الخليج والعالم
مستشار رئيس الحكومة السورية: المجموعة الدولية الجديدة ستعمل على طرد القوات الأجنبية من سوريا
علي حسن - دمشق
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس وجود خطة لإنشاء مجموعة دولية جديدة تشمل الدول المنخرطة بالأزمة السورية، وستتولى مهمة تأمين الاستقرار النهائي بعد استئصال الإرهاب في سوريا.
تصريحات الرئيس بوتين هذه جاءت تعليقاً على إعلان رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو الأخيرة بعد مفاوضات جرت بينهما في موسكو مؤخراً حول اتفاق على إنشاء مجموعة عمل خاصة بسحب القوات الأجنبية من سوريا، فما هي هذه المجموعة الدولية التي تحدث عنها الرئيس الروسي وما هي المهام التي ستكون منوطةً بها؟
مستشار رئيس الحكومة السورية الدكتور عبد القادر عزوز قال إنّ "تشكيل المجموعة الدولية ليس جديداً، إذ كانت هناك مجموعات دولية أخرى عامي 2012 و عام 2015، والأخيرة خرجت بوثيقة فيينا وبناءً عليها جاءت القرارات الدولية رقمي 2253 و 2254 وكانت جولات جنيف، لكن الأصدقاء الروس يعملون على إعادة تقويم الأمور وتصحيح نصابها من خلال مجموعة عمل دولية تلتزم بالقانون الدولي و القرارات الدولية".
وأضاف عزوز لموقع "العهد" أنّ "انتصار الدولة السورية على الإرهاب وتبلور توجهات جديدة في المنطقة لصالحها فرض معطيات جديدة ورؤية أخرى من قبل أطراف عديدة لجهة الواقعية السياسية"، مؤكدا ان "عمل المجموعة الدولية الجديدة سيهدف للاحتواء الدبلوماسي النسبي لدول العدوان على سوريا لوضعها أمام مسؤوليات عديدة تتعلق بوجود قوات الاحتلال الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية دون تنسيق سياسي وسيادي مع الحكومة السورية".
ولفت إلى أنّ "مجموعة العمل الدولية الجديدة تتحمل مسؤولية تهيئة ظروف خروج قوات احتلال أمريكية وفرنسية وبريطانية وتركية من سوريا إضافةً لعودة المهجرين الآمنة والطوعية وبذل جهود في مسألة رفع العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب على سوريا أو التقليل من فاعليتها".
وأشار عزوز إلى ان "هناك عدة مسارات دولية للأزمة السورية، وتضم الدول الضليعة بالحرب على سوريا، كمسار أستانا"، معتبرا أنّ "هناك أطرافاً من قوى العدوان على سوريا لا تزال خارج المسارات السياسية لحل الأزمة كالدول الخليجية، و بالمجموعة الدولية الجديدة يجب العمل على توريطها سياسياً ودبلوماسياً من قبل الأصدقاء الروس بالتنسيق مع الدولة السورية لجعلهم أمام التزامات و تعهدات كما جُعِلت تركيا في مسار أستانة أمام التزامات وتعهدات أولها مواجهة "جبهة النصرة" والإقرار بأنها حركة إرهابية متطرفة".
وأكد عزوز أنّ "الحرب على سوريا ستدار بمجموعة دولية جديدة لا تتعارض بل تتكامل بشكل أساسي مع المسارات السياسية الأخرى لإنتاج حل سياسي نهائي للأزمة في سوريا عن طريق التوريط الدبلوماسي الذكي للأطراف المعادية".
واستبعد عزوز وجود جناح عسكري لهذه المجموعة الدولية الجديدة، وقال إنّ "اتفاق سوتشي واتفاق مناطق خفض التصعيد يحكمان الأمر في الميدان ورأينا كيف ألمح الرئيس بوتين إلى استئصال بؤرة التطرف في إدلب التي يحكمها اتفاق سوتشي وحتى الآن لم يفي الضامن التركي بتعهداته فيه ، ما يؤكد ان هناك عمل عسكري نوعي ودقيق يستأصل الإرهاب منها"، وتابع ان "الحديث عن قوة عسكرية لمجموعة العمل الدولية الجديدة فهذا أمر غير مطروح على الإطلاق وإنما ستكون مهمة المجموعة هي إخراج القوات الأجنبية وعودة اللاجئين ورفع العقوبات الاقتصادية".
وختم عزوز قائلا إنّ " الوجود الإيراني في سوريا يقتصر على وجود المستشارين الذين جاؤوا بطلب من الحكومة السورية بناءً على التعاون الحساس واتفاقية عام 2006 بين سوريا وإيران"، مضيفا ان "الإشارة الروسية حول هذه النقطة كانت إشارةً ذكية فالكل يعلم أن القوات المتواجدة في سوريا بشكل غير شرعي هي القوات التركية و الأمريكية و الأوروبية".