الخليج والعالم
صندوق الدفاع الأوروبي ضحيَّة جديدة لكورونا
حذر وزراء الدفاع الأوروبيون من التخفيضات "الفوضوية" في الإنفاق العسكري بسبب الضغوطات التي تشهدها الميزانيات الوطنية والناجمة عن جائحة كورونا.
ويأتي ذلك بعد أن أجبر وباء "كوفيد-19" القادة في أوروبا على إعادة تقييم قيمة الأموال الموجهة إلى ميزانيات الدفاع الوطني من جهة وإلى صندوق الدفاع الأوروبي من جهة أخرى.
تجدر الإشارة إلى أنَّ 25 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي من أصل 27، تدمج قواتها المسلحة، كجزءٍ من آلية الاتحاد الأوروبي المعروفة باسم "مؤسسة التعاون المنظم الدائم".
وكانت قد عُدِّلت ميزانية صندوق الدفاع الأوروبي إلى 8 مليارات يورو، في أيار/مايو الماضي، ما استدعى أن يؤكد يوري جوديفي، الرئيس التنفيذي لوكالة الدفاع الأوروبية، على أهمية ألا يصرف الوباء انتباه صانعي السياسات عن الوضع الأمني في العقد الجديد.
وأشار إلى أن التخفيضات في ميزانيات الدفاع في قارة أوروبا في أعقاب الأزمة الماليَّة 2007-2008 كان لها تأثير كبير، مضيفًا أنَّ معظم البلدان عادت إلى مستويات ما قبل 2007 العام الماضي فقط.
ووفقًا للمجلس الألماني للعلاقات الخارجية، تراجع الإنفاق الدفاعي الأوروبي بنسبة تصل إلى 11 في المائة في العقد الذي تلا الانهيار.
كما قال الرئيس التنفيذي لوكالة الدفاع الأوروبية أمام لجنة في قمة الأعمال الأوروبية هذا الأسبوع: "يجب أن نتجنب ما حدث بالفعل قبل عشر سنوات عندما كانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلفاء الناتو يجرون عمليات قطع عميقة وفوضوية للغاية نتيجة الأزمة الاقتصادية المالية، لقد تمكنا من الوصول إلى مستوى عام 2007، قبل الأزمة، العام الماضي فقط".
ولفت إلى ضرورة إقناع الدول الأعضاء والحلفاء بتعديل تخفيضاتهم، كما أن الوضع الجيوسياسي أسوأ بكثير مما كان عليه قبل 10 سنوات، مشددًا على أنَّ المنافسة الجيوسياسية مستمرة بل وتشتد أكثر على الرغم من فيروس كورونا المستجد.
أمَّا من جهة الخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، فاعتبرت لجوانكي بالفورت من خدمة العمل الخارجي الأوروبي، أنَّ الحل للدول الأعضاء كان بالعمل معًا ومشاركة تكاليف الإنفاق الدفاعي.
بالفورت أردفت: "أعتقد أن القضية التي نتطلع إليها هي التعاون، ومن خلال التعاون نكون أكثر فعالية وكفاءة".
وتعمل "الخدمة الأوروبية للتحرك الخارجي" و"وكالة الدفاع الأوروبي" كجزء من آلية الاتحاد الأوروبي المعروفة باسم "مؤسسة التعاون المنظم الدائم"، حيث تدمج الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قواتها المسلحة، إلا الدنمارك ومالطا اللتين اختارتا الانسحاب من المنظمة.
يُذكر أنه في وقت سابق من هذا العام، أطلق الاتحاد الأوروبي "فريق عمل" لتعبئة الجيوش الوطنية لنقل المرضى والإمدادات الطبية من دولة إلى أخرى داخل الكتلة.