معركة أولي البأس

الخليج والعالم

المركز الثقافي الإيراني بتونس يحتفي بالكاتب التونسي أحمد الطويلي
08/04/2021

المركز الثقافي الإيراني بتونس يحتفي بالكاتب التونسي أحمد الطويلي

تونس – روعة قاسم

أكد مدير القسم الثقافي لسفارة الجمهورية الايرانية الاسلامية في تونس ميثم فراهاني أهمية الاحتفاء بالكتابات الابداعية والفكرية والأدبية ولا سيما التي تطرح القضية الفلسطينية كأبرز القضايا المحورية في عالمنا. 

جاء ذلك خلال ندوة ثقافية عقدت في مقر القسم الثقافي في سفارة ايران بتونس لتقدم "المولود" الثقافي الجديد للكاتب والأكاديمي التونسي أحمد الطويلي "زعماء تونس وكتابها والقضية الفلسطينية"، وذلك احتفاء بأهمية القضية الفلسطينية راهنا ومستقبلا، وبحضور عدد من الباحثين والكتّاب التونسيين والفلسطينيين.

درب المقاومة مستمر

وقال فراهاني: "لقد خصصنا الجلسة الفكرية للاحتفاء بالكاتب التونسي احمد الطويلي كنموذج تاريخي وفكري يبرز الدور الهام لتونس الداعم للقضية الفلسطينية على مدى التاريخ، مسجلا دور زعماء القيادة في فترات تاريخية متعاقبة ودور الشعب التونسي بدعم المقاومة والوقوف في وجه العدو الصهيوني، كما يقدم لنا لمحة عن الكتب التونسية التي تناولت القضية الفلسطينية وأثارت أبعادها تفاعلات فكرية عديدة في اطار الدعوة الى تجريم التطبيع ودفع المسار نحو تحرير الشعب الفلسطيني المظلوم من قبضة الصهاينة". 

وأردف "بهذه المناسبة الثقافية الهامة نتقدم للطولي بجزيل الشكر لما قدمه من مجهودات فاعلة نصرة للحق وتأييدا للقدس عاصمة فلسطين والتي ما تزال الى اليوم تتألم من تتالي النكبات والخيانات"، مشيرًا الى أن "درب المقاومة مستمر طالما ان هناك حماة يسهرون على رفع راية الحق وكما قال الدكتور أحمد الطويلي الأجيال القادمة هي الأمل".

المركز الثقافي الإيراني بتونس يحتفي بالكاتب التونسي أحمد الطويلي

أهمية استحضار الذاكرة الوطنية

من جهته، شدّد الأستاذ الجامعي والأكاديمي فؤاد الفخفاخ على أهمية صدور هذا الكتاب في توقيت حساس تمّر به المنطقة، وأوضح أن  
الكتاب يبرز دور تونس في دعم القضية الفلسطينية، مشيرا الى ان نقطة الانطلاق التاريخية كانت المؤتمر الإسلامي بالقدس بداية من الثلاثينيات.

ولفت الى أن "هذا الدور التونسي منذ تلك الفترة وحتى ما قبلها تمظهر بتكوين جمعيات عديدة مثل "جمعية إغاثة منكوبي فلسطين " و"لجنة الدفاع عن فلسطين العربية" وجمعيات أخرى ذكرها الكاتب بكثير من الدقة التاريخية بشكل مفيد جدا وبمنهجية تاريخية توثيقية وبلغة سلسة وواضحة".

وأضاف الفخفاخ: "أبرز الكاتب أحمد الطويلي دور بعض الزعماء وعلى رأسهم عبد العزيز الثعالبي الذي كان له دور كبير في عقد المؤتمر الاسلامي في القدس في سنة 1931 وقد كانت له علاقات متواصلة وطيدة مع القائد الفلسطيني محمد أمين الحسيني". واشار الفخفاخ الى ان هذا المؤتمر أفضى الى نتائج هامة لعل  أبرزها انشاء جامعة عليا للعمل على انقاذ الأراضي الفلسطينية  ومقاطعة المنتجات الصهيونية. وما اختص به الكاتب في هذا المضمار انه جعل لكل زعيم من زعماء تونس ميزة ونوعية تميزه عن الآخر مثل معاضدة الثعالبي للقضية الفلسطينة من منطلق العلاقة الروحية العاطفية قبل ان تكون قومية او ايمانية". 

وبيّن أن "الزعيم الثاني هو الحبيب بورقيبة فقد عرّف الكاتب بالاستراتيجية السياسية التي بنى عليها الزعيم الحبيب بورقيبة معالجته لهذه القصية وهي استراتيجية التمسك بالقبول بالحل المنقوص حتى يأتي الحل التام، فهناك مراوحة بين المعطى  الواقعي من ناحية وميزان القوى من ناحية أخرى، وهذا ما جعل بورقيبة يعتبر ان  القبول بالحل المنقوص وبقرار التقسيم افضل من لا شيء" . 

وأوضح الفخفاخ أن القادة العرب رفضوا آنذاك رفضا تاما وقطعيا هذه المبادرة.

الفخفاخ شرح أن الكاتب الفلسطيني احمد الطويلي تطرق الى دور الزعيم التونسي صالح بن يوسف، مشيرًا الى أنه دعا الى التعبئة العامة قصد المشاركة في حرب 48 واعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية عالمية بالأساس وقضية كونية وانسانية لا تهمّ الشعب الفلسطيني بحذ داته  ولا تتعلق برقعة جغرافية معينة وانما انعكاساتها تشمل العلاقات في العالم العربي من ناحية والعالم بكله من ناحية أخرى.

فهم مخاطر الصهيونية وأسسها الفكرية

أما الباحث التونسي في الصهيونية د. علي منجور فشدّد على ضرورة أن يفهم الكتاب العرب والتونسيون قبل الحديث عن القضية الفلسطينية "ماهية الصهيونية" وارتباطاتها الدينية والعقائدية، وهذا بحسب رأيه مهم لمعرفة الحاضر والتحضير للمستقبل في علاقة بالمواجهة مع هذا العدو المحتل المجرم. 

من جهته، اعتبر الباحث الفلسطيني عابد الزريعي أن صدور هذا الكتاب بنكهة تاريخية في هذا التوقيت بالذات هو مسألة في منتهى الأهمية خاصة في ظل موجة التطبيع الزاحفة  في أكثر من  قطر عربي والتي تعتمد في استراتيجيتها على محو الذاكرة التاريخية للشعوب العربية ونضالها من أجل قضية فلسطين.
 

 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم