الخليج والعالم
عصر "الامتياز الأميركي" انتهى دون رجعة
أكد المؤرخ الأميركي أندرو باسيفيتش انتهاء عصر التفوق الأميركي، مشددًا على ضرورة تغيير السياسة الأميركية بشكل ينسجم والتحولات الحاصلة.
وفي مقالة له نشرت بصحيفة "واشنطن بوست"، أوضح باسيفيتش أن شخصيات معروفة في مجال السياسة الخارجية الأميركية يحاولون منذ هجمات 11 أيلول تجنّب هذا الموضوع، غير أن الحرب الأميركية في أفغانستان بيّنت أن ذلك لم يعد ممكنًا.
وذكّر بما كتبه جورج كينان عام 1948 عن أن الولايات المتحدة تملك 50% من الثروة العالمية بينما عديد سكانها يشكل نسبة 6,3% فقط من عديد سكان العالم، لافتًا إلى أن كينان كتب وقتها عن ضرورة أن تبتكر الولايات المتحدة نموذجا من العلاقات الذي يسمح لها بالحفاظ على هذا "التفاوت".
المؤرخ الأميركي أضاف أن كينان أقدم هو ومعاونوه على تنفيذ عدد من المبادرات الهادفة إلى المحافظة على هذه المعادلة، كاشفًا أن المقاربة التي جرى تبنيها وقتها تمحورت حول ابتكار آليات من أجل نشر القوة الأميركية حول العالم.
وبحسب المؤرخ، فإن الولايات المتحدة أصبحت تملك 32.6% بالمئة فقط من الثروة العالمية مع حلول عام 2000، قبل أن تقل هذه النسبة إلى أقل من 30% مع حلول عام 2020، كذلك اتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة مما ساهم في الاضطراب الداخلي.
ورأى المؤرخ الأميركي أنه لم يعد بالإمكان استخدام مصطلحات مثل "حرة" و"ديمقراطية" و"مزدهرة" في توصيف أميركا اليوم، وذلك حتى من وجهة نظر بعض الأميركيين أنفسهم، معتبرًا أن الصيغة التي تبنتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لم تعد صالحة، حيث إن التهديدات الأكثر إلحاحًا لأمن وسلامة الولايات المتحدة اليوم لم تعد في مناطق خارجية مثل آسيا الوسطى وغيرها بل أصبحت في الداخل الأميركي، مثل تفشي الأمراض والتغير المناخي والتدهور البيئي والانقسام الداخلي الحاد.
ونبّه باسيفيتش من أن نموذج نشر القوة الذي يركز على التدخلات العسكرية الخارجية لم يعد يشكل الرد المناسب على مثل هذه التهديدات.
وتابع أن الحرب الأميركية في أفغانستان انتهت بما اسماه "إذلالا مريرا"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن ذلك يجب أن ينبه واشنطن الى أن عصر "الامتياز الأميركي" قد انتهى من دون رجعة.
ختامًا، أكد الكاتب الأميركي أن المهمة الأكثر إلحاحًا خلال الفترة القادمة هي ابتكار نموذج جديد للعلاقات من شأنه ترميم وتجديد مفهوم "الحرية الأميركية"، مضيفًا أن المهمة هذه تبدأ بتوفير الأمن والسلامة للأميركيين حيث يتواجدون.