الخليج والعالم
هل تجاوزت سوريا الموجة الجديدة من وباء كورونا؟
دمشق - علي حسن
قررت الدولة السورية يوم الخميس الماضي إعادة بدء دوام الجامعات وعودة الدوام الكامل لموظفي المؤسسات الحكومية، إجراءات قد توحي بأنّ الموجة الثالثة من وباء كورونا قد انتهت أو ربما بات منحنى الإصابات غير تصاعدي، فهل فعلًا انتهت أم أن هذه الموجة لا تزال في أوجها؟
الطبيب طارق العبد قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "سوريا لم تتجاوز مرحلة الذروة بعد، وما حصل في الأسبوعين الماضيين كان تسطح المنحى لفترة ثم عاد للتصاعد بدلاً من التراجع كما كان متوقعاً وهو ما بات يحدث في دمشق والمحافظات".
وأضاف "بحسب ما قال مدير الجاهزية والطوارئ في وزارة الصحة الدكتور توفيق حسابا، فإن عدد مرضى العناية المركزة في دمشق بلغ 137 مريضا وفي ريفها 70، أي أن نسبة إشغال أسرة العناية في المحافظتين هي 100%، والفرق حتى الآن بين الذروة الحالية وباقي الفترات هو القدرة على استيعاب حالات العزل، أي التي تحتاج لعلاج منزلي أو بأسطوانة أوكسجين سواء في أجنحة المشافي أو في مشفى صالة الفيحاء أو في المنازل.. أما الفجوة الأكبر فهي في العناية المركزة وهنا قلب المشكلة التي تواجهها الفرق الطبية".
وتابع العبد قائلًا "خلال الأسبوع الماضي شهدنا في دمشق زيادة بعدد المعاينات المنزلية والاستشارات الهاتفية قياساً بالأسبوع السابق وهو ما يعني تزايد الإصابات في محافظة توقعنا أننا بدأنا نلتقط أنفاسنا فيها"، مشيرًا إلى أن "السؤال الذي تعرض له الأطباء كثيرًا هو عن احتمال الإصابة مرة أخرى من مصابين في الموجات السابقة، ولكثرة السائلين من المواطنين باتت الفرق الطبية لا تعتمد على المسحات لإثبات الإصابة بل تتعامل مع الأعراض فقط".
وأكد العبد أنّ "أخطر مشكلة يواجهها الأطباء في هذه الموجة في التعامل مع حالات كورونا هي عواقب الإصابة وتحديداً تليف الرئة أي فقدان الرئة لجزء من وظيفتها، ما يعني بقاء المريض محتاجاً لدعم الأوكسيجين فترة طويلة رغم كل العلاجات المتوافرة".
وختم العبد حديثه بأنّ "اللقاح البريطاني استرازنيكا قد وصل إلى سوريا وستبدأ عملية التطعيم قريباً، ولكنه ليس الحل لتجاوز مرحلة الخطر فالكمية محدودة وهناك أولوية في التطعيم وبالتالي ستبقى إجراءات الوقاية هي الوسيلة الأفضل للتعايش مع الفيروس".