الخليج والعالم
انسحاب الأمريكيين من أفغانستان أسوأ من اندحارهم من فييتنام
اعتبر الكاتب في موقع "آسيا تايمز" ديفيد غولدمن أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان أسوأ بكثير من الانسحاب من فييتنام لجهة مكانة واشنطن في العالم.
ورأى الكاتب أن "هزيمة أميركا في فيتنام" كان لها تأثير محدود على المنطقة، بينما ما حصل في أفغانستان سيدفع بكل من الصين وروسيا إلى لعب دور محوري في آسيا الوسطى وغربها.
وبيّن أن هزيمة نظام حليف لأميركا (أي الحكومة الأفغانية السابقة) على أيدي حركة طالبان، هي الانتصار الأول "لجيش جهادي" ضد قوات عسكرية غربية منذ هزيمة القوات البريطانية في أفغانستان عام ١٨٤٢.
ولفت الكاتب الى أن هذا الحدث من شأنه أن يحرّك "الجهاديين" في أماكن مثل روسيا والصين وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، معتبرًا أن جميع اللاعبين في المنطقة باتوا على قناعة أن اميركا أصبحت واهنة، وأن ما حصل في أفغانستان هو أحدث حلقة ضمن سلسلة من الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة على مدار عشرين عامًا.
وشدد الكاتب على أن لا خيار أمام الصين وروسيا سوى التدخل، إذ إن عدم "استئصال السرطان الجهادي" اليوم قد يؤدى إلى انتشاره بحيث لن يعود من الممكن السيطرة عليه، مضيفًا أن ما تقوم به الصين وروسيا في منطقة آسيا الوسطى لا علاقة له بمشاريع إمبريالية بل يرتبط بشكل أساس بالأمن الداخلي.
وأشار الى أن ما حصل في أفغانستان أدى إلى توطيد التحالف بين الصين وروسيا، اذ أصبحت هناك "مصلحة وجودية مشتركة" تتمثل في "احتواء الجهاد" على الحدود.
ووصف الكاتب منح إيران العضوية الكاملة في منظمة تعاون شنغهاي بالرد الصيني الروسي الأول على "الانهيار الوشيك" في أفغانستان، مشيرًا إلى أن طهران كانت طلبت العضوية الكاملة في عامي ٢٠٠٦ و٢٠١٥ ، إلا أن ذلك قوبل بالاعتراض من قبل عدد من الدول في آسيا الوسطى، واليوم هذا التطوّر بحدّ ذاته شكل صفعة كبيرة للسياسة الأميركية في المنطقة.
وتطرق الكاتب إلى المناورات العسكرية المشتركة بين الصين وروسيا التي جرت بتاريخ العاشر من آب/أغسطس الماضي في شمال الصين، لافتاً إلى ما نشر في صحيفة كومرسنت الروسية عن أن الجنود الروس سيستخدمون الأسلحة الصينية للمرة الأولى، مشيرًا أيضًا إلى ما قالته وكالة انباء أكسينهاو الصينية عن أن هذه التدريبات ستعزز العمليات المشتركة في سياق محاربة الإرهاب وستثبت تصميم البلدين على حماية الأمن والاستقرار الدولي والإقليمي.
وخلص كاتب المقال الى أن التخبط الأميركي في كل من سوريا وأفغانستان أجبر روسيا والصين على التدخل في منطقة كانت تهيمن عليها واشنطن على مدار عقود، معتبرًا أن بيكين وموسكو ستتحركان بقوة من أجل تسلّم زمام الأمور في منطقة يورو آسيا.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024