الخليج والعالم
ماذا بعد تكثيف "داعش خراسان" عملياته في أفغانستان؟
نبّه الخبير في الجماعات الراديكالية الناشطة في أفغانستان وباكستان عبد السيد الى أن سيناريو تنفيذ تنظيم "داعش خراسان" المزيد من الهجمات الدموية يُلقي بظلاله على عمليات الإجلاء التي تقوم بها الولايات المتحدة في أفغانستان.
وفي مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، قال الكاتب إن "الهجوم الذي نفّذه "داعش خراسان" في محيط مطار كابل يقوض طالبان على صعيد قدرتها على توفير الأمن والاستقرار بعد مغادرة القوات الأميركية، مضيفًا إن "داعش خراسان" حقّق نموًّا مُعلنًا مشروع "السيادة السلفية" في مواجهة طالبان "الحنفية".
وبحسب الكاتب، تُفيد التقديرات أن عدد عناصر "داعش خراسان" يتراوح بين 4 و5 آلاف عنصر، وقد استطاع تعزيز صفوفه بعد عمليات الفرار من السجن عقب انهيار الحكومة الأفغانية، كما تمكّن من أن يتكيف بسرعة مع الضغوط العسكرية.
وأشار الكاتب الى أن "داعش خراسان" اتخذ شكلًا جديدًا وأصبح أكثر خطورة، متحدّثًا عن خطوتين اتخذتهما الجماعة: الأولى إعلانها "حربًا جديدة طويلة" ضد "طالبان بعدما أبرمت الأخيرة اتفاقًا مع الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، أعلن أمير الجماعة شهاب المهاجر الحرب ضد طالبان والحكومة الأفغانية و"أسيادهم الأميركيين".
أمّا الخطوة الثانية، وفق الكاتب، فتتمثّل ببناء "داعش خراسان" شبكة من خلال تعيين قادة وتجنيد مقاتلين من مدن مثل كابل.
الخبير في الجماعات الراديكالية الناشطة في أفغانستان وباكستان بيّن أن من بين هؤلاء المقاتلين متطرفين سلفيين سبق وأن شاركوا في معارك، وكذلك بعض العناصر "الإخوانيين"، مضيفًا أن "شبكة كابل" تضمّ أيضًا منشقين عن شبكة "حقاني".
وحذّر الكاتب من أن كلّ هؤلاء العناصر لديهم تجربة طويلة في أساليب حرب المدن.
هذا ولفت الكاتب إلى أن "داعش خراسان" استهدف اتباع طائفة مجتمع الهزارة والسيخ وكذلك المؤسسات التعليمية في أفغانستان، وأردف "أدبيات داعش" تؤكد استهداف قادة وعناصر طالبان وشبكة "حقاني" بحيث تعتبر أن ذلك هو "واجب ديني" أهمّ من استهداف الولايات المتحدة وغيرها من "المرتدّين".
وبينما رأى الكاتب أن "طالبان" ستحاول احتواء "داعش خراسان"، نبّه إلى أن ذلك يقتضي منها التخلي عن بعض مواقفها "الراديكالية"، وذلك قد يؤدي بدوره إلى موجة جديدة من المنشقين الذين سيلتحقون بصفوف "داعش".
ومن جهة نظر الكاتب، لا يبدو أن "داعش خراسان" يشكّل تهديدًا وشيكًا للغرب، أقلّه حتى الآن"، غير أنه حذّر من أن ذلك قد يتغيّر إذا ما استمرت الضربات التي تشنها الولايات المتحدة بواسطة الطائرات المسيرة على غرار الضربات التي قالت واشنطن انها جاءت رداً على العملية الانتحارية الإرهابية في محيط مطار كابل.
وتابع "استمرار مثل هذه الضربات قد يدفع بـ"داعش خراسان" إلى التخطيط لشنّ الهجمات الإرهابية خارج أفغانستان"، مذكّرًا في الوقت نفسه بتقرير صدر عن أكاديمية "Westpoint" جاء فيه أن خلية تابعة لـ"داعش خراسان" كانت تخطّط مع جهات "سورية حليفة" لاستهداف قواعد أميركية وأطلسية في المانيا، إلّا أن الشرطة الألمانية تمكّنت من إحباط هذا المخطّط، ومثل هذه المخططات تسلّط الضوء على التحدي الذي قد تشكله الجماعة في المستقبل".
وفي الختام، توقّع الكاتب أن تستمر "داعش خراسان" بهجماتها بينما تتسلّم "طالبان" قيادة أفغانستان، محذرًا من أن هذا البلد يدخل مرحلة خطيرة أخرى من العنف.