الخليج والعالم
الولايات المتحدة تراجع حساباتها في اليمن
عكست المواقف الجديدة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن توجّهًا مغايرًا لسلفه دونالد ترامب خصوصًا على صعيد الملفّ اليمني. وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عبّر أمس بوضوح عن هذا التبدّل، إذ قال إنَّ بعض الخطوات الأخيرة للإدارة السابقة تُراجَع، ويجري التركيز بشكل خاص على العقوبات على الحوثيين (حركة أنصار الله).
وأشار بلينكن الى أنَّ الولايات المتحدة رأت أن الحملة التي تقودها السعودية على اليمن أدَّت إلى أسوأ كارثة إنسانية، مضيفًا أنَّ "أيّة خطوات نريد اتخاذها لا نريدها أن تؤثر على إيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني ويصعب من تلك المهمة ومن ضمنها تصنيف أنصار الله".
تجدر الإشارة إلى أنَّ وزارة الخزانة الأميركية منحت قبل أيامٍ ترخيصًا بإجراء معاملات مع اليمن تشمل حركة "أنصار الله"، على الرغم من أنَّ إدارة الرئيس السابق صنفتها منظمةً "إرهابيةً".
كلام بلينكن يعقب قرار الخارجية الأمريكية بتجميد صفقة مقاتلات (إف 35) إلى الإمارات بالاضافة لذخائر متطورة للسعودية بشكل مؤقت.
وزير الخارجية الأميركي لفت إلى أنِّ تجميد بيع السلاح طبيعية، وقال "من الطبيعي أن تقوم الإدارة الجديدة بمراجعة عمليات بيع الأسلحة لتعزيز الأهداف الاستراتيجية والسياسة الخارجية".
يُذكر أنَّ أعضاء مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي أرسلوا مذكرةً إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن يطالبونه بتجميد تسليم السعودية أسلحةً هجوميةً، ويحثّونه على مراجعة لمُجمل العلاقات الأميركية مع الرياض.
وتطرَّق بلينكن إلى العلاقات الثنائية مع الصين، فشدّد على أنَّ هذه العلاقات "هي الأكثر أهمية في العالم، وهذه العلاقة فيها بعض الجوانب التعاونية في مجالات المصالح المشتركة بما في ذلك القضايا المتعلقة بالمناخ، وفيها جوانب سلبية".
كما أعرب عن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لاتفاقيات التطبيع بين عددٍ من الدول العربية مع الكيان الصهيوني.
بلينكن ذكر أنَّ "علينا أن نفهم بالضبط ما هو الوارد في الاتفاقية بين طالبان والولايات المتحدة وطلبنا من المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان خليل زاد الاستمرار بمهامه".
يأتي ذلك بعد أن أبلغ مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان، نظيره الأفغاني بأن الولايات المتحدة ستراجع في شباط/ فبراير المُقبل، الاتفاق المبرم مع حركة طالبان.
كذلك شدَّد بلينكن على أنَّه "من الصعب أن تكون هناك سياسة خارجية ثابتة بعيدة عن إجماع الشعب الأميركي وهذا الأمر سيتم بالتشاور مع أعضاء الكونغرس والعمل عن كثب معهم".