الخليج والعالم
توصل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى اتفاق تجاري لفترة ما بعد "بريكست"
تمكن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا اليوم الخميس، بعد مفاوضات صعبة، من تنسيق اتفاق للتجارة الحرة لمرحلة ما بعد "بريكست".
وأكد كل من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التوصل إلى الصفقة، قبل سبعة أيام فقط من انسحاب المملكة المتحدة من أحد أكبر التكتلات التجارية في العالم.
وصرّح جونسون للصحفيين من مقره في داونينغ ستريت بأن بريطانيا بهذا الاتفاق تستعيد السيطرة على مصيرها وقوانينها وستصبح مستقلة بالكامل تجاريًا وسياسيًا وقضائيًا، مشيرًا إلى أنه رفض دعوات "المتشائمين" لتمديد الفترة الانتقالية بغض النظر عن جائحة فيروس كورونا.
وأشار جونسون إلى أن الصفقة المبرمة تعد الأكبر في التاريخ وتصل قيمتها إلى 166 مليار جنيه سنويًا، موضحًا أنها تشبه إلى حد بعيد اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكندا.
وأكد رئيس حكومة المملكة المتحدة أن نظامًا جديدًا للتعريفات الجمركية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي سيفرض اعتبارًا من مطلع العام القادم.
وذكر جونسون أن الصفقة الجديدة ستحمي الوظائف وستتيح بيع المنتجات البريطانية دون تعريفات وحصص في السوق الأوروبية وستسمح للشركات البريطانية بزيادة تعاملاتها مع أوروبا.
وأوضح أن الاتفاق يقضي بإنشاء منطقة تجارة حرة هائلة ستكون بريطانيا عضوًا فيها لكن مع الاحتفاظ بحقها بممارسة سياسة تجارية مستقلة.
وتسمح الصفقة لكلا الجانبين بفرض تعريفات في حال تقويض أحدهما مصالح الآخر.
وأعلن جونسون أن البرلمان البريطاني سيصوت على الصفقة الجديدة في 30 كانون الأول/ديسمبر، فيما أشار رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي عبر "تويتر" إلى أن المشرعين الأوروبيين سيحللون الاتفاق المبرم وسينظم التصويت عليه في العام القادم فقط.
من جانبها، أقرت فون دير لاين للصحفيين بأن الطريق إلى الصفقة كان "وعرًا وطويلًا"، مشيرة إلى أنها "جيدة وعادلة ومتوازنة".
وتابعت أن المفاوضات بين بروكسل ولندن كانت صعبة جدًا، لكن الاتفاق المبرم "يستحق الصراع من أجله".
وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الاتفاق الجديد يتوافق مع مصالح بريطانيا أيضًا وسيضع أرضية راسخة لـ"بداية جديدة مع صديق طويل الأمد"، مضيفة: "هذا يعني أننا سنطوي صفقة "بريكست" في نهاية المطاف وستستمر أوروبا في المضي قدمًا".
ووصفت فون دير لاين ما تم التوصل إليه اليوم بأنه "الصفقة الأكثر شمولًا" و"اتفاقًا سيكتب في التاريخ"، مشيرة إلى أن تنسيق هذا الاتفاق في غضون 12 شهرًا فقط يعد إنجازًا استثنائيًا.
ومن المقرر أن يدخل الاتفاق الجديد حيز التنفيذ اعتبارا من 1 كانون الثاني/يناير بدلًا عن الاتفاقات السارية في الفترة الانتقالية والتي تلزم بريطانيا بتطبيق معظم المعايير التجارية الأوروبية على الرغم من انسحابها رسميًا من الاتحاد في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي.