معركة أولي البأس

الخليج والعالم

واشنطن تتذرّع بالمساعدات الإنسانية للإطاحة بمادورو وتاريخها خير دليل
22/02/2019

واشنطن تتذرّع بالمساعدات الإنسانية للإطاحة بمادورو وتاريخها خير دليل

أفادت مجلة "ذا أتلانتيك" في مقال للكاتب لديها ديلان بدّور عن عدد من الزيارات قام بها مسؤولون أميركيون خلال الأيام الأخيرة الى الحدود الكولومبية مع فنزويلا، بينهم السفير الأميركي لدى كولمبيا كيفين ويتاكير ومدير مؤسسة "USAID" مارك غرين وكذلك السيناتور الاميركي الجمهوري ماركو روبيو.

وأكدت المجلة أن الولايات المتحدة تأمل بالإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عبر استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح، وقالت "ظاهريًا تبدو المساعدات وكأنها من أجل تخفيف معاناة الفنزويليين، إلّا أن زعماء المعارضة الفنزويلية والمسؤولين الأميركيين يقولون إن موضوع المساعدات الإنسانية قد يدفع الضباط العسكريين الفنزويليين الى التخلي عن حكومتهم.

وتحدّثت المجلة عن وجود مخاوف لدى مجموعات الإغاثة الدولية من عملية سياسية تحت غطاء إنساني، ومن تدهور الأمور نتيجة ذلك، مشيرة الى أن الأمم المتحدة تُرسل مساعدات الى فنزويلا بموافقة ضمنية من حكومة مادورو، منبّهة الى أن الولايات المتحدة اذا كانت بالفعل تسعى فقط الى معالجة الأزمة الانسانية هناك فيمكنها أن تقوم بتخصيص المزيد من الأموال للبرامج التي تنظّمها جهات أخرى مثل الامم المتحدة وغيرها.

وتابعت "قادة "المعارضة الفنزويلية" يقولون إنهم يخططون للاستفادة من المساعدات الأميركية من أجل طيّ هذه الصفحة بالتاريخ الفنزويلي.. خوان جوايدو  الذي نصّب نفسه رئيسًا قال إنه طلب من واشنطن جلب المساعدات، وإن ممثليه سيقومون بنقل المساعدات الى داخل فنزويلا يوم غد السبت، غير أن مادوردو أصدر تعليماته للجيش بعدم السماح بإدخال المساعدات الاميركية، فيما دعا المسؤولون الأميركيون الجيش الفنزويلي لعدم الاستجابة لتعليمات مادورو.

المجلة لفتت الى أن كل المنظمات الانسانية الدولية تقريبًا تنأى بنفسها، ناقلة عن مصادر خاصة بهذه المنظمات أن ما تقوم به الولايات المتحدة ما هو سوى محاولة للإطاحة بالحكومة الفنزويلية.

بالموازاة، نقلت "ذا أتلانتيك" عن مدير مجلس اللاجئين النرويجي في كولومبيا كريستيان فيسنيس قوله إن هناك "مخاطر" عندما يتم ربط اهداف سياسية بمساعدات انسانية.

كذلك تحدث كاتب المقال "ذا أتلانتيك" عن حالة قلق بمنطقة أميركا اللاتينية من التدخّل الاميركي، خاصة أن لدى واشنطن تاريخًا طويلًا من التدخل بهذه المنطقة أدى الى نتائج كارثية، مذكّرًا بالمحاولات الأميركية للإطاحة برئيس تشيلي الاشتراكي سلفادور أليندي في حقبة السبعينيات، وحينها أدّت هذه الخطوة الى صعود أوغستو بينوشيه الذي حكم البلاد بشكل استبدادي لسبعة وعشرين عامًا.

وبحسب الكاتب، استفادت الولايات المتحدة من برنامج معونات إنسانية في نيكاراغوا خلال حقبة الثمانينات، وذلك من أجل إخفاء أسلحة بقيمة 27 مليار دولار أُرسلت الى مجموعات يمينية كانت تحارب حكومة يسارية، الأمر الذي أدّى الى إشعال حرب أهلية، وقد شارك مبعوث ترامب الحالي الى فنزويلا إليوت أبرامز بهذه الفضيحة.

كما لفت الى أن الاجتياح الأمريكي لباناما عام 1989 أدّى للإطاحة برئيسها مانويل نورييغا ومقتل مئات المدنيين.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم