الخليج والعالم
قلق إسرائيلي من خطوات أميركية مرتقبة ستهدد وجود الكيان
أثارت الأحداث الأخيرة في أفغانستان قلق الكيان الصهيوني باعتبار أن اي انسحاب أميركي عسكري من سوريا والعراق يمكن أن يشكل تهديدا للكيان، خصوصا بعد أن فقد القدرة على "الدفاع عن نفسه ضد اعدائه".
وفي هذا السياق، رأى الكاتب مصطفى فاتح يافوز في مقالة نشرها موقع "ناشيونال انترست (National Interest) أن كيان العدو كان يراقب عن كثب الأحداث الأخيرة في أفغانستان وأن هناك قلقا إسرائيليا حقيقيا من قيام الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا والعراق، مضيفا أن "الدعم الأميركي في الجبهتين المذكورتين يعد أمرا في غاية الأهمية لأمن "إسرائيل"".
وتابع الكاتب أن العدو الصهيوني "يفتقد جغرافيًا إلى هامش المناورة الذي يحتاجه في وقت الحروب وإلى العمق الاستراتيجي المطلوب من أجل "الدفاع عن نفسه ضد اعدائه""، معتبرًا أن الكيان "لن يدخل في حرب مباشرة مع إيران لإدراكه أن "التهديد الذي تشكله طهران يفوق قدراته العسكرية.. وقد يكون الخيار الأنسب لـ"تل ابيب" أن تتولى قوة عظمى مهمة مواجهة هذا التهديد، وهذا ما يفسر التعويل الإسرائيلي على استمرار الوجود الأميركي في المنطقة".
وبحسب الكاتب، فإن ""التهديد الوشيك" لـ"إسرائيل" يتمثل بـ"وكلاء إيران في المنطقة"، الذين يجري استخدامهم من أجل تعزيز نفوذها في سوريا والعراق، وفي لبنان يرتبط حزب الله بشكل مباشر بإيران سياسيًا وعسكريًا"، على حد تعبيره.
ورأى أن "إيران تحظى بتفوق جغرافي في أي مخطط لمهاجمة "إسرائيل""، مضيفا أن ""تل ابيب" ترى في الوجود العسكري الأميركي في المنطقة عنصر توازن مقابل التفوق الجغرافي المذكور و"التهديد الوشيك" الذي تشكله إيران و"وكلاؤها"".
وقال إنه "على الرغم من أن بعض الجنرالات الإسرائيليين المتقاعدين يتحدثون عن قدرة "تل أبيب" على الدفاع عن نفسها دون الحاجة إلى الوجود الأميركي في المنطقة، إلا أننا يمكننا التشكيك في مثل هذه الفرضيات".
ولفت الكاتب إلى ما نشره موقع "والاه" الإسرائيلي عن أن رئيس حكومة العدو نفتالي بينيت ينوي الطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن عدم سحب القوات الأميركية من سوريا والعراق، معتبرا أن "على "إسرائيل" ان تقلق من ان يصبح الدعم العسكري والدبلوماسي الأميركي لها مشروطًا".
وذكر أن ""تل ابيب" قد تجد نفسها امام سيناريوهات صعبة في حال انسحبت الولايات المتحدة بشكل كامل من المنطقة، إذ ستضطر حينها إلى البحث عن حلفاء آخرين لضمان أمنها الذاتي"، وتابع أن العدو "لا يزال يجد نفسه بين "دول عربية عدائية" على الرغم من "اتفاقيات إبراهام" التي ابرمت".
وأشار إلى تقارير أفادت أن كيان العدو يعارض بيع طائرات "F-35" للإمارات وقطر، معتبرًا أن "المخاوف الإسرائيلية من استخدام هذه الطائرات ضد "تل أبيب" في المستقبل مبررة نظرًا إلى التحولات التي شهدتها المنطقة خلال "الربيع العربي" وكذلك تغيير التحالفات الإقليمية.
وختم الكاتب قائلا إن "الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في القدس، قد تؤدي إلى تحولات سريعة في موقف الشعوب والأنظمة العربية إذا ما انسحبت الولايات المتحدة من المنطقة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
13/11/2024