معركة أولي البأس

الخليج والعالم

ما بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.. موجة خطر قادمة؟
08/09/2021

ما بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.. موجة خطر قادمة؟

حذّر مؤسّس مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية علي صوفان وهو الضابط الأميركي -من أصل اللبناني- السابق في "الـFBI"، في مقالة نشرت في صحيفة "واشنطن بوست" من تزايد وتيرة الإرهاب وخاصة في أفغانستان، معتبرًا أن مرحلة جديدة أكثر خطورة قد بدأت.


وأضاف الكاتب الذي يُصنّف على أنه من أهمّ الخبراء في القضايا المتعلّقة بالإرهاب، أن العلاقات بين القاعدة وطالبان تبقى وطيدة، مشيرًا إلى أن مجموعة مراقبة تابعة للأمم المتحدة كانت قد نبهت في شهر أيار/مايو الماضي من أن فصل القاعدة عن طالبان هو أمر صعب "إن لم يكن مستحيلًا".


ونبّه الى أن القاعدة ليست التنظيم الإرهابي الوحيد المتمركز في أفغانستان، لافتًا إلى تنظيم "داعش خرسان" الذي أعلن مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في محيط مطار كابل الشهر الماضي.


كما حذّر الكاتب من أن أفغانستان هي على وشك أن تتحوّل مجددًا إلى مركز للإرهاب، مضيفًا أن عددا من الجماعات المتطرفة كانت تدير معسكرات التدريب فيها حتى قبل أن تسيطر طالبان على البلاد، وذلك على غرار ما كان الوضع عليه قبل هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.


وأشار إلى تقرير صدر عن الأمم المتحدة في شهر أيار/مايو الماضي ورد فيه أن حوالي 8000 أو 10000 مقاتل أجنبي في أفغانستان، بينهم جماعات قدمت من دول عربية وآسيا الوسطى، وكذلك مناطق الإيغور في الصين، ولفت إلى أن مجموعة صوفان كانت رصدت مؤشرات على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان تفيد بأن جماعات في أماكن بعيدة مثل سوريا وجنوب شرق آسيا بدأت ارسال العناصر إلى أفغانستان.


الكاتب نبّه الى أن الموضوع لا يقتصر على عودة أفغانستان إلى ما كانت عليه قبل أحداث 11 أيلول/سبتمبر، إذ إن هناك عاملًا جديدًا في مشهد اليوم وهو صعود المتطرفين في أماكن أخرى، مسمّيًا في هذا السياق دولًا مثل ليبيا والصومال واليمن وسوريا وغيرها، وأشار الى أن لدى الجماعات المتطرفة اجندات مختلفة لكنها تتشارك العداء لأميركا.


وبيّن الكاتب أن الولايات المتحدة قامت على مدار العقد الماضي تقريبًا "بتفكيك نفوذها "بشكل منهجي" في الكثير من النقاط الساخنة داخل المنطقة، لافتًا إلى اغلاق سفاراتها في كل من ليبيا واليمن وسوريا وأفغانستان، مؤكدًا أن واشنطن لا تستطيع أن تسيطر على دول تصنف على أنها حلفاؤها مثل تركيا والسعودية وباكستان، واصفاً ذلك بأنه اذلال لها.


عقب ذلك، شدد الكاتب على أن الحل الوحيد هو أن تُعيد واشنطن الانخراط مع المنطقة، معتبرًا أن العمل العسكري وحده لا يكفي، بل هناك الكثير من الأدوات الأخرى مثل العمل الدبلوماسي والمساعدة التنموية والعمل الاستخباراتي وغيرها.


وذكّر الكاتب بأن الولايات المتحدة كانت أغلقت سفارتها في كابل عام 1989  مع انسحاب الاتحاد السوفييتي، وقال إن واشنطن وعلى مدار 12 عامًا بعد ذلك حاولت قصارى جهدها أن "تتجاهل" أفغانستان، إلّا أن هجمات 11 أيلول أجبرتها على تبنّي مقاربة مختلفة، وبناء عليه خلص الى التحذير من تكرار السيناريو نفسه فهذا سيكون خطأً فادحًا.

افغانستان

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم