الخليج والعالم
العراق ينعى السيد الحكيم.. منارة في العلم والجهاد
أعلن محافظ النجف الأشرف لؤي الياسري الحداد الرسمي ثلاثة أيام حزنًا على المرجع الكبير والفقيه العالم آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم، الذي توفي اليوم الجمعة، عن عمر يناهز 87 عامًا متأثرًا بنوبة قلبية، فيما توالت بيانات التعزية من مختلف شرائح وأطياف المجتمع العراقي، متحدثة عن فيوضات علمه حيث أفنى عمره المبارك في البحث العلمي والكتابة والتأليف، وعن جهاده بعدما عانى سنوات من السجن والتعذيب في السجون متحديًا كل الصعاب ومصرًا على بث الوعي والدروس الفقهية رغم قسوة الطغاة وإجرام النظام البعثي.
وعزّى الرئيس العراقي برهم صالح بوفاة السيِّد الحكيم، وقال في بيان "لقد كان علماً من أعلام الأمَّة الإسلامية الذين قرنوا العلمَ بالعمل في ترسيخ قيم العدل والإيمان والمحبَّة والسلام، بصبرٍ جميل وجهاد طويل، برغم المحن العسيرة التي أحاطت به، عبرَ مسيرته العلمية الجهادية الشريفة".
بدوره، رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قال في بيان "لقد فاضت روح العالم الجليل إلى خالقها بعد عُمر قضاه في خدمة العِلم والفقه والدرس والاجتهاد والتوفيق بين قلوب المسلمين، وقد بذل سنوات عزيزة من عمره المبارك في الجهاد ضد الطاغية وتعذّب في سجونه أشد عذاب، وبذل جهده ومضناه في جمع الأمة إلى كلمة سواء كما أرادت الرسالة المحمدية السمحاء، مثلما ترك فينا تراثاً غنياً من التسامح والمحبّة وخدمة جميع العراقيين، يدعونا للاعتزاز والاستذكار الطيّب لقادم الأجيال".
كذلك عزى رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي بالفقيد، لافتًا إلى أنَّه "بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة رمز من رموز النجف الدينية وعلم من أعلامها".
أما هيئة الحشد الشعبي فنعت الراحل قائلةً "لقد كان للمرجع الكبير سفر خالد في ميادين الحوزة العلمية وحلقات تدريس العلوم الدينية ورعاية المنظمات الاجتماعية التكافلية، فضلًا عن مقارعته النظام المقبور ودعمه وإسناده للحركة الجهادية في العراق خلال معاصرته المراحل الصعاب الشداد التي مرّ بها بلدنا الصابر، ومنها محنة الإرهاب الدموي وما رافقها من تداعيات حتى تأسيس الحشد الشعبي الذي نال دعمه المؤثر ووصاياه المهمة الى جانب بقية المراجع العظام في النجف الأشرف".
من جانبه، عزَّى رئيس تحالف الفتح هادي العامري برحيل السيد الحكيم، مؤكدًا أنَّ "المرجع الفقيد كان عالمًا ربانيًا وفقيهًا مجددًا أفنى عمره المبارك في البحث العلمي والكتابة والتأليف، وتخرّج على يديه آلاف الاساتذة والعلماء في الحوزة العلمية الشريفة، وقد عانى سنواتٍ من السجن والتعذيب في سجون البعث البغيض وكان فيها مناراً للسجناء في تخفيف آلامهم وبث الوعي والدروس الفقهية بينهم رغم قسوة الطغاة وإجرام جلاوزة البعث".
وأشار العامري إلى أنَّه "كان من أبرز المراجع والعلماء الذين دعموا فتوى السيد السيستاني في الجهاد الكفائي ومن أكثر الداعمين للحشد الشعبي في جميع المواقف، وطالما كانت دعواته وكلماته تمثل بلسماً لجراحات المجاهدين وهم يواجهون الدواعش الارهابيين".
من ناحيتها، قالت حركة "النجباء" في بيان التعزية بالسيد الحكيم "عاش التشيع ودين الله وأهل بيته الطاهرين، منتهلاً من روافده المعصومين، ومن سار على نهجهم من علمائنا الأعلام، وما الحوزة الشريفة إلا تجلياتٍ لهذا المعنى من النهل والسير على هذه الجادة المقدسة، وما كانت هذه المؤسسة العلمية الدينية العظيمة بما تحمل من المعاني القائمة لولا علمائها، ونحن اليوم نتلقى خبر رحيل أحد أعلامها وشخصياتها إلى بارئه، وهو المرجع الديني آية الله العظمى السيد (محمد سعيد الحكيم) سائلين الله أن يتغمده برحمته، ويمنّ على ذويه ومحبيه بالصبر والسلوان".
وعزّى أمين عام عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي برحيل السيد الحكيم، وقال في تغريدة على حسابه في تويتر "نعزي العالم الاسلامي عامة والمراجع العظام واسرة آل الحكيم خاصة بوفاة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم".
الحشد الشعبيالمرجعية الدينية في العراقبرهم صالحمصطفى الكاظمي