الخليج والعالم
أي دور لدول جوار ليبيا في حماية السلم الليبي؟
تونس - روعة قاسم
تسعى الجزائر بكل ثقلها للعب دور إيجابي في التسوية الليبية وتحصينها، خاصة بعد عودة الاقتتال مؤخرًا الى العاصمة الليبية طرابلس غداة الاشتباكات المسلحة بين فرقة "اللواء 444 قتال"، وقوة "دعم الاستقرار" التابعتين للسلطات الليبية.
ولئن أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قبل أيام، عن الإنهاء الكامل لحالة الانقسام التي شهدها القطاع النفطي في السنوات الماضية، وعانت منه البلاد الأمرّين، إلا أن هناك تحديات أخرى تواجه الليبيين تتمثل أساسًا في وجود الميليشيات المسلحة وتعدد السلطة والولاءات بينها.
ويتطلع الليبيون الى إنهاء الانقسام الكامل في مختلف المجالات خاصة بعد تسلم سلطة انتقالية منتخبة تضم حكومة ومجلسًا رئاسيًا في آذار/ مارس الماضي، لكن عقبات عديدة لا تزال تهدد مسيرة الحل السياسي لعل أهمها المرتزقة وغيرها.
دور منقوص
وسعت دول جوار ليبيا طيلة الأعوام الماضية الى تقديم العديد من المبادرات لإنهاء الحرب الدائرة في الجوار الليبي، على غرار احتضان المغرب لمؤتمرات عديدة مثل الصخيرات وغيره. وكذلك لعبت دورًا فعالًا في احتضان مؤتمرات عديدة رسمية ومباشرة أو غير مباشرة بين القبائل والقوى السياسية الليبية المتناحرة. وقدمت الجزائر مبادرة مؤخرًا أيضًا في محاولة لتفعيل دورها للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة من أية سيناريوهات كارثية.
جاء هذا الاجتماع عقب إخفاق ملتقى الحوار السياسي والبرلمان الليبيين في إعداد القاعدة الدستورية وقانوني الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وقد أكد المشاركون على أهمية التشاور بين آلية دول الجوار وملتقى الحوار السياسي الليبي، الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي أوكلت له مهمة إعداد القاعدة الدستورية، التي ستجرى على أساسها انتخابات 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
كما تم الاتفاق خلاله على ضرورة التنسيق بين دول الجوار واللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، لوضع آلية فعالة وعملية بين الطرفين لانسحاب المرتزقة من ليبيا. كما تم الاتفاق على تكثيف التواصل مع كافة "الأطراف الأجنبية" للتأكيد على حتمية الحلّ السياسي، باعتباره الحل السلمي الوحيد للأزمة الليبية.
في هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبيد رقيق لـ" العهد" إن نتائج هذا المؤتمر لن تكون ذات جدوى الا في الاطار الاعلامي والسياسي ولا أثر على أرض الواقع لأن مثل هذه الملتقيات تفتقد آلية التنفيذ العملي الممكنة وستكون مثل سابقاتها. ويرى أن دور الجزائر وتونس اليوم ليس بالمستوى المطلوب، فالجزائر لديها مشاكلها الخاصة ووضعها الاقتصادي والسياسي غير مستقر وتونس بالمثل، الأثر كان يمكن ان يكون كبيرا لو كانت الدولتان في وضع مستقر وأفضل مما هو عليه.
يضيف رقيق إن "الوضع اليوم ضبابي ومتوتر جدا فالأطراف في حالة ترقب وحذر وكل منها يحاول ان يستعد للقادم لمواجهته، هناك اصطفافات جديدة حدثت وتغيرات كبيرة واستقطابات دولية ومحلية".
معضلات عديدة
وحول أهم المعضلات التي تواجه الانتخابات القادمة، يعتبر دقيق أن "أهم العراقيل عدم وجود قاعدة دستورية يستند اليها، بالإضافة الى استمرار الخلاف بين بعض الأطراف السياسية والمرتبطة بدول خارجية والعقبة الأشد هي مدى القدرة على القبول بنتائج الانتخابات ان حدثت".
إضافة الى ذلك هناك أيضا معضلة المرتزقة التي تبقى مرهونة بمدى تفاهم الأطراف الليبية الفاعلة على الأرض، وطالما هناك خلاف فإنها ستبقى والبلاد تحتاج لتوحيد المؤسسات بشكل فاعل عندها سيكون أمر المرتزقة محسوما.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024