الخليج والعالم
فشل الحوار اللّيبي
تونس – روعة قاسم
مرّة جديدة يتسلّل التّعثر إلى أروقة وكواليس المفاوضات الأمَمية والدّولية حول ليبيا، وذلك بعد فشل الحوار اللّيبي الأخير في التّوصل إلى اتّفاق على قاعدة دستورية، لإجراء الانتخابات التي كانت مقرّرة في 24 كانون الأوّل/ ديسمبر المُقبل.
وأقرّ منسّق بعثة الأمم المتّحدة للدّعم في ليبيا بنفسه ريزيدون زينينغا، بالفشل بإعلانه الأخير بأنّ المحادثات التي ترعاها المنظّمة الدّولية، والتي كانت تهدف إلى التّمهيد لإجراء انتخابات في ليبيا أواخر كانون الأوّل/ديسمبر، فشلت في التّوصل إلى اتّفاق.
ردود غاضبة
توالت ردود الأفعال الداخلية والخارجية المندّدة والغاضبة من نتائج الجولة الأخيرة من الحوار اللّيبي. فكادت التّسوية قاب قوسين أو أدنى من التّحقق مع تركيز مفاعيل العملية الإنتخابية وأسُسها، ولكن هذا الفشل يُضاف إلى جملة العراقيل التي تدفع بليبيا وتجرّها إلى الوراء وإلى عودة الحرب مجدّداً.
وتصاعدت الخشية من عودة الفرقاء إلى الشارع مجدّداً واللّجوء للسّلاح خاصّة أنّ معضلة المرتزقة إلى الآن بقيت دون حلّ وهو ما يهدّد بتفجّر الوضع في أيّة لحظة.
وقد دعا رئيس الحكومة اللّيبية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، كافّة الأطراف الوطنية إلى تغليب المصلحة العامة، والتّوافق حول صيغة لإجراء الإنتخابات في موعدها.
في حين وجّهت البعثة الأممية في ليبيا اتّهامها بشكلٍ واضح إلى بعض أعضاء الحوار الليبي في جنيف، بمحاولة عرقلة إجراء الإنتخابات في البلاد في موعدها المحدّد.
أمّا داخلياً فقد أصدرت مجموعة من الأحزاب السياسية والتّكتّلات اللّيبية بياناً استنكرت فيه الفشل الذّريع لجلسات ملتقى الحوار السياسي في توفير شروط إنجاز الإنتخابات في موعدها المحدّد والذي رحّب به الشّعب اللّيبي.
وأكّد المجتمعون من ممثّلين لـ13 حزباً سياسياً وتكتّلًا بينهم، التّيار الوطني الوسطي، التّكتل المدني الديمقراطي، حزب موطني، الإتحاد النسائي درنة وغيرهم ... على أنّ المعرقلين نجحوا في اختراق اجتماعات ملتقى الحوار السياسي .
ذات البيان أشار إلى فشل بعثة الأمم المتّحدة للدّعم لدى ليبيا في إدارة اجتماعات وجولات ملتقى الحوار السياسي.
سيناريوهات عديدة
وطالب الممثّلون للأحزاب السياسية بمزيد من الصرامة في التّعامل مع كلّ من يعرقل إجراء الإنتخابات مع نهاية العام الحالي 2021 ومجلس النواب بالتسريع بإصدار التشريعات ذات الصلة بالإنتخابات.
وفي حال فشله يتمّ رفع الأمر للأمَم المتحدة لتقوم بالدعوة لانتخابات مباشرة وتحت إشراف وتشريك الإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية في عملية المراقبة .
وأشار الموقّعون إلى أنّ ذلك لا يمسّ من سيادة ليبيا وإنّما يحميها، باعتبار أهمية عدم تأجيل الإنتخابات اللّيبية التي هي مصلحة وحقّ لكلّ الليبيين لكي يتمكّنوا من انتخاب سلطة جديدة تمكّن البلاد من إنهاء المرحلة المؤقتة.
ويرى عدد من المراقبين بأنّ ليبيا اليوم مفتوحة على كلّ السيناريوهات الممكنة، ويؤكّد الكاتب المختص في الشأن الليبي مصطفى الجريء لـ"العهد" أنّ مؤتمر برلين الثاني لم يختلف عن مؤتمر برلين الأوْل إلّا من حيث الحضور، بينما بقي الإنقسام والخلاف الدولي حول ليبيا قائماً بين تركيا والإتحاد الأوروبي وتواصل المدّ الصيني والتركي في حين تراجع الدور الفرنسي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.
ويضيف الجريء لـ"العهد" "لقد اتّضح جليًا ضعف الحكومة الإنتقالية وتواصل سطوة المجموعات المسلّحة التي ترفض تنفيذ خارطة الطريق وإنجاز الإنتخابات ونزع سلاحها. بدليل تصريح عبد الرحمان السويحلي من قادة مصراتة وكذلك خالد المشري رئيس الأعلى للدولة.. تصريحات أجمع كلاهما من خلالها على عدم قبول نتائج الإنتخابات في صورة خسرتها أطراف تابعة لهما وهما في هكذا حال يفضّلان تقسيم ليبيا".