معركة أولي البأس

الخليج والعالم

صحفية أمريكية: الإرهاب تصنيفٌ لا ينطبق على حزب الله وحماس وأنصار الله
05/03/2021

صحفية أمريكية: الإرهاب تصنيفٌ لا ينطبق على حزب الله وحماس وأنصار الله

دعت الصحفية الأميركية باربرا سلافين في مقال على موقع "Responsible Statecraft" إلى إجراء عملية مراجعة للتصنيفات الأميركية للدول الراعية للإرهاب والمنظمات الإرهابية الأجنبية، مشيرة إلى أنه جرى تسييس الكثير من هذه التصنيفات الأمر الذي يأتي بنتائج عكسية في التعامل مع الخصوم.  

سلافين ذكرت أنه لم يجرِ تصنيف تركيا والإمارات بالدولتين الراعيتين للإرهاب رغم دعمهما لجماعات قامت بقتل المدنيين في دول مثل ليبيا واليمن، بالإضافة إلى أن "إسرائيل" هي الأخرى تعاملت مع مجموعات مثل "منافقي خلق" التي يقال انها قامت باغتيال علماء نوويين إيرانيين، فضلاً عن تعاملها مع جماعات مثل جيش لحد في جنوب لبنان. 

وتابعت "لم يجرِ تصنيف باكستان بالدولة الراعية للإرهاب على الرغم من أن الأخيرة أوت "الإرهابيين المتطرفين" مثل مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وذكرت السعودية إذ قالت إن الأخيرة لم تواجه أية إجراءات رغم الدعم الذي يقدمه مواطنون ومسؤولون سعوديون "للجهاديين".

الصحفية الأميركية انتقدت تصنيف الولايات المتحدة لكل من حزب الله وحركة حماس بالمنظمات الإرهابية، وقالت إن "التصنيف الإرهابي لم يعد ينطبق على هذه الجهات"، موضحة أن حزب الله وحماس والكتائب العراقية الشيعية وحركة أنصار الله في اليمن لديهم جذور عميقة سواء على المستوى الاجتماعي أو الحكومي. 

وشددت على أن تصنيف هذه الجهات بالمنظمات الإرهابية يصعب الانخراط معها ويصعب أيضاً تهدئة الأوضاع في الساحات التي تنشط فيها. 

وقالت الصحفية الأميركية إن النفاق في هذه التصنيفات يتجلى في ظل مقتل عشرات آلاف المواطنين الأبرياء بسبب السياسات الأميركية مثل غزو العراق تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل التي لم تكن موجودة. 

وبينما أشارت إلى أن تصنيف "القاعدة" و"داعش" وأتباعهما بالمنظمات الإرهابية قد يكون في محله، بيّنت أن الكثير من "الأفعال العنيفة" التي قامت بها مجموعات أخرى هي أعمال حربية، وضربت مثلًا في هذا السياق تفجير ثكنات قوات المارينز في بيروت عام 1983، مشيرة إلى أن هذه التفجيرات هي التي أدت إلى ادراج إيران وحزب الله على لائحة الإرهاب. 

سلافين نبّهت إلى أن إدارة ريغن وقتها أرسلت قوات المارينز إلى لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 بمهمّة غامضة وأعطت الضوء الأخضر لتحويل هذه القوة من فريق "حفظ سلام" إلى طرف في الحرب الاهلية اللبنانية. 

وبينما قالت الكاتبة إن تفجيرات ثكنات المارينز شكلت حدثًا مروّعًا، شددت في الوقت نفسه على أن هذه القوات ما كان من المفترض أن تكون في هكذا موقف اصلاً، وتابعت "إدارة جورج بوش أعلنت الحرب العالمية على الإرهاب بدلًا من أن تركز على "السنة المتطرفين" مثل السعوديين والاماراتيين والمصريين الذين قتلوا 3000 أميركي في هجمات الحادي عشر من أيلول". 

ورأت سلافين أن الولايات المتحدة قامت بحماية عناصر من "منافقي خلق" في العراق على الرغم من أن هذه الجماعة كانت موضوعة وقتها على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية، مؤكدة أن الولايات المتحدة رفضت حينها تسليم عناصر "منافقي خلق" إلى إيران مقابل قيام الأخيرة بتسليم عناصر من تنظيم القاعدة. 

وتحدثت الصحفية الأميركية عن ضرورة أن تعيد الولايات المتحدة النظر في هذه السياسات في الوقت الذي يشكل فيه التطرف المحلي خطرًا أكبر من المجموعات الخارجية، واعتبرت أن على إدارة بايدن أن تُخفف من هوسها حيال إيران وشركائها إذا ما أرادت الحدّ من النزاعات في الشرق الأوسط والاستدارة نحو آسيا والتصدي للصين. 

وخلصت إلى ضرورة أن يفهم صنّاع السياسة مواقف الجهات التي تصنفها واشنطن بالإرهابية وأن لا يلجؤوا تلقائيًا إلى هذه التصنيفات، خاتمة أن هذا النهج لم يخدم مصالح الأميركيين أو شعوب الشرق الأوسط.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم