الخليج والعالم
اعتراف أمريكي بتفوّق إيران العسكري: طائراتها المسيّرة تغيّر المعادلة الأمنية
براعة إيران العسكرية باتت تشكّل هاجسًا ومصدر قلق وترقّب للمسؤولين الأمريكيين والأوروبييين على حدّ سواء. صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت مقالًا تناولت فيه تطوّر طهران في استخدام الطائرات من دون طيار، وكيف يعيد ذلك تشكيل الأمن في الشرق الأوسط".
يُقرّ مسؤولون عسكريون أمريكيون وأوروبيون في المقال بتفوّق طهران العسكري وقدرتها على بناء ونشر طائرات من دون طيار تغيّر المعادلة الأمنية في منطقة على حافة الهاوية بالفعل.
ويتهم المسؤولون إيران بالوقوف وراء موجة من الهجمات: هجوم على ناقلة نفط بواسطة طائرات مسيّرة محمّلة بالمتفجرات، إطلاق طائرات مسيّرة من قطاع غزة على أحياء "إسرائيلية"، ضربات على المصافي وخطوط الأنابيب السعودية وعلى القواعد التي تؤوي القوات الأمريكية في العراق، على حدّ زعمهم.
وأضاف هؤلاء "إيران وحلفاؤها يصعدِّون هجماتهم.. في 13 أيلول/سبتمبر استهدفت القوات المتحالفة مع إيران في اليمن مدينة جازان جنوب السعودية بطائرات مسيّرة وصواريخ. وقالت السلطات المحلية إنّ طائرة مسيّرة مزوّدة بالمتفجرات استهدفت قبل أيام قليلة مطارًا عراقيًا تتمركز فيه بعض القوات الأمريكية".
في السياق نفسه، قال مسؤولو الأنظمة العسكرية الأوروبيون والشرق أوسطيون الذين درسوا حطام الطائرات من دون طيار إنَّ مهندسي طهران يعتمدون على المكونات المستوردة لإنشاء مركبات جوِّية يمكنها ضرب الأهداف بدقَّة على مسافات طويلة وتغيير الاتجاه بسرعة لتجنب الدفاعات الجوية والرادار.
وأشارت الصحيفة إلى أنَّه "يمكن تتبّع برنامج الطائرات من دون طيار الإيراني عبر شركة إيران لصناعة الطائرات، وهي شركة خاضعة للسيطرة العسكرية وتدير مصنعًا للطائرات في أصفهان، وفقًا لسجلات الشركات الإيرانية ومسؤولي الأمن الأوروبيين. وتم إنشاء المصنع في الأساس في السبعينيات من قبل مقاول الدفاع الأمريكي "Textron" لصنع طائرات هليكوبتر عسكرية في الوقت الذي كان فيه الحاكم الإيراني الشاه محمد رضا بهلوي حليفًا رئيسيًا لواشنطن في المنطقة".
ووفق الصحيفة، تُظهر سجلات الشركات الإيرانية أن شركة إيران لصناعة الطائرات تسيطر على كيان غير معروف يُدعى شركة تصميم وتصنيع الطائرات الخفيفة، التي تطور طائرات من دون طيار عالية التقنية. حصل المشروع المملوك للدولة مؤخرًا على ضخ نقدي كبير، مما رفع رأس ماله إلى ما يعادل 271.5 مليون دولار من 1.5 مليون دولار.
ويترأس الشركة الجنرال حجة الله قريشي، وفقًا لمحضر اجتماعات مجلس إدارتها التي اطلعت عليها الـ"وول ستريت"، كما كان مسؤولًا عن الأبحاث العسكرية الإيرانية. وداخل مجلس إدارة الشركة يوجد حميد رضا شريفي طهراني، وهو مهندس يحضر بانتظام ندوات حول الطائرات المدنية من دون طيار في بلدانٍ مثل إيطاليا وأستراليا، وفقًا لوثائق الشركة والموقع الإلكتروني لمنظمة العلماء الشباب في إيران.
هذا وقال مسؤول صهيوني للصحيفة إن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تستهين بمخاطر برنامج الطائرات من دون طيار الإيراني.
ودعاهم إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة، معتبرًا أنَّه "قد يكون هناك موقف يصبحون فيه أكثر جرأة وشجاعة وأقل ردعًا".
وكانت الولايات المتحدة تستعد لتوسيع العقوبات ضد برنامج الطائرات من دون طيار الإيراني لكن كيرستن فونتروز، المديرة السابقة وخيرة شؤون الخليج العربي في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، قالت إنَّ "العقوبات قد لا تكون قادرة على التأثير على برنامج إيران".
وتابعت أنَّ "ذلك يرجع إلى أنّه على عكس الصناعة الثقيلة لبرنامج نووي، تعتمد الطائرات من دون طيار غالبًا على مكونات تجارية جاهزة يمكن شراؤها عبر الإنترنت لتجميع الأدوات غير الضارة التي يجري التحكم فيها عن طريق الراديو، ومن الصعب منع مثل هذه المبيعات بشكل فعّال".