الخليج والعالم
الامام الخامنئي: مؤتمر وارسو باء بالفشل وأراق ماء وجه زعماء حكومات تدّعي الإسلام
أشار سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن مؤتمر وارسو جمع الدول الحليفة، الضعيفة والمرعوبة لأمريكا، ليتّخذوا موقفاً من الجمهوريّة الاسلاميّة لكنّه باء بالفشل وأراق ماء وجه الكثير من زعماء الحكومات التي تدّعي الإسلام.
وفي كلمة له خلال استقباله حشداً من أهالي ومسؤولي مدينة تبريز لمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضة أهالي المدينة ضد النظام البهلوي عام ١٩٧٨، قال سماحته إن العدوّ ضعيف، وعندما يكون العدوّ ضعيفاً فإنه يكثر من إطلاق الترّهات وإثارة الضجيج. ولا ينبغي لهذا الضجيج أن يؤدّي إلى فزع المسؤول الفلاني، أو إلى خطأ الشاب الفلاني فيتصوّر بأنّ الأوضاع وخيمة، لا، فيوم كانت هذه الثورة غرسة ضعيفة وتعاضد هؤلاء وتعاونوا على استئصالها من جذورها لم يستطيعوا. فكيف الآن وقد تحوّلت تلك الغرسة الضعيفة إلى هذه الشجرة الضخمة القويّة، وهذه الشجرة الطيبة العظيمة! إنّهم عاجزون عن ارتكاب أيّ حماقة. إنها ذات العبارة التي قالتها السيدة زينب ليزيد «كِد كَيدَكْ وَاسْعَ سَعْيَك وَ فَوَاللّه لا تمحوا ذِكرَنا» إفعل ما بدا لك، لكن إعلم أنّك لا تستطيع ارتكاب أيّ حماقة. وبالطبع فقد أريق ماء وجه الكثير من ساسة البلدان التي تدّعي الاسلام، في هذه الأحداث. أريق ماء وجههم على الأرض. هؤلاء الذين جلسوا مع الكيان الصهيوني في وارسو وما شابه، سواءً بعض الزعماء العرب في الخليج الفارسي أو غيرهم، وتحالفوا مع الصهاينة والأمريكان ضد الإسلام والمسلمين والجمهورية الإسلامية، هؤلاء لا ماء وجه لهم ولا سمعة حسنة حتّى لدى شعوبهم.
وجزم الإمام الخامنئي بأن لدى بلاده الجاهزية والقدرة اللازمة للسير قدماً، ولدينا الإمكانيات والطاقات، وهذه المشكلات الموجودة كلّها ممكنة الحلّ. فالغلاء ممكن الحلّ. وانخفاض قيمة الريال ممكن الحلّ. والمشاكل التي تعترض الإنتاج الداخلي ممكنة الحلّ. هذه كلّها ممكنة الحلّ، وتحتاج إلى قليل من الصبر، وقليل من التدبير، وقليل من الاتحاد والتوافق، وقليل من الجدّية في السير والحركة. تحتاج إلى هذه الأمور. هذا كلّ شيء. إمكانيّاتنا جيدة جداً، والعدوّ يعاني من ضعف، وسيزداد ضعفاً إن شاء الله، فيجب الاستفادة من هذه الفرصة كما استفدتم، أنتم أهالي تبريز، من الفرصة واستثمرتموها في التاسع والعشرين من بهمن سنة 56، ووجهتم ضربتكم وفعلتم فعلكم وقمتم بمبادرتكم. أقول لكم أيّها الشباب، لأنّ الغد لكم أنتم الشباب، وهذا البلد لكم، ليبني الشباب أنفسهم، وليعدّوا أنفسهم من الناحية الروحيّة ومن الناحية الجسمانيّة، ومن الناحية العلميّة، ومن حيث القدرات الإداريّة، فينبغي للبلد أن يُدار بيد الشباب. وليستفيدوا من مشورة الشيوخ وكبار السنّ ومن تجاربهم، إلّا أنّ الداينمو المحرك للبلد هم الشباب. فليعدّوا أنفسهم كما قلت من النواحي الروحية والمعنوية ومن النواحي الأخلاقية، ومن النواحي العلمية ومن حيث الدراسة والتحصيل العلمي، وأيضاً من النواحي الجسمانية ومن حيث القدرات الإدارية والتنظيمية، واللجان والهيئات، ليستطيعوا العمل، فمستقبل هذا البلد لكم، وعليكم أن تتمكّنوا من إدارته، وبإمكانكم الوصول بهذا البلد إلى القمة. حفظكم الله إن شاء الله ووفقكم لأن تثبتوا هذه الجاهزية على المستوى العملي إن شاء الله، مع ثبات القدم فهو أمر غاية في الأهمّيّة. هذه توصيتنا لكم أنتم الشباب".
ورأى سماحته أن مسؤولي البلاد يجب أن يعرفوا العدوّ جيّداً، ولا ينخدعوا بحيله ومكره، فالعدوّ يدخل من طرق عدّة ومتنوّعة، فأحياناً يكشّر عن أنيابه، وأحياناً يلوّح بقبضاته، وأحياناً يبتسم، وهذه كلّها لها معنى واحد. فابتسامة العدوّ هي تماماً كتكشيره عن أنيابه، لا فرق بين الحالتين وكلاهما عداء. «قَد بَدَتِ البَغضاءُ في أَفواهِهِم وَ ما تُخفِي صُدُورُهُم أَكبَر» فما في قلوبهم النجسة الطافحة بالبغضاء والحقد على الإسلام والمسلمين وخصوصاً على الجمهورية الإسلامية أكثر بكثير ممّا يظهر في كلامهم. فلا ينخدعوا بخدع العدو، ولا تنطوِ عليهم حيله. تلاحظون اليوم أنّ الغربيّين يمارسون الخداع بالمعنى الحقيقي للكلمة، أمّا أمريكا فقد تجاوزت الخداع، وهي تمارس العداء علناً وتشهر السيف بوضوح. الأوروبيون يعملون بمكر وخداع، ولن أقول لكم ما الذي يفعلونه، فليجتمع رجال الحكومة وليفكروا، وليحذروا من أن يخدعوا، وأن تنطلي عليهم الخدع؛ فلا يخدعنّهم العدوّ، ولا يعرّضوا أنفسهم والشعب لمشكلة على أمل أن يستطيعوا فعل شيء، عليهم أن لا ينخدعوا بالعدو ولا يفزعوا منه، وليعلموا أن يد الله فوق الأيدي، والله تعالى الناصر والسند للشعب الذي ينصر دينه، وهذا الشعب والحمد لله يقوم بهذا الفعل.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
13/11/2024