الخليج والعالم
طهران: لا تواصل مباشرًا مع واشنطن.. ونجاح الحوار مع السعودية مرهون بجدية الرياض
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أن بلاده لن تتساهل في الدفاع عن أمنها القومي وأن الكيان الصهيوني يدرك جيدا القدرات العسكرية الإيرانية، لافتًا إلى أن إعادة فتح السفارات بين الرياض وطهران ليس قريبًا، كما أن طهران لن تتواصل بشكل مباشر مع واشنطن ما لم تعد للاتفاق النووي وترفع العقوبات.
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، الاثنين، لفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أن "المحادثات بين إيران والسعودية مستمرة بشكل جدي، ونجاحها مرهون بجدية الجانب الآخر"، وأشار إلى أن "محادثاتنا مع السعودية ثنائية وإقليمية.. ونحن لا نتحدث مع أحد عن أصدقائنا"، مضيفًا "أعتقد أن الرياض تعلم أيضًا أن سياسة الضغط على الدول الأخرى فقدت تأثيرها لبعض الوقت ومن الطبيعي أن تقف إيران إلى جانب شعبي اليمن ولبنان".
وردًا على سؤال حول كلام مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، قال خطيب زاده "لم يكن هناك حوار بين إيران والولايات المتحدة منذ فترة طويلة، منذ انسحاب الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي كعضو في اللجنة المشتركة في ذلك الوقت، لم تكن هناك اتصالات أو اجتماعات مباشرة أو غير مباشرة".
وأضاف "في انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 2221، انسحبت الولايات المتحدة بشكل غير قانوني من الاتفاق النووي وبذلت قصارى جهدها للإطاحة به، وفرضت عقوبات قاسية وغير قانونية على الشعب الإيراني"، مردفًا أن "واشنطن أعاقت العلاقات الطبيعية للجمهورية الإسلامية في مجالات التجارة والاقتصاد مع البلدان الأخرى، وفي هذا الصدد، ذهبت إلى حد ليس فقط الضغط على الشركات التي تتعاون مع إيران، ولكن أيضًا لمعاقبة حلفائها".
وتابع قائلًا "من الطبيعي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى تتغير هذه الحقائق على الأرض، لا تتخيل أن حوارًا بين طهران وواشنطن سيعقد بأي شكل أو صيغة"، مذكّرًا "كما قيل في محادثات فيينا، فإن المحادثات تهدف إلى ضمان عودة محددة وملتزمة وعملية للولايات المتحدة لالتزاماتها، لذلك كانت إيران تتحاور مع مجموعة 4+1 للتأكد من عودة الولايات المتحدة ويتم العمل بالاتفاق النووي بنية صحيحة وبشروط وتفاصيل كبيرة".
وفي إشارة إلى أن الوضع لم يتغير بعد، قال "الإجراءات والبرامج التي اتبعتها حكومة بايدن حتى الآن تتعارض مع النية التي أعلنها السيد سوليفان.. لقد سمعنا ما يكفي لنقول إننا ننتظر إجراءً قد تأخر لشهور".
ورداً على سؤال حول الحصول على ضمان من الولايات المتحدة، قال خطيب زاده "يجب أن نسمح بمناقشة القضايا الفنية في إطارها الخاص، خاصة وأن هذه القضايا تخلق سوء تفاهم في المجال العام".
وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أن بلاده ومجموعة 4+1 بما في ذلك روسيا والصين، هي الأكثر مطالبة بأن تكون الولايات المتحدة قادرة على إثبات نواياها في الممارسة العملية، من خلال توفير الضمانات الصحيحة وإظهار عدم وجود أي شخص آخر في واشنطن لن يسخر من العالم.
وقال "ما فعله ترامب ليس فقط السخرية من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، ولكن أيضًا السخرية من القانون الدولي والآليات الدولية".
وأضاف "بالطبع كانت هناك مناقشات حول نوع الضمانات القانونية والسياسية التي يجب أن ندرجها في الاتفاق النووي، وحتى يومنا هذا، رأت الولايات المتحدة نفسها خارج نطاق أي ضمان، متخيلة أنها شرطة العالم ويمكنها الاستفادة من موقعها في أي وقت".
الناطق باسم الخارجية الإيرانية أكد على موقف بلاده من الجزر الثلاثة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، و"أنها جزء لا يتجزأ من ترابنا ولن نتخلى عن شبر منها".
خطيب زاده وصف العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها علاقة فنية ومهنية، وقال "تربط بين منظمتي الطاقة الذرية الإيرانية والمنظمة الدولية للطاقة الذرية علاقات منتظمة ودقيقة".