطقة أن تعمل يدًا بيد للحفاظ على أمن منطقتها وعدم الاعتماد على الأجانب، لأن التاريخ أثبت للجميع أنّ الأجانب لن يجلبوا الأمن الدائم لأي شخص. إن هدية الأجانب لنا هي انعدام الأمن واليأس والفقر لجميع الشعوب".
كذلك، لفت القائد العام للجيش إلى أنَّ "تعزيز القدرة العسكرية الإيرانية لا يشكل تهديدًا لجيران إيران وقد أظهر تاريخنا أننا لسنا أهل اعتداءٍ على أحد، جهودنا والمناورات التي نقوم بها كلُّها للدفاع عن شعبنا وبلدنا".
وأضاف اللواء موسوي قائلًا "يجب أن يعلموا أنّهم إذا هدّدوا مصالحنا فلن يقتصر ردُّنا على الحدود، إذا كانوا يهددون مصالحنا فإنّنا نهدّد مصالحهم أينما كانت، لكننا نجلب الأمن لدول المنطقة ولإخواننا، ونحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا وأمتنا".
مكتسبات المناورات
من جهته، أعلن المتحدث باسم مناورات "ذو الفقار 1400" الأميرال محمود موسوي أنَّ هذه المناورات أجريت مع تنفيذ مختلف السيناريوهات العسكرية في منطقة العمليات بمساحة تزيد على مليون متر مربع.
وقال: "تهدف هذه المناورات إلى تعزيز القدرات القتالية والدفاع عن استقلال وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومواصلة وتعزيز الوجود الفعال في المياه الدولية البعيدة، لتحسين جاهزية الجيش لمواجهة أطماع الأعداء، ومحاكاة بيئة قتالية حقيقية، وتنفيذ أجزاء من الخطط العملياتية، وزيادة التنسيق بين القوات الأربعة للجيش والمقر المشترك للدفاع الجوي في إجراء عمليات مشتركة، ونقل المعرفة والخبرة إلى جيل الشباب في بيئة العمليات الحقيقية، والاستفادة القصوى من القدرات الموجودة في مجال الطائرات المسيرة وتقييم سرعة العمليات والمهارة والدقة والقوة التدميرية لمنظومات الصواريخ الساحلية والبحرية والمحمولة جوًا".
وعن المكتسبات التي حققتها هذه المناورات، أشار الأميرال موسوي إلى "الارتقاء بمستوى الردع ضد التهديدات المستقبلية، والثقة بالنفس في رصد التهديدات ومكافحتها، وتعزيز الثقة في مشاهد العمليات الكبيرة على الأرض والجو والبحر من خلال الاعتماد على التقنيات والإنجازات والقدرات المحلية التي هي من بين هذه المكتسبات التي تحققت في المناورات المشتركة".
وأردف المتحدث الرسمي باسم المناورات: "كما أنَّ إظهار اقتدار الجيش كذراعٍ قويٍ للجمهورية الإسلامية الايرانية في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد وضمان أمن الاستثمار في هذه المنطقة، والتواجد في المياه المفتوحة الدولية والنائية، وعرض قدرات وإمكانيات إيران كعنصر مؤثِّر في توفير الأمن في المنطقة وبعث رسالة حاسمة من إيران في حماية المصالح الوطنية هو إنجاز آخر لمناورات ذو الفقار 1400 المشتركة للجيش الإيراني".
الجيش الايرانيالمناورات العسكرية