معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الولايات المتحدة: الفوضى لم تنتهِ بعد
08/01/2021

الولايات المتحدة: الفوضى لم تنتهِ بعد

لا تزال أصداء اقتحام مبنى الكونغرس تسيطر على اهتمامات الإعلام الامريكي، في ظلّ توقعات تؤكد أن الأمر لم ينتهِ طالما أن السلطات تتجاهل تطرّف البيض العنصريين والمعسكر المؤيّد للرئيس الحالي دونالد ترامب.

وفي هذا السياق، رأت الكاتبة سيوارد داربي في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن "اقتحام مبنى الكونغرس يمكن اعتباره "الذروة"، مشيرة إلى أن ما جرى ليس "الرمق الأخير" للبيض العنصريين والمعسكر المؤيّد لترامب بل يعكس فكرًا قديمًا لدى الجناح اليميني".

وقالت إن "المسألة لم تبدأ مع تشجيع ترامب لمناصريه على رفض نتائج الانتخابات أو مع توليه الرئاسة أو حتى عندما فكر بالترشح، فجذور الموضوع تعود الى ما قبل عشرات السنوات".

واعتبرت الكاتبة أن الأجهزة والمؤسّسات الأميركية لا تمتلك الجهوزية لمواجهة من قاموا باقتحام مبنى "الكونغرس"، موضحة أن "سبب ذلك تجاهل خطر اليمين المتطرّف والتعاطي معه على أنه أمر هامشي".

وذكّرت بأن "الحكومة الأميركية كانت قد حصرت جريمة الإرهاب بتلك التي يرتكبها فقط من هم ليسوا من البشرة البيضاء"، محمّلة أجهزة إنفاذ القانون المسؤولية بعد أن قامت بتغذية التطرّف داخل صفوفها.

الكاتبة لفتت الى أن "وسائل الاعلام تتحمل مسؤولية أيضا، لأنها استخدمت عبارات مثل "الحوادث المعزولة" في الحديث عن الهجمات التي يقوم بها اليمين المتطرّف"، مشددة على أن "أتباع الفكر اليميني يشكلون تهديدًا جماعيًا حقيقيًا".

"واشنطن بوست": ماذا لو كان من اقتحم مبنى "الكونغرس" من البشرة السمراء؟

وفي سياق متصل، قالت الكاتبة ميشيل نوريس في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" إن "ما حصل في مبنى الكونغرس كان متوقعًا"، وأعربت عن دهشتها حيال ردود أفعال "فاترة" من قبل قوات الشرطة وأجهزة إنفاذ القانون.

 الكاتبة أشارت في المقابل إلى الاعتداءات الوحشية التي نفّذها الحرس الوطني وقوات الشرطة خلال مظاهرات “Black Lives Matter” (حياة السود مهمة)، وقالت إن ذلك يؤكد أن هناك "من ينظر إلى حياة البيض على أنها أكثر أهمية".

وبحسب الكاتبة، أظهرت أميركا أمام العالم ازدواجية في المعايير عمرها مئات السنوات، فالانقسامات الثقافية والسياسية والعرقية العميقة كانت ظاهرة بشكل واضح خلال الأحداث الأخيرة، سواء كان من ناحية من تجمّعوا أو من ناحية تساهل الشرطة معهم أو من ناحية أيديولوجيتهم.

وأضافت أنه "لو كان المشاركون في الأحداث من البشرة السمراء، كنا سنسمع عبارات تصفهم بالمتوحشين والبلطجية، وكنا سنشهد حصول حملات اعتقالات واسعة ونزول دبابات إلى الشوارع وسفك دماء (بشكل أكبر)".

وحذّرت الكاتبة من أن "الفكر الأيديولوجي الذي أدى إلى اقتحام مبنى "الكونغرس" سيبقى يشكّل تهديدًا للولايات المتحدة إلى أن يُسَيطر عليه".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم