الخليج والعالم
الغارديان: واشنطن تفشل في توحيد سياسة مواجهة التطرف المحلي
حذّر الكاتب في صحيفة الغارديان هارشا بارتورانجا من تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات الأميركية المتعاقبة وخاصة إدارة الرئيس جو بايدن فيما يخص مواجهة التطرف المحلي.
ونبّه الكاتب الى أن المسؤولين الأميركيين بدؤوا من الآن تبني المقاربة الخاطئة التي تم تبنيها عقب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، التي تعمل على توسيع صلاحياتهم في سياق محاربة الإرهاب واستخدام الأيديولوجيا كمؤشر على اللجوء المحتمل إلى العنف.
ورأى الكاتب أن البيت الأبيض ينظر في تعزيز صلاحيات أجهزة إنفاذ القانون من أجل مواجهة الإرهاب المحلي، على الرغم من أن مكتب التحقيقات الفدرالي "الـ FBI" يحظى بصلاحيات قانونية واسعة في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال الكاتب إن تقصير "الـ FBI" في مواجهة التطرف اليميني سببه غياب الإرادة وليس الصلاحيات القانونية، معتبرًا أن "الـ FBI" استخدم صلاحياته في سياق محاربة الإرهاب المحلي من اجل ملاحقة الناشطين المطالبين بوقف التمييز العنصري والناشطين في مجال البيئة وغيرهم، إلّا أن هذا المكتب لا يحتفظ بسجل حتى لعدد الجرائم التي يرتكبها العنصريون البيض سنويًا، ناهيك عن إجراء التحقيقات بالشكل المطلوب حول هذه الجرائم على أساس أنها تأتي في خانة الإرهاب المحلي.
واعتبر الكاتب أن تعزيز الصلاحيات في مجال مكافحة الإرهاب لن يحل هذه المشكلة، بل إن ما حدث في الماضي يفيد بأن أيّة قوانين جديدة قد تتحوّل إلى أداة من أجل ملاحقة من يسعى إلى اصلاح أنظمة "العنصرية البنيوية" والظلم الاجتماعي، وليس من يرتكب أعمال العنف العنصرية.
بالمقابل، أشار الكاتب إلى أن إعطاء التوجيهات لعناصر أجهزة انفاذ القانون بالتصدي للأيديولوجيات الراديكالية أو "السلوك المثير للقلق" سيؤدي حتماً إلى ملاحقة المجموعات المهمشة بدلًا من البيض العنصريين، مضيفًا أن البيض العنصريين متجذرون داخل أجهزة انفاذ القانون والجيش.
ولفت الكاتب الى ضرورة أن تعالج أجهزة انفاذ القانون العنف الدموي الذي يحصل، متهماً الشرطة والجهات القضائية بغض الطرف عن العنف الذي وقع خلال المسيرات التي نظمتها الميليشيات اليمينية في مختلف انحاء الولايات المتحدة، حيث تعرض متظاهرون من المعسكر المقابل إلى إطلاق النار والضرب.
وبحسب الكاتب، لم تعطَ وزارة العدل الأميركية أولوية للتحقيق حول أعمال العنف التي يرتكبها المتطرفون البيض ومحاكمتهم الا حديثًا، ومديرو "الـ FBI" تنصلوا من تقرير استخباراتي صدر عن المكتب نفسه عام ٢٠٠٦ حذر من تغلغل البيض العنصريين داخل أجهزة الشرطة.
وقال الكاتب إن بيانات "الـ FBI" تُقلّل إلى درجة كبيرة حجم التهديد الذي يشكله العنف الممارس من قبل العنصريين البيض، ما يؤدى بالتالي إلى تخصيص الموارد بشكل خاطئ.
وخلص الكاتب الى أن الحلّ ليس بتبني أساليب مثل تلك التي جرى تبنيها في سياق محاربة الإرهاب عقب هجمات الحادي عشر من أيلول، والى أن وضع أولوية على أعمال العنف التي يمارسها البيض المتطرفون يبدأ بقاعدة بيانات "دقيقة" حول الجرائم التي يرتكبها هذا المعسكر.