الخليج والعالم
ظريف: نبدأ المحادثات عندما يفي الموقعون على الاتفاق النووي بالتزاماتهم
أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على الانضمام إلى الاتفاق النووي قبل رفع الحظر بأكمله لأنها هي التي انتهكت القانون، مشددا على ضرورة أن يقدّم الأميركيون الضمانات، وأن إيران قامت بعملها على أكمل وجه.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة "Press Tv" بشأن تطورات الملف النووي، لفت ظريف إلى أن المحادثات المرتقبة لن تكون بشأن أي تغييرات في الاتفاقية النووية، وقال "سنأخذ حقوقنا وبدأنا باتخاذ بعض الاجراءات والبرلمان أعطانا الحق في ذلك".
ظريف أشار إلى أن أميركا كانت تعاقب أي طرف لا يطبق قوانينها، مضيفا أن هناك تعهدات وسنمضي قدما بتعهداتنا ولدينا ديموقراطية ونطبق قوانين البلاد التي يشرعها البرلمان.
وقال ظريف "في أميركا بإمكان الرئيس استخدام حق الفيتو لرفض أي قرار ولكننا في إيران لن نقوم بذلك.. وعندنا فتوى بتحريم امتلاك وصناعة الاسلحة النووية".
وزير الخارجية الإيراني رأى في تعبير الجانب الأوروبي عن قلقه من برنامج إيران النووي نفاق وازدواجية، مشيرا إلى أن "اسرائيل" تقوم بتوسيع مفاعل ديمونا وهو المركز النووي الوحيد في المنطقة لصناعة القنابل النووية، لكن لم نشاهد حياله أي قلق من الجانب الأوروبي.
ظريف أضاف "إيران أوضحت بأنها ليست بصدد صناعة الأسلحة النووية وعلى دول أوروبا أن تتصرف بشكل صحيح في مجال العلاقات الاقتصادية".
وشدد ظريف على ضرورة أن تتصرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدالة، معتبرا أن المدير العام للوكالة رافاييل غروسي يمثل جميع الدول الأعضاء، وطهران تحترم دور الوكالة، وفي نفس الوقت لا نريد مشاكل في التطبيق.
وتابع ظريف "قمنا بتقليص تعهداتها وفي نفس الوقت أكدنا بأننا قادرون على الرجوع بسرعة"، وأضاف "سنناقش كافة الأمور المهمة مع السيد غروسي ولن نسمح بأخذ أشرطة الكاميرات الموجودة في مراكزنا.. سنتخذ خطوات أخرى وهي تبحث الآن في منظمة الطاقة الذرية وسنناقش القضايا الفنية مع السيد غروسي".
ولفت ظريف إلى وجود تسريبات في المعلومات، مشددا على أن إيران تطالب بالحفاظ على السرية، مشيرا إلى أن الوكالة الدولية الذرية لديها تعهدا لجميع الأعضاء بمراعاة السرية.
رئيس الدبلوماسية الإيرانية رأى أن شيئا لم يتغير في سياسات أميركا، وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يقدّم أكثر من الادعاءات، وقال "شاهدنا 7 رؤساء أميركيين والمشكلة هي أن أميركا اعتادت على فرض الحظر الاقتصادي، لكن هذه السياسة لا تنطلي على إيران".
ظريف أكد أن إيران لن تعترف بالحظر الاقتصادي، لافتا إلى أنه كان من المفروض أن يُسمح للجمهورية الإسلامية أن تشتري وتبيع الأسلحة، وهذا من حقها.
وأضاف "على أميركا أن تعلم بأنها مرفوضة من قبل 110 دول وهذا يعني نهاية سياسة الهيمنة"، مشيرا إلى أن الشركات الأوروبية تستمع للأوامر الأميركية أكثر من ساسة أوروبا، مضيفا "لا نريد تضعيف العلاقات بين طرفي الأطلسي وعلى أوروبا أن تطالب الادارة الأميركية احترام سياساتها".
ظريف أكد أن الصين وروسيا من الدول الصديقة، وفي عهد ترامب فرضت الإدارة الأمريكية العقوبات على الكثير من شركات الدولتين، متحدثا عن أكثر من 120 شخصية صينية وشركات صينية وروسية تواجه اليوم العقوبات.
وزير الخارجية الإيراني لفت إلى أن التعويض سيكون في صلب المحادثات بعد أن تعود أميركا إلى الاتفاق النووي، متحدثا عن خسارة طهران تريليون دولار بشكل مباشر وغير مباشر بسبب الحظر، لذلك فإن ايران ستطالب بالتعويض وبشكل عملي.
ظريف رأى أن المشكلة هي بأن الرئيس الأميركي جو بايدن يواصل سياسة سلفه ترامب بمنع إيران من شراء الأدوية والأغذية، وأضاف "وفقا للقانون فإننا سنواصل سياساتنا ونرفع من مستوى التخصيب والآن نمتلك 4 آلاف كيلوغرام من اليورانيوم المخصب.. وخلال شهرين سنقوم بتخصيب بنسبة أكثر من 20 بالمئة".
ظريف أضاف "قالوا لنا بأن عملكم ابتزاز لكن الحقيقة هي أن أميركا تقوم بابتزازنا.. منعوا إيران من تخصيب اليورانيوم وعلى أميركا أن تعلم بأن إيران ستحصل على ما تريد وفق الاتفاقية".
وتابع ظريف "ترامب كان يعتقد بأن الضغط سينتهي بانهيار إيران لكن ما حصل هو أن ترامب الذي انهار".
وفي موضوع آخر، أعلن ظريف أن طهران أبلغت المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيت استعدادها لتقديم المساعدة لانهاء العدوان على اليمن، مضيفا "آن الاوان لانهاء العدوان ووقف بيع السلاح للسعودية".
ظريف قال "لدينا دول مجاورة تعتقد بضرورة شراء السلاح من الغرب، والسعودية وظفت المليارات لدعم صدام حسين".
وتساءل ظريف إلى أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي لا يقدر على إنقاذ نفسه من المحاكمة، هل بإمكانه أن يحمي الدول المطبعة؟
وأعرب ظريف عن استعداد إيران للتحدث مع الدول المجاورة بدون أية شروط، وقال "رسالتي أن تنظروا إلى تاريخ إيران كيف وقفنا بوجه الغزوات والهجمات وأنه لا توجد أية أطماع سلطوية لدى إيران".
ظريف أشار إلى أن إيران تشكّل مصدر الطاقة للصين وهي شريك تجاري لنا والمنافع متبادلة بيننا"، مضيفا "سياستنا واضحة وعلى الجميع أن يحترموا حقوق كشمير".
وختم بالقول "لنفكر في المستقبل الأفضل".