الخليج والعالم
القوات الأفغانية تستعيد معبرًا من "طالبان" والأخيرة ترفض الوجود التركي
أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية استعادة السيطرة على مقر مديرية سيغان بولاية باميان وسط أفغانستان، في وقت أكدت فيه أن قواتها تمكنت من انتزاع معبر سبين بولداك "شامان" في اقليم قندهار الجنوبي من قبضة حركة طالبان، معبر هو ثاني أهم معبر مع باكستان، ومصدر رئيس للدخل للحكومة الأفغانية.
وزارة الدفاع الأفغانية أكدت كذلك مقتل نحو 20 مسلحًا من طالبان في غارة لقواتها على ولاية بدخشان شمالي أفغانستان.
تطورات المشهد الافغاني أثارت قلق خارجية الاتحاد الاوروبي التي حمّلت "طالبان" مسؤولية العنف، الذي أكدت أنه يعرقل عملية السلام، ويتعارض مع التزامات اتفاق الدوحة المبرم مع واشنطن في شباط 2020.
وقالت الخارجية إن الاتحاد يدرس الإجراءات التي ستتخذ لحماية موظفيه في البلاد، والعمل على إجراءات أمنية لضمان سلامة الأوروبيين الموجودين في البلاد.
وكانت الحكومة الأفغانية قد أكدت أن حركة "طالبان" عرضت خطة لإعلان هدنة لمدة ثلاثة أشهر في البلاد بشروط محددة.
وصرّح العضو في الفريق التفاوضي الحكومي نادر نادري أثناء مؤتمر صحفي عقده في كابل بأن شروط الجماعة تتمثل بالإفراج عن سبعة آلاف من أنصارها المعتقلين وشطب أسماء قياداتها من القائمة السوداء الأممية.
ولفت المسؤول إلى أن هذا الطلب مفرط، قائلًا "شهدنا أن الإفراج عن خمسة آلاف من عناصر طالبان المعتقلين لم يساعد في تحسين الوضع بل بالعكس زاد من حدة العنف".
هذا ورفضت حركة طالبان القرار التركي القائم على إبقاء قوات من جيشها في افغانستان لتأمين مطار حامد كرزاي الدولي، واعتبرت في بيان أن أي وجود عسكري أجنبي على الأراضي الافغانية احتلال.
ووصف البيان القرار التركي بغير الحكيم لأنه لا يحترم سيادة ووحدة افغانستان، وعلى الرغم من توضيح أنقرة أن قرارها نابع من حرصها على إرساء الأمن في المطار وكذلك تأمين خروج الدبلوماسيين من البلاد، إلّا أن طالبان رفضت وترى في التواجد التركي أنه تنفيذ لأجندات أمريكية وأجندات أخرى تتعلق بحلف الناتو.
بالموازاة، رفضت المعارضة التركية الوجود العسكري في كابول، ورأت إن إرسال الجنود إلى أفغانستان في ظل هذه الظروف يعرض حياة الجنود الأتراك للخطر، ويقلل من الاحترام والمحبة التي كانت تحظى بها تركيا في أفغانستان. موقف المعارضة عبر عنه عدد من قيادات الاحزاب الكبيرة وسط اتهامات للرئيس التركي بأنه يسعى لكسب ود الولايات المتحدة على حساب الجنود الاتراك.
وعلى الرغم من وجود قنوات تواصل بين تركيا و"طالبان"، إلّا أن الأخيرة ترى أن تركيا تجاوزتها في قرار تأمين مطار كابل، دون أن تجري اتصالات معها بهذا الشأن.
التدخل التركي في أفغانستان أزمة جديد تضاف إلى الأزمات بين المعارضة التركية والحزب الحاكم، وهو ما يضع الائتلاف الحاكم في محط اتهام جديد بأنه يتجاوز الإرادة الشعبية ومؤسسات الدولة.